الميثاق نت -

الإثنين, 17-فبراير-2020
أحمد‮ ‬الزبيري‮ ‬ -
واضح‮ ‬أن‮ ‬العام‮ ‬2020م‮ ‬سيكون‮ ‬حافلاً‮ ‬بالاحداث‮ ‬والمتغيرات‮ ‬يمنياً‮ ‬وعربياً‮ ‬ودولياً‮ ‬وستحدد‮ ‬نهايات‮ ‬الأحداث‮ ‬في‮ ‬المنطقة‮ ‬وفقاً‮ ‬للمقدمات‮ ‬التي‮ ‬بدأها‮ ‬هذا‮ ‬العام‮. ‬
يمنياً تشير معطيات الأحداث إلى أن هناك مسارين، الأول يمضي في اتجاه اصرار تحالف الحرب على تحقيق مخططاته في المحافظات الجنوبية المحتلة سعودياً وإماراتياً وفقاً للوضع الذي تشكل بنتيجة ما شهدته عدن من احداث في النصف الثاني من العام المنصرم 2019م والذي أدى إلى تحقيق ميليشيات الانتقالي انتصاراً بدعم إماراتي ورضا سعودي ومباركة دولية خصوصاً من الولايات المتحدة وبريطانيا اللتين تقفان وراء العدوان المستمر من العام 2015م وحتى اليوم من أجل السيطرة الجيوسياسية على موقع اليمن الاستراتيجي الذي يكتسب اهمية حيوية في مشاريع طموحاتهما في المنطقة في خطوة استباقية لمتغرات محتملة قد تأخذ الصراعات والحروب إلى اماكن أخرى.. وينطلقان من أن الحرب على اليمن ومجمل الصراعات والحروب بالمنطقة لا تكلفهما شيئا بل على العكس تعود عليهما بالارباح الاقتصادية والمكاسب الجيوسياسية وتخدم قبل هذا وبعده‮ ‬أمن‮ ‬إسرائيل‮ ‬ومشاريع‮ ‬هيمنتها‮ ‬المستقبلية‮ ‬كوكيل‮ ‬حصري‮ ‬لهما‮ ‬إذا‮ ‬ما‮ ‬مررت‮ ‬صفقة‮ ‬القرن‮..‬
ومن المهم الإشارة إلى أن استمرار هذه الحرب العدوانية على الشعب اليمني لم تعد رغبة سعودية بل إسرائيلية أمريكية بريطانية ، ما يبعث المخاوف لدى هذا التحالف العدواني الممتد من الرياض إلى ابو ظبي مروراً بتل ابيب ولندن وصولاً إلى واشنطن هو الفشل والهزائم التي واجهها‮ ‬تحالف‮ ‬الشر‮ ‬في‮ ‬عملية‮ ‬تصعيده‮ ‬لجبهات‮ ‬الحدود‮ ‬وجبهات‮ ‬نهم‮ .. ‬الجوف‮ .. ‬مأرب‮.. ‬ومخاوف‮ ‬أي‮ ‬تصعيد‮ ‬كبير‮ ‬في‮ ‬الساحل‮ ‬الغربي‮ ‬يلقى‮ ‬هزيمة‮ ‬ربما‮ ‬تؤدي‮ ‬إلى‮ ‬سقوط‮ ‬نهائي‮ ‬لمشاريعهم‮ ‬في‮ ‬اليمن‮ ‬ككل‮..‬
الانتصارات التي حققها الشعب اليمني وفي طليعته ابطال جيشه ولجانه الشعبية في جبهات الحدود والداخل والتي إذا ما ربطناها بقوة الردع التي فرضت توازن قوى وقواعد اشتباك بعد نجاحات القوى الصاروخية والطيران المسير في جعل كل ارض العدو السعودي والإماراتي في مرمانا والتي كانت ضربات منشآت ارامكو بمثابة دق نواقيس الخطر على النظامين السعودي والإماراتي وتحالفهما الدولي الذي جعلهم يخفضّوا سقف اهدافهم ومطامعهم إلى الاتفاق بفصل المحافظات الجنوبية وإعادة تقسيمها وفقاً لمخططاتهم الاستراتيجية .. وفي هذا المنحى جاء الهجوم على صنعاء‮ ‬من‮ ‬أجل‮ ‬فرض‮ ‬هذه‮ ‬الأجندة‮ ‬،‮ ‬لكن‮ ‬وصول‮ ‬الجيش‮ ‬واللجان‮ ‬إلى‮ ‬مشارف‮ ‬مأرب‮ ‬واستعادة‮ ‬الجزء‮ ‬الأكبر‮ ‬من‮ ‬محافظة‮ ‬الجوف‮ ‬ليس‮ ‬فقط‮ ‬أجهض‮ ‬هذا‮ ‬المسعى‮ ‬بل‮ ‬واصبح‮ ‬يهدد‮ ‬ضرب‮ ‬مشاريعهم‮ ‬في‮ ‬المحافظات‮ ‬الجنوبية‮ ‬والشرقية‮..‬
من يقرأ مشهد العدوان على اليمن من بدايته وحتى اليوم يستنتج أن السيطرة عبر ضرب اليمنيين ببعضهم البعض واستخدام ادوات هذه الفوضى المتعارضة إلى حد التناقض يدرك أن الفشل الرئيسي سيأتي من هذا الاتجاه ، وهذا ما رأيناه في مراحل مختلفة من هذا العدوان الذي اصبح يمضي عكس ما يراد منه .. وفشل اتفاق الرياض ليس فقط في اجندته المعلنة بل والمخفية اصاب العدوان ومرتزقته وادواته من التنظيمات الإرهابية بإرباك ينذر بهزيمة لكل هذه القوى ويجعل اليمن الموحد المستقل يحقق نصراً استراتيجياً مدعوماً بانتصارات تجري في سوريا تمهد لانتصارات‮ ‬قادمة‮ ‬في‮ ‬المنطقة‮ ‬سيكون‮ ‬فيها‮ ‬محورا‮ ‬اساسيا‮ ‬ومشاركا‮ ‬فعالا‮ ‬في‮ ‬تخليص‮ ‬المنطقة‮ ‬من‮ ‬كل‮ ‬ما‮ ‬تعرضت‮ ‬له‮ ‬من‮ ‬مؤامرات‮ ‬وصراعات‮ ‬وحروب‮ ‬مدمرة‮ ‬طوال‮ ‬السنوات‮ ‬الماضية‮.‬
تمت طباعة الخبر في: الجمعة, 29-مارس-2024 الساعة: 02:00 م
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.almethaq.net/news/news-57641.htm