عبدالجبار سعد -
الانهيارات التي مُنيت بها شرعية هادي في المواجهات العسكرية الأخيرة أثارت استغراب الجميع إلا الشرعية نفسها ، وحركت الجميع إلا مسئولي الشرعية ، وجعلت الجميع يخرس عن الكلام إلا إعلاميي الشرعية فإنهم مافتئوا ينادون بالويل والثبور وعظائم الأمور .
ولقد كثرت التحليلات للأسباب ممن بقي لهم بعض العقل من معسكرهم وكلهم يكررون أسباباً لاكها الناس منذ سنين ، وهي غياب القيادة الفاعلة أو غيابها بالمطلق ، غياب العقيدة القتالية لدى الجند، غياب الجند أنفسهم واعتمادهم على أسماء وهمية، وحتى الأعداد الموجودة في المواقع لا يجدون مرتباتهم لشهور عديدة ،إلى غيرها من أسباب الخذلان، ونزيد لذلك الخيانات والتنابز وعدم الانسجام بين فريق الشرعية نفسه .
**
باختصار لقد أثبتت أحداث السنين الماضية مقولة الشهيد العظيم الذي خبرهم وعرفهم أن هؤلاء لن يتحركوا شبرا واحدا إلى الأمام من مواقعهم التي كانوا عليها ، ولكن الجديد فقط أنهم تحركوا بخفة نحو الخلف بعد سنوات صمود في نهم والجوف وغيرهما.
بعد هذا أما آن لعقلاء اليمن في الشرعية وغيرها أن يتداعوا إلى إيقاف هذه المهازل والمجازر والدمار فلن يحل مشكلتهم إلا هم، ولقد جرب الجميع كل امكاناتهم وإمكانات غيرهم فأما الشرعية وتحالفها فباءت بالخسران وأما أعداؤها فتثبتوا ويزدادون توسعاً ضد إرادة الداخل والخارج ، والحل السياسي هو الذي سيحفظ ماء وجه الجميع وسيوقف النزيف الذي هو نزف شعبنا كله.
**
وأعتقد أن مايسمى بالتحالف العربي قد بلغ المنتهى في المحاولة والإخفاق وكلهم يطلب من يخرجه من المستنقع الآسن الذي أوقع نفسه فيه.
اليمن بحاجة إلى عقلائها لإخراجها مما هي فيه، وفي الحقيقة لم يبق في ساحة القتال من جانب شرعية هادي على وجه التحديد إلا المال النفطي الذي يحافظ على تماسك المقاولين في خارج الجبهات ولكنه لا يحقق أية نتيجة في جبهات القتال ..
فمتى سيتداعى العقلاء ويدعون المكابرة والمقامرة بأرواح اليمنيين؟!
| 
المقامرون بأرواح اليمنيين !!