الميثاق نت -

الإثنين, 16-مارس-2020
كتب‮/ ‬توفيق‮ ‬عثمان‮ ‬الشرعبي -
خمس‮ ‬سنوات‮ ‬مرت‮ ‬واليمنيون‮ ‬يسطرون‮ ‬اروع‮ ‬ملاحم‮ ‬الصمود‮ ‬في‮ ‬وجه‮ ‬اعتى‮ ‬واوحش‮ ‬عدوان‮ ‬عرفه‮ ‬التاريخ‮ ‬استهدف‮ ‬كل‮ ‬مقومات‮ ‬الحياة‮ ‬من‮ ‬بشر‮ ‬وشجر‮ ‬وحجر‮ ‬ولم‮ ‬يستثن‮ ‬شيئاً‮..‬
وبالوقوف على الآثار التي خلفها العدوان السعودي الامريكي على اليمن في القطاع التربوي والتعليمي سنجد ان الكثير من المنشآت والمؤسسات التعليمية تم تدميرها إما تدميراً كاملاً او جزئياً بالقصف المباشر لمقاتلات العدوان..بالاضافة الى آثار اخرى خلفها العدوان من خلال استهدافه الطلاب والتربويين والعملية التعليمية بشكل عام ،ولعل نقل البنك المركزي الى عدن من اهم الاساليب الخبيثة التي استخدمها تحالف العدوان في مسار استهدافه القطاع التربوي والتعليمي ومانتج عن ذلك من انقطاع تام للمرتبات الامر الذي زاد من معاناة المعلمين والمعلمات‮ ‬والتربويين‮ ..‬
ففي الـ 19 من سبتمبر 2016م أصدر الخائن هادي قراراً بنقل البنك المركزي وإدارة عملياته إلى عدن ما أدى إلى انقطاع الرواتب عن أكثر من"194.417" معلماً ومعلمة، حيث يعيش هؤلاء المعلمون أوضاعاً مأساوية منذ ذلك التاريخ وإلى اليوم ،ما سبب في تضرر أربعة ملايين ونصف‮ ‬المليون‮ ‬تلميذ‮ ‬،‮ ‬وبنسبة‮ ‬تبلغ‮ ‬76‭.‬3٪‮ ‬من‮ ‬إجمالي‮ ‬عدد‮ ‬التلاميذ‮ ‬في‮ ‬بلادنا‮..‬
ورغم هذه الجرائم التي ارتكبها العدوان بحق التعليم الا ان العملية التعليمية تحدت العدوان.. يقول الدكتور همدان الشامي نائب وزير التربية والتعليم: إن الجبهة التعليمية والتربوية لاتقل أهمية عن الجبهات الاخرى في مواجهة العدوان الغاشم على بلادنا ان لم تكن واحدة من الجبهات التي تحدت هذا العدوان وهزمته في مسار المواجهة الأهم والتي استهدفها من أول يوم لحربه العدوانية والتي لم تتوقف عن التدمير الممنهج للعملية التعليمية والتربوية من خلال تدمير المنشآت التعليمية والاستهداف المباشر للمدارس والطلاب بقصف طائراته المستمر لخمس سنوات على التوالي وسعيه الحثيث الى افراغ العملية التعليمية من كوادرها إما بالتأثير عليهم للتخلى عن مسئولياتهم وواجباتهم تجاه جيل حاضر اليمن وكل مستقبله أو بقطع مرتباتهم ووضعهم واسرهم امام خيارات معها يصبح آخر اهتمامهم الاستمرار في عملهم المهني التعليمي‮ ‬والتربوي‮..‬
وأضاف الشامي : هناك جرائم أخرى كثيرة حاول العدوان من خلالها استهداف العملية التعليمية لإيقافها لخلق جيل جاهل يحوله الى بيئة تتناسب مع أهداف حربه واستمرار الصراعات تحت شعارات وعناوين مناطقية ومذهبية وجهوية وعنصرية تتجسد في كيانات هشة وضعيفة وجيل قابل للتطويع‮ ‬باتجاهات‮ ‬التفرط‮ ‬بدينهم‮ ‬وبوطنهم‮ ‬وحاضرهم‮ ‬ومستقبلهم‮.. ‬وليكون‮ ‬صيداً‮ ‬سهلاً‮ ‬لاستقطابات‮ ‬التنظيمات‮ ‬التكفيرية‮ ‬الارهابية‮ ‬التي‮ ‬يغذيها‮ ‬تحالف‮ ‬العدوان‮ ‬الاجرامي‮ ‬التآمري‮ ‬الخبيث‮..‬
وكان الاستاذ عبدالله النعمي وكيل وزارة التربية لقطاع التعليم كشف عن تضرر "6.979" منشأة تعليمية بشكل مباشر وغير مباشر منذ بداية الحرب والحصار على اليمن في الـ25 من مارس 2015 وحتى بداية 2020م.
وبحسب الوكيل فإن اكثر من "400" منشأة تعليمية، استهدفها التحالف بشكل مباشر، فيما دمرت 1400 منشأة تعليمية تدميراً جزئياً ..وذكر النعمي أن "993 " منشأة تعليمية استخدمت لإيواء النازحين ، وأغلقت "660 " منشأة لوقوعها في مناطق غير آمنة..
الى ذلك رصدت مراكز حقوقية جزءاً من جرائم العدوان في القطاع التربوي والتعليمي، مشيرة في تقاريرها الى ان طائرات تحالف العدوان لم تستثنِ المدارس والتلاميذ من القصف ، حيث تعرضت عدد من المدارس للقصف المباشر ما أدى إلى سقوط ضحايا من التلاميذ كالتالي :
‮- ‬في‮ ‬تاريخ‮ ‬10‮ ‬يناير‮ ‬2016م‮ ‬استهدفت‮ ‬طائرات‮ ‬التحالف‮ ‬مدرسة‮ ‬الفلاح،‮ ‬بني‮ ‬معصار،‮ ‬في‮ ‬محافظة‮ ‬صنعاء،‮ ‬واستشهد‮ ‬3‮ ‬أطفال‮ ‬وجُرح‮ ‬ثلاثة‮ ‬آخرين‮.‬
‮- ‬في‮ ‬الـ‮ ‬14‮ ‬من‮ ‬يناير‮ ‬2016‮ ‬قصفت‮ ‬طائرات‮ ‬التحالف‮ ‬مدرسة‮ ‬في‮ ‬حي‮ ‬بازرعة،‮ ‬بمديرة‮ ‬التعزية،‮ ‬بمحافظة‮ ‬تعز،‮ ‬واستشهد‮ ‬أربعة‮ ‬أطفال‮ ‬وجُرح‮ ‬طفل‮ ‬آخر‮.‬
‮- ‬في‮ ‬الـ13‮ ‬من‮ ‬أغسطس‮ ‬2016‮ ‬قصفت‮ ‬طائرات‮ ‬التحالف‮ ‬مدرسة‮ ‬قرية‮ ‬الدوار‮ ‬في‮ ‬مديرية‮ ‬حيدان‮ ‬بمحافظة‮ ‬صعدة‮ ‬واستشهد‮ ‬10‮ ‬أطفال‮.‬
‮- ‬في‮ ‬الـ‮ ‬6‮ ‬من‮ ‬يناير‮ ‬2017‮ ‬قصفت‮ ‬طائرات‮ ‬التحالف‮ ‬مدرسة‮ ‬الحسين‮ ‬بمديرية‮ ‬الحيمة‮ ‬الداخلية‮ ‬في‮ ‬محافظة‮ ‬صنعاء‮ ‬واستشهد‮ ‬5‮ ‬أطفال‮.‬
- في الـ 9 من أغسطس 2018 استهدفت طائرات التحالف حافلة تقل أطفالاً بمديرية ضحيان، في محافظة صعدة، واستشهد 46 طفلاً، وجُرح 58 آخرين ..ولم يتوقف عند هذا التاريخ بل ظل مستمراً في استهدافه للمدارس..
ومنذ 2015م عمل العدوان الغاشم على اعاقة طباعة الكتاب المدرسي ما سبب نقصا كبيرا في الكتب المدرسية والمواد المدرسية الأخرى، نتيجة انعدام الموارد المالية الخاصة بعملية طباعة الكتاب المدرسي وإيقاف الدعم من الدول المانحة مما أثر سلباً على سير العملية التعليمية في اليمن..حيث اشار الاستاذ احمد النونو وكيل وزارة التربية والتعليم لقطاع المناهج الى ان العدوان استخدم كل مابحوزته من وسائل همجية لإيقاف العملية التعليمية ولعب بكل الأوراق الإجرامية كقصف المدارس واستهداف الطلبة وقطع المرتبات وعرقلة طباعة المناهج وتشريد الأسر من بيوتها..بل عَمد من خلال أدواته إلى استهداف البنية التنظيمية وهيكل الوزارة ولوائح قوانين التعليم من خلال اصدار قرارات وتعيين وتغيير نظام الاختبارات في المحافظات المحتلة ولكنه فشل فشلاً ذريعاً بفضل صمود الجبهة التربوية وتكاتف كل ابناء المجتمع..
ولم تتوقف تداعيات العدوان السعودي الامريكي عند هذا الحد من الآثار التدميرية بل امتدت الى الجوانب النفسية للاطفال وفي هذا الجانب أوضح تقرير صادر عن منظمة انتصاف لحقوق الطفل والمرأة في نهاية 2019م أن القصف المتكرر للمدارس تسبب بتأثر التلاميذ وظهور آثار نفسية عميقة أثرت سلباً على نمط تفكيرهم ومشاعرهم وسلوكهم وعلاقتهم بمن حولهم ، فـ 37 ٪ من الأطفال مصابون بالقلق ، و 36٪ يعانون من عدم الشعور بالأمان ، و32٪ يعانون من مشاكل النوم بسبب الخوف من أصوات الطائرات.
وبكل تأكيد ان ارقاماً اخرى كبيرة ومخيفة خلفها العدوان الظالم في القطاع التربوي والتعليمي بما يتعلق بتسرب الطلاب من المدارس وارتفاع معدلات التحاق من هم في سن التعليم العام بسوق العمل..وأمام كل هذه الجرائم الوحشية والبشعة كان لصمود الجبهة التربوية القول الفصل‮ ‬والموقف‮ ‬الحاسم‮ ‬الذي‮ ‬أفشل‮ ‬كل‮ ‬مخططات‮ ‬ومؤامرات‮ ‬تحالف‮ ‬العدوان‮ ‬على‮ ‬اليمن‮ ‬وأجياله‮.‬
تمت طباعة الخبر في: السبت, 20-أبريل-2024 الساعة: 02:14 ص
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.almethaq.net/news/news-57832.htm