الميثاق نت -

الإثنين, 16-مارس-2020
راسل‮ ‬القرشي‮ ‬ -
منذ البداية وكقراءة للواقع السياسي الذي عاشته اليمن قبل بدء العدوان قلنا إن السياسة المتخبطة طيلة السنوات الثلاث التي تولى فيها "هادي" مسئولية البلاد والعباد وفقاً للمبادرة الخليجية هي من أوصلت البلاد إلى هذا المنحدر الخطير الذي نعيشه اليوم بعد خمس سنوات من العدوان ..، ورغم ذلك أصر على العناد والمكابرة، كما أصر على الاستمرار في ذات النهج المدمر بانقلابه على الشرعية واستدعائه دول العدوان بقيادة النظام السعودي لتدمير كل شيء في الوطن وقتل أبناء الشعب..
ولهذا فإن ما قاله الأمين العام للتنظيم الوحدوي الشعبي الناصري عبدالله نعمان الخميس الماضي حول أن هادي انقلب على الشرعية لم يأتِ من فراغ وإنما عن قراءة واقعية للواقع منذ إدارته لما تسمر الشرعية..
لقد فتح "هادي" الباب على مصراعيه للتدخلات التدميرية لحزب التجمع اليمني للإصلاح من جهة والتدخلات الخارجية للدول الراعية للتسوية السياسية في إدارة شئون البلاد، حتى أنه وصل إلى درجة عدم اتخاذ أي قرار إلا بعد العودة إلى سفراء تلك الدول ليقرروا عنه ما يجب فعله وما‮ ‬لا‮ ‬يجب‮..!‬
هذه هي الحقيقة التي بسببها وصلت البلاد إلى هذا الوضع الذي يهدد الوحدة الوطنية، وتحويل اليمن إلى كنتونات صغيرة متصارعة، وهو الهدف الذي تريد دول العدوان وصول اليمن إليه وفي مقدمتها النظامان السعودي والإماراتي!..
قالها عبدالله نعمان بوضوح إن "شرعية هادي" "فشلت في إدارة الدولة ولم تستطع أن تقدم نموذجاً جاذباً لجماهير الشعب اليمني في مختلف المحافظات.. فكان الإخفاق هو النتيجة النهائية لهذا الفشل الذريع، ولأساليب الإدارة الفاشلة التي كرست الفساد"..
هذه المكاشفة الواضحة للقيادي الناصري نعمان ورغم تأخرها كثيراً إلا انها فضحت قيادة ما تسمى بهذه الشرعية بدءاً بهادي ومروراً بنائبه الذي وصفه نعمان بـ"تاجر الحروب وأن تاريخه مليئ بالهزائم والفساد" وانتهاء ببقية طابورها الطويل التي وجدت فرصتها للفساد والإثراء‮ ‬غير‮ ‬المشروع‮ ‬على‮ ‬حساب‮ ‬معاناة‮ ‬الشعب‮..‬
بقي "هادي" والشلة التي حوله يراوغون ويناورون ويتهربون من مواجهة الأحداث بمسئولية، حتى أنهم ظلوا يشاهدون ما تتعرض له المؤسسة العسكرية والأمنية من استهداف وتدمير لبنيتها ونهب لأسلحتها ومعداتها المختلفة، سواء من قبل حزب التجمع اليمني للإصلاح أم من قبل تنظيم القاعدة‮ ‬وخلاياه‮ ‬المتواجدة‮ ‬في‮ ‬كل‮ ‬مناطق‮ ‬اليمن‮..‬
هادي هو المسئول الأول عن كل ما حدث وما شهدته البلاد طيلة فترته في إدارة "الشرعية"..، ولولا سكوته عن كل الأعمال التخريبية والتدميرية التي شهدها الوطن طيلة سنواته الثلاث لما وصلت البلاد إلى هذا المنحى الخطير الذي تعيشه اليوم بعد خمس سنوات من العدوان .. زادت خلالها‮ ‬معاناة‮ ‬الشعب‮ ‬وانتشرت‮ ‬الأوبئة‮ ‬والأمراض‮ ‬بفعل‮ ‬العدوان‮ ‬والحصار‮ ‬وصواريخ‮ ‬الموت‮ ‬التي‮ ‬اطلقها‮ ‬على‮ ‬كل‮ ‬مناطق‮ ‬اليمن‮ ‬ومنها‮ ‬المحرمة‮ ‬دولياً‮..‬
لم‮ ‬يكن‮ ‬عبث‮ ‬هادي‮ ‬بمختلف‮ ‬مؤسسات‮ ‬الدولة‮ ‬ومنها‮ ‬العسكرية‮ ‬برغبة‮ ‬منه‮ ‬وإنما‮ ‬برغبة‮ ‬القوى‮ ‬التي‮ ‬رضخ‮ ‬لها‮ ‬واستجاب‮ ‬لمطالبها‮ ‬وحددت‮ ‬له‮ ‬تدمير‮ ‬وتفكيك‮ ‬المؤسسة‮ ‬الوطنية‮ ‬شرطاً‮ ‬لاستمراره‮ ‬في‮ ‬منصبه‮ ‬سنوات‮ ‬أخرى‮..‬
هادي‮ ‬والقوى‮ ‬السياسية‮ ‬التي‮ ‬تدور‮ ‬حوله‮ ‬اتخذوا‮ ‬من‮ ‬الحقد‮ ‬الأعمى‮ ‬والكراهية‮ ‬القبيحة‮ ‬وسيلة‮ ‬لتمرير‮ ‬سياساتهم‮ ‬التي‮ ‬أضرت‮ ‬باليمن‮ ‬واليمنيين،‮ ‬وأوصلوا‮ ‬البلاد‮ ‬إلى‮ ‬هذا‮ ‬الواقع‮ ‬الكارثي‮ ‬الذي‮ ‬نعيشه‮ ‬اليوم‮.‬
تمت طباعة الخبر في: الخميس, 25-أبريل-2024 الساعة: 04:19 ص
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.almethaq.net/news/news-57842.htm