الميثاق نت -

الإثنين, 30-مارس-2020
عبدالرحمن‮ ‬بجاش‮ ‬ -
لم‮ ‬استطع‮ ‬انزاله‮ ‬امس‮ ‬بسبب‮ ‬ماقالت‮ ‬ادارة‮ ‬فيسبوك‮ " ‬عدم‮ ‬
‮ ‬اتباعك‮ ‬معايير‮ ‬مجتمعنا‮" ‬
ماازال منفعلا ، ارجو الا يفهمني احدهم ويقول : اذاً فأنت منفعل ، فلا تحكم على اي أمر بوحي من انفعالك ..كلام جميل ...لكني اقول انني انفعل ايجابا مع برنامج جمال المليكي بما يخدم الناس ويصون دماء شباب هذه البلاد ...وعندما اقول شباب هذه البلاد فانا اعني ان قطرة‮ ‬دم‮ ‬من‮ ‬شاب‮ ‬يمني‮ ‬من‮ ‬المهرة‮ ‬حتى‮ ‬صعدة‮ ‬،‮ ‬غالية‮ ‬جدا‮ ...‬يبقى‮ ‬الدور‮ ‬على‮ ‬من‮ ‬يبيعون‮ ….‬
يضرب الوجع في روحي عندما يتصل اي صديق او قريب لينقل الي آخر اخبار الألم : فلان ابنه قتل قبرناه اليوم ، علان ابنه قبر امس ، زعطان خرجت جنازته اول أمس ..، ويزيد الالم عندما يزيدك احدهم خبره الخاص : هيا الله يرحمه قد اشترى ابوه دباب بالسعودي التي صرفت له ، واخذ‮ ‬منها‮ ‬المقاول‮ ‬نسبته‮ !!!‬‭, ‬لن‮ ‬اقول‮ ‬اتحدى‮ ‬أن‮ ‬يكذّب‮ ‬اي‮ ‬كان‮ ‬هذا‮ ‬،‮ ‬اتحدث‮ ‬عن‮ ‬مناطق‮ ‬الحجرية‮ ‬،وقدس‮ ‬منطقتي‮ ‬تحديدا‮ ‬،‮ ‬وأبكي‮ ‬على‮ ‬من‮ ‬سقط‮ ‬في‮ ‬حرض‮ ‬او‮ ‬ميدي‮ ‬او‮ ‬في‮ ‬البيضاء‮ ‬ومأرب‮ ‬والجوف‮ ….‬
والآن‮ ‬سأحكي‮ ‬لكم‮ ‬الحكاية‮ : ‬
كلما يسمع طرقة على الباب يفز سريعا : من ؟ سامح ، يفتح فاذا به احدهم او احداهن تسأل عن أمر ما ، تتكرر الحكاية كل نهار، وفي الامسيات تراه يجلس الى الجدار عيناه الى الطريق عله يعود ، فيقنعه اذان المغرب بالدخول الى البيت، يعني أن الذي ذهب لن يعود.. فيطول الانتظار،‮ ‬عمموا‮ ‬هذه‮ ‬اللقطات‮ ‬على‮ ‬كل‮ ‬بيت‮ ‬خرج‮ ‬منها‮ ‬شاب‮ ‬ولم‮ ‬يعد‮..‬
الليل‮ ‬يتحول‮ ‬الى‮ ‬كابوس‮ ‬،‮ ‬يقضيه‮ ‬الاستاذ‮ ‬المساح‮ ‬بين‮ ‬التمني‮ ‬والرجاء‮ ‬،‮ ‬بين‮ ‬الخوف‮ ‬والقلق‮ ...‬سامح‮ ‬لم‮ ‬يعد‮.. ‬حتى‮ ‬ريح‮ ‬الليل‮ ‬تتحول‮ ‬الى‮ ‬وحش‮ ‬يأخذ‮ ‬بتلابيب‮ ‬الروح‮..‬
ذات صباح، تجاوز سامح محمد المساح ذلك الشاب الممتلئ عزة وكرامة مثل والده ، تجاوز والده عند الباب وذهب، كنت اصيح: يا وليد سيبيعونكم ، صدقني سيبيعونكم مثل الأولين، لم يسمع، الحاجة اقوى ، الفراغ قاتل، ذهب..
ايام‮ ‬،ذات‮ ‬صباح‮ ‬اتصل‮ ‬بي‮ ‬من‮ ‬الوديعة‮ : ‬جاء‮ ‬صوته‮ ‬متعبا‮ ‬واهنا‮ ‬،حتى‮ ‬أنني‮ ‬دمعت‮ ‬،‮ :" ‬يا‮ ‬أبي‮ ‬ماقلته‮ ‬لي‮ ‬ولم‮ ‬اسمعه‮ ‬طلع‮ ‬صحيح‮ ‬،‮ ‬باعونا‮ ‬،‮ ‬أشتي‮ ‬عشرين‮ ‬الف‮ ‬وبرجع‮ "...‬
قال المساح : دبرت عشرين الفا وحولتها ، تخيلوا فقط كيف دبر المساح ذلك المبلغ !!!, : لم يعد يا صاحبي ، أنا " افدي الدين حقك يا عبدالرحمن شوف ياأخي كيف اشتفعلنا " ، لأول مرة احس بالعجز ، اذ لم اعرف من أسأل ،لأنني لااعرف احدا من رجال اللحظة ...، شوف يا أخي هل مات ، هل هو بين الاسرى الذين أتوا بهم من صعدة..، اتصلت بصديق، قال انه اتصل بصديق ، النتيجة صمت مرعب.. ما هو واضح وبائن أن سامح لم يعد ،وربما لن يعود، وكذا مئات الشباب ممن باعهم المقاولون ، ويسميهم الطرف الآخر"المرتزقة".. لو لم تكن الحاجة قاتلة اللحظة فلن يذهبوا‮ ‬،‮ ‬سيظلون‮ ‬يعرقون‮ ‬ويغمسون‮ ‬اللقمة‮ ‬بالكرامة‮ …..‬
قلت‮ : ‬يا‮ ‬أستاذ‮ ‬كيف؟‮ ‬قال‮ : ‬يا‮ ‬ابن‮ ‬عمي‮ ‬،‮ ‬عندنا‮ ‬بعض‮ ‬البيوت‮ ‬خرجت‮ ‬منها‮ ‬جنائز‮..‬
ماذا يمكن للشرعية أن تقول للمساح؟!!! ،ماذا يمكن لاي طرف من اطراف اللعبة أن يقول لكل أب مكلوم في طول البلاد وعرضها….شباب يموتون ، لايدرون لماذا ؟؟ ، فقط يدرون ان اباً هناك أو أماً مسكينة تنتظر أو ينتظر بضعة ريالات للاكل والجاز.
ماذا‮ ‬ازيد‮ ‬؟‮ ‬ماذا‮ ‬أضيف‮ ‬؟؟
الذي‮ ‬اعرفه‮ ‬إلى‮ ‬اللحظة‮ ‬أن‮ ‬أستاذي‮ ‬وصاحبي‮ ‬المساح‮ ‬لايزال‮ ‬ليله‮ ‬طويلاً‮ ‬أكثرمن‮ ‬اللازم‮.. ‬وغيره‮ ‬كثيرون‮..‬
ياارحم‮ ‬الراحمين‮ ‬لك‮ ‬وحدك‮ ‬اقول‮ ‬باسمهم‮ : ‬تعبنا‮ ‬،‮ ‬يكفينا‮ ..‬
لك‮ ‬الأمرمن‮ ‬قبل‮ ‬ومن‮ ‬بعد‮.‬

تمت طباعة الخبر في: الجمعة, 19-أبريل-2024 الساعة: 04:29 م
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.almethaq.net/news/news-57959.htm