الميثاق نت -

الثلاثاء, 07-أبريل-2020
استطلاع‮/‬عبدالرحمن‮ ‬الشيباني -
نحن على موعد مع الخوف إن لم يكن فعلاً قد تسلل الى قلوبنا واحدث ارتجاجات كبيرة ونحن في خضم مواجهة عدو خفي لا يُرى بالعين المجردة يزحف بصمت ويفتك بآلاف البشر في أرجاء المعمورة وتقف دول عظمى عاجزة عن السيطرة عليه.. انه »كورونا« وباء العصر وجائحة الموت الذي أحدث هلعاً كبيراً وجعل من عواصم العالم مدن أشباح بفعل الحجر الصحي الذي اتخذته معظم الدول من أجل الخروج بأقل الخسائر وجعلت من البشر في سجن كبير وهي الطريقة المناسبة حتى الآن من أجل ايقاف انتشاره والحد من ازدياد ضحاياه بعد أن استعصى ايجاد علاج مناسب له في الوقت‮ ‬الذي‮ ‬تتسارع‮ ‬مراكز‮ ‬الابحاث‮ ‬الطبية‮ ‬العالمية‮ ‬لاكتشاف‮ ‬مصل‮ ‬يوقف‮ ‬زحفه‮ ‬المميت‮.‬
لقد كشف هذا الوباء مدى الهشاشة التي هي عليها الأنظمة الصحية في الكثير من البلدان التي كان يشار لها بالبنان في الخدمات الصحية المتقدمة وعجزت دول كبرى مثل بريطانيا وايطاليا وفرنسا وامريكا وألمانيا عن تقديم شكل من أشكال العون والرعاية الصحية الجيدة وتجاوز مخاطر هذا المرض بل إن رئيس وزراء بريطانيا خاطب مواطنيه بأن يستعدوا للموت وتوديع الأحباب، هذه الجائحة وبحسب الكثيرين من المفكرين اثبتت حاجة البشرية لنظام سياسي واجتماعي واقتصادي أكثر عدلاً يهتم بالانسان وذي نزعة انسانية وليست رأسمالية مستغلة تسعى صوب مصالحها الآنية‮ ‬على‮ ‬حساب‮ ‬البشر‮ ‬أجمع،‮ ‬وحتى‮ ‬الجماعات‮ ‬الدينية‮ »‬المتأسلمة‮« ‬اثبتت‮ ‬العديد‮ ‬من‮ ‬الشواهد‮ ‬خصوصاً‮ ‬في‮ ‬هذه‮ ‬الفترة‮ ‬الحرجة‮ ‬أنها‮ ‬جماعات‮ ‬تمتهن‮ ‬الشعوذة‮ ‬والخرافة‮ ‬وتعيش‮ ‬خارج‮ ‬العصر‮ ‬ولا‮ ‬تقدم‮ ‬حلولاً‮ ‬لمعضلاته‮.‬

صفقات‮ ‬الموت
ازاء كل ذلك من أحداث تبقى الحالة العربية كما هي العادة بعيدة عن ذلك الحراك العالمي المستفز من أجل درء المخاطر بأسلوب علمي ومسئول في الوقت الذي تملك بعض الأنظمة تمتلك اموالاً مؤهلة لم تصرف في الأبحاث العلمية وتذهب الى خزائن الرأسمالية المتوحشة لشراء الأسلحة وعقد الصفقات طويلة الأمد ولم توجد نظاماً صحياً قوياً جعل من زعيمة حزب فرنسي معارض تطالب سلطات بلادها بعدم قبول أي عربي ومسلم في المستشفيات الفرنسية لأنهم حسب قولها لم يقوموا ببناء مستشفيات جيدة لهم ويأتون إليهم للعلاج بالرغم من امتلاكهم للأموال.. والمفارقة هنا أن تحدث معارك دبلوماسية بين فرنسا وأمريكا من أجل الكمامات الصينية التي تقول فرنسا إن أمريكا اخذت حصتها من هذه الكمامات بعد أن رفعت السعر للشركة الصينية واستحوذت عليها ويرى كثيرون أن وضع الاتحاد الأوروبي بعد جائحة كورونا أصبح على المحك فقد كشف هذا الوباءالانقسام الخفي بين هذه الدول خصوصاً ايطاليا واسبانيا التي نكست الاولى أعلام الاتحاد الأوروبي فوق مبانيها واستبدلت البعض منها بالاعلام الصينية متهم الدول الأخرى الأوروبية بالتخلي عنها في محنتها مع المرض بينما تحركت الصين لنجدتها الى جانب روسيا ايضاً.

دواء‮.. ‬ولكن
حالة من اللغط تحدث جراء دعاوى البعض استخدام عقار الملاديا »هيدروكس كلوروكين« في علاج فيروس »كورونا« المستجد وبالرغم من أن العقار له تأثير ايجابي على المرضى لكنه ليس علاجاً نوعياً بحسب ما يقول الاطباء ويحتاج للمزيد من التجارب وهو ما يحدث فعلاً الآن في الصين وأمريكا واسبانيا.. من جهتها منظمة الصحة العالمية قالت إنه لا يوجد حتى الآن دليل قاطع على فعالية »الكلوروكين« لكنه جزء من التجارب المستمرة لايجاد علاج لهذا الفيروس وادى تداول اسم الدواء مؤخراً الر تصاعد الاهتمام به وظهور نشاط ملحوظ في البحث عنه في الانترنت وزاد الأمر بعد حديث ترامب عن الكلوروكين كعلاج لفيروس كورونا بحيث اصبح الدواء ينفد بسرعة كبيرة من المتاجر والصيدليات بالرغم من الدعاوى التي تطالب الناس بالتوقف عن تناول »الكلوروفين« خصوصاً وأن هناك ضحايا جراء استخدام هذا الدواء كما حدث في نيجيريا ولم تثبت التجارب‮ ‬بشكل‮ ‬قطعي‮ ‬نجاح‮ ‬هذا‮ ‬العلاج‮ ‬في‮ ‬قتل‮ ‬فيروس‮ ‬كورونا‮.‬

عاصفة‮ ‬هوجاء
حتى هذه اللحظة تبدو اليمن من المناطق التي لم يصلها هذا الفيروس وتعمل السلطات فيها على اتخاذ جملة من التدابير الاحترازية للتصدي لهذا الوباء في وضع صحي هش وامكانات محدودة جداً حيث إن أكثر من 50٪ من منظومة القطاع الصحي في البلاد متوقفة وهذا ما جعل من الطف موساني ممثل منظمة الصحة العالمية في اليمن يقول إن هناك عاصفة هوجاء لو دخل هذا الفيروس اليمن في ظل نظام صحي هش يعمل بنصف طاقته وظهور فيروس كورونا سوف يزيد الضغوط عليه بشكل بالغ، وهذا ما يتخوف منه الكثير من المواطنين من حدوث اختراق للفيروس لليمن في ظل شائعات تأتي من البعض خصوصاً أبواق اعلامية محسوبة على تحالف العدوان على اليمن بوجود حالات مصابة بهذا الفيروس القاتل في اطار الحرب النفسيةالتي تشنها ضد اليمن حيث أكد الناطق باسم اللجنة الفنية المشتركة للاستعداد لمواجهة كورونا د.عبدالحكيم الكحلاني أنه لاصحة لما تضمنه مقطع الفيديو الذي تم تداوله مؤخراً بوجود 45 حالة وفاة بكورونا في المستشفى الجمهوري بصنعاء مهيباً بالجميع استقاء المعلومات من مصدرها الرسمي داعياً الجميع الى رفع التحلي بالوعي والحس الوطني والتجاوب مع القرارات الصادرة عن اللجنة الوزارية العليا لمكافحة الأوبئة وجدد التأكيد على خلو اليمن من أي اصابة كفيروس كورونا، داعياً المواطنين الى تحري الدقة وعدم الانجرار وراء الشائعات حول ظهور حالات اصابة بكورونا وانه في حالة ظهور حالة لا قدر الله سيتم الاعلان عنها مباشرة في اطار الشفافية والمصداقية لمواجهة هذا الفيروس.

منظفات‮ ‬مغشوشة
السلطات الرسمية في صنعاء تقول إنها نفذت العديد من الاجراءات الوقائية والاحترازية للتصدي لهذا الوباء ولا تخفي السلطات هنا الامكانات الشحيحة التي يعاني منها القطاع جراء الحرب التي تعصف بالبلاد منذ ما يزيد عن 5 أعوام وكانت منظمة الصحية العالمية قد خصصت 26.2 مليون دولار في اطار مساعداتها للعديد من الدول التي يهددها هذا الوباء وبالطبع هذا المبلغ ضئيل جداً مقارنة بالميزانيات المرصودة لمكافحة كورونا في العديد من البلدان.. ومع التهديد المتعاظم لهذا المرض شهدت الأسواق اليمنية ارتفاعاً حاداً في مستلزمات النظافة وأدوات‮ ‬التعقيم‮ ‬وكذلك‮ ‬الكمامات‮ ‬التي‮ ‬بدورها‮ ‬ارتفع‮ ‬سعرها‮ ‬بل‮ ‬واختفت‮ ‬من‮ ‬الاسواق‮.‬
يقول أحدالتجار لـ»الميثاق« طلب عدم ذكر اسمه: ادوات التعقيم والمنظمات التي تباع في الاسواق مجهولة المنشأ وتعبأ في قوارير عادية ولا يوجد عليها لاصق ولا عنوان لاسم هذه الشركة أو الجهة المصدرة له.. هناك غش كبير في محتوى هذه المنظمات فالكحول الخام الذي من المفترض أن يكون فيها وهو أساس التعقيم مفقود تماماً، ويلجأ هؤلاء المصنعون لاستخدام مواد أخرى غير طبية.. الملاحظ أن هناك استغلالاً واضحاً لهذه الجائحة من قبل البعض سواءً في رفع اسعارها أو اخفائها ليزيد الطلب عليها ومن ثم بيعها بالسعر الذي يريده هؤلاء والمشكلة الأخرى أن هناك منظمات ومعقمات سامة تم ادخالها الى اليمن من السعودية وتحتوي على نسبة كبيرة من مادة الميثانول »السامة« هذا الأمر يأتي بعد اسقاط طائرات العدوان كمامات ومناديل ملوثة بهذا الفيروس في أماكن متفرقة في بلادنا لنشر هذا الوباء وهذا دليل آخر على مدى وحشية‮ ‬واجرام‮ ‬هذا‮ ‬العدوان‮ ‬بحق‮ ‬ابناء‮ ‬الشعب‮ ‬اليمني‮.‬

سوق‮ ‬سوداء
اثناء نزولنا الميداني شاهدنا العديد من هذه المنظفات وتجولنا من شارع التحرير المكان الذي يتركز فيه شركات الأدوية لمعرفة أسباب اختفاء الكمامات وكذلك المنظفات يقول .... لـ»الميثاق«: انعدمت الكمامات وزاد الطلب عليها وهناك من يعمل على اخفائها في المخازن لرفع سعرها صحيح أن هناك نزولاً من قبل الجهات الرسمية لكن دائماً ضعيف، هناك اخفاء متعمد من قبل بعض التجار لن تصدق اذا قلت لك إن الكمامات التي يتم تصنيعها الآن في مصنع الغزل والنسيج يتم بيعها في السوق السوداء ففي باب شعوب هناك تجار يبيعونها في السوق السوداء للتجار الذين يأتون من محافظات أخرى، هذا استغلال واضح، عندما نزول الرقابة يتم اخفاؤها وبيعها بواسطة التلفون، وعن اسعارها المرتفعة يقول »وهو يعمل بإحدى شركات بيع الأدوية: ارتفع سعر الباكت »الجونتي« مبودر من 1600 الى 2500 ريال، ومعقم يد 100 مل 250 الى 800 ريال، ومعقم يد 500 مل من 600 الى 6000 ريال، ومعقم يد 5 لتر من 5 آلاف ريال الى 16 ألف ريال.. كمام دبل عادي من 400 الى 8 آلاف ريال.. وسبرت80 مل من 400 ريال الى ألف ريال، وسبرت 5 لتر من 7 آلاف الى 30 ألف ريال.. إذاً أين هي الرقابة لا توجد رقابة قوية في هذا الشأن، التجار يريدون التكسب على حساب أرواح الناس.. يرى الأطباء أن الكمامات تحد من خطر انتقال العدوى على نطاق ضيق حيث يتم لبس الكمامات بطريقة واحدة فقط وهي الأبيض من الداخل والأزرق من الخارج لأن الجهة ذات اللون الأبيض مخصصة لمنع أي تسربات سوائل من الأنف للهواء وتمتص بخار‮ ‬الماء‮ ‬الذي‮ ‬في‮ ‬الخارج،‮ ‬أما‮ ‬الجهة‮ ‬ذات‮ ‬اللون‮ ‬الأرزق‮ ‬فهي‮ ‬غالباً‮ ‬ما‮ ‬تكون‮ ‬ضد‮ ‬الماء‮ ‬فتمنع‮ ‬تسرب‮ ‬السوائل‮ ‬الى‮ ‬داخل‮ ‬الكمامة‮.‬
تمت طباعة الخبر في: الأربعاء, 24-أبريل-2024 الساعة: 06:53 ص
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.almethaq.net/news/news-58005.htm