الميثاق نت -

الثلاثاء, 12-مايو-2020
عبدالجبار‮ ‬سعد -
يغيّب‮ ‬الموت‮ ‬عنا‮ ‬أغلى‮ ‬الأحبة‮ ‬وقد‮ ‬تواطأت‮ ‬على‮ ‬اغتيالهم‮ ‬الحروب‮ ‬والأوبئة‮..‬ِزادت‮ ‬الدنيا‮ ‬قتامة‮ ‬،‮ ‬وضاقت‮ ‬بنا‮ ‬الدنيا‮ ‬على‮ ‬وسعها‮ ‬،‮ ‬ولا‮ ‬ملجأ‮ ‬من‮ ‬الله‮ ‬إلا‮ ‬إليه‮ .‬
‮* ‬
الوطن يتمزق وعصابات الحكام ـ وما أكثرهم ـ يبيعون ويشترون ترابه مع كل غريب وطالب مجد..وأبناء هذا الوطن المغلوب على أمره يصطلون الويلات ولا يجدون من ينقذهم من الخونة والمجرمين وبائعي تراب الوطن .
‮** ‬
أصبحنا‮ ‬في‮ ‬وطن‮ ‬يبكي‮ ‬علينا‮ ‬بقدر‮ ‬مانبكي‮ ‬عليه‮ ‬ويغادرنا‮ ‬كل‮ ‬من‮ ‬نرجو‮ ‬خيره‮ ‬ويهيمن‮ ‬علينا‮ ‬كل‮ ‬من‮ ‬لا‮ ‬يؤمن‮ ‬شره‮ ‬وتمنح‮ ‬الألقاب‮ ‬الزائفة‮ ‬لتزين‮ ‬أسماء‮ ‬العملاء‮ ‬والأبطال‮ ‬المزيفين‮ .‬
روحانية‮ ‬رمضان‮ ‬لم‮ ‬تعد‮ ‬تعني‮ ‬شيئا‮ ‬فنحن‮ ‬نغالب‮ ‬الدموع‮ ‬ونحن‮ ‬نصلي‮ ‬ونغالب‮ ‬الأحزان‮ ‬ونحن‮ ‬نصوم‮ ‬ونغالب‮ ‬الغربة‮ ‬ونحن‮ ‬نقرأ‮ ‬آيات‮ ‬الله‮ ‬،‮ ‬ليس‮ ‬لنا‮ ‬من‮ ‬وجهة‮ ‬إلا‮ ‬السماء‮ ‬نشكو‮ ‬لربها‮ ‬وربنا‮ ‬ما‮ ‬نعاني‮ .‬
‮**‬
يكذبون‮ ‬علينا‮ ‬بكل‮ ‬المقدسات‮ ‬ويبيعوننا‮ ‬بكل‮ ‬العملات‮ ‬ويفتكون‮ ‬بنا‮ ‬بكل‮ ‬الوسائل‮ ‬،‮ ‬نبكي‮ ‬على‮ ‬أطفالنا‮ ‬الذين‮ ‬حرموا‮ ‬الأمان‮ ‬والسكينة‮ ‬والكفاية‮ ‬وحتى‮ ‬الملاعب‮ ‬التي‮ ‬صار‮ ‬الموت‮ ‬يترصدهم‮ ‬بها‮..‬
نحن‮ ‬غرباء‮ ‬،‮ ‬واهلنا‮ ‬غرباء‮ ‬،‮ ‬وأصحابنا‮ ‬غرباء‮ ‬،‮ ‬ومن‮ ‬نعول‮ ‬عليهم‮ ‬في‮ ‬نفعنا‮ ‬غرباء‮ ‬،‮ ‬والمسافات‮ ‬التي‮ ‬كانت‮ ‬قصيرة‮ ‬أصبحت‮ ‬تقطع‮ ‬بالليالي‮ ‬والأيام‮ ‬بل‮ ‬وبالشهور‮ ‬إن‮ ‬بقي‮ ‬لنا‮ ‬أمل‮ ‬في‮ ‬قطعها‮ .‬
‮**‬
من‮ ‬نحن‮ ‬إذن‮ ‬؟
نحن‮ ‬بحار‮ ‬من‮ ‬الدموع‮ ‬والأسى‮ ‬والشكوى‮ ‬والدعوات‮..‬
سرقونا‮ ‬منا‮ ‬ودمروا‮ ‬أوطاننا‮ ‬وروعوا‮ ‬أطفالنا‮ ‬وقتلوا‮ ‬شجعاننا‮ ‬فلم‮ ‬يبق‮ ‬لنا‮ ‬إلا‮ ‬سجادة‮ ‬الصلاة‮ ‬نجلس‮ ‬عليها‮ ‬وسبحات‮ ‬نحركها‮ ‬لنذكر‮ ‬الله‮ ‬ونستغفره‮ ‬لذنوبنا‮ .‬
أيها‮ ‬الراحلون‮ ‬عنا‮ ‬من‮ ‬أحبتنا‮ ‬ليتكم‮ ‬لم‮ ‬تتركونا‮ ‬بعدكم‮ ‬نعاني‮ ‬ألم‮ ‬الفقد‮ .‬
أيها‮ ‬الغرباء‮ ‬في‮ ‬المهاجر‮ ‬ليت‮ ‬كان‮ ‬لنا‮ ‬متسع‮ ‬كي‮ ‬نهاجر‮ ‬معكم‮ ‬فنتداول‮ ‬ذل‮ ‬الاغتراب‮ ‬وأحزان‮ ‬البعاد‮.‬
أيها‮ ‬القادة‮ ‬الشجعان‮ ‬الذين‮ ‬بذلوا‮ ‬أرواحهم‮ ‬لأجلنا‮ ‬فلا‮ ‬بقيتم‮ ‬تؤنسون‮ ‬غربتنا‮ ‬ولا‮ ‬حققتم‮ ‬أملاً‮ ‬يسعدنا‮ .‬
يا‮ ‬كل‮ ‬من‮ ‬حولنا‮ ‬من‮ ‬أهلينا‮ ‬سنظل‮ ‬نبكي‮ ‬علينا‮ ‬حتى‮ ‬يطل‮ ‬وجه‮ ‬ولي‮ ‬لله‮ ‬يخلصنا‮ ‬ممانحن‮ ‬فيه‮ ‬،‮ ‬فلا‮ ‬تيأسوا‮ ‬ولا‮ ‬تبتئسوا‮ ‬فانتظار‮ ‬الفرج‮ ‬عبادة‮ ..‬
‮**‬
هل‮ ‬تنتظرون‮ ‬عيداً‮ ‬بعد‮ ‬أيام‮ ‬الصيام‮ ‬هذه‮ ‬؟حتى‮ ‬هذا‮ ‬العيد‮ ‬صادره‮ ‬علينا‮ ‬وعلى‮ ‬أطفالنا‮ ‬سفاح‮ ‬جديد‮ ‬اسمه‮ ‬كورونا‮ ‬فاصبروا‮ ‬حتى‮ ‬يغيب‮ ‬وجه‮ ‬هذا‮ ‬السفاح‮ .‬
هذه‮ ‬دمعات‮ ‬متناثرة‮ ‬لا‮ ‬أدري‮ ‬كيف‮ ‬تساقطت‮ ‬من‮ ‬غير‮ ‬ميعاد‮ ‬فالوداع‮ ‬أيها‮ ‬الأحبة‮ ‬الراحلون‮ ‬فإنا‮ ‬بعدكم‮ ‬على‮ ‬الأثر‮ ..‬
وكل‮ ‬عام‮ ‬وأنتم‮ ‬أهل‮ ‬الحكمة‮ ‬والإيمان‮ ‬يا‮ ‬أحبتي‮ ‬اليمانيين‮ .‬
تمت طباعة الخبر في: الخميس, 25-أبريل-2024 الساعة: 03:49 م
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.almethaq.net/news/news-58284.htm