الميثاق نت -

الإثنين, 06-يوليو-2020
استطلاع‮/‬عبدالسلام‮ ‬الدباء -
ظهرت في الفترة الأخيرة وتفاقمت مشاكل السكن داخل العاصمة واصبحت بيوت الايجار والعلاقة بين المؤجر والمستأجر وارتفاع الايجارات من أبرز المشكلات التي تلقي بثقلها على كاهل المواطن والجهات الرسمية داخل العاصمة على حد سواء.
والمتابع لهذه المشكلات قد يجد الكثير من قصص المعاناة المأساوية التي أسفرت عنها هذه المشاكل وما ترتب عليها من أوضاع جديدة كان من نتائجها نزوح العديد من الأسر الى العديد من الأحياء الجديدة على أطراف العاصمة ومعاناة العديد من السكان في سبيل الحصول على بيت شعبي‮ ‬متواضع‮ ‬يقوم‮ ‬ببنائه‮ ‬أو‮ ‬استئجاره‮ ‬في‮ ‬أحد‮ ‬هذه‮ ‬الأحياء‮ ‬بهدف‮ ‬وضع‮ ‬الحل‮ ‬الممكن‮ ‬لمشكلة‮ ‬السكن‮ ‬في‮ ‬ظل‮ ‬الأوضاع‮ ‬الاقتصادية‮ ‬الصعبة‮ ‬الراهنة‮ ‬ومع‮ ‬انقطاع‮ ‬الرواتب‮ ‬وانعدام‮ ‬مصادر‮ ‬الدخل‮.‬
واذا كان البعض قد وفق في الحصول على ما أمكن من منزل شعبي لأسرته في الحدود الدنيا من متطلبات السكن والمعيشة.. إلا أنه في ظل الأوضاع الجديدة قد يجد نفسه أمام العديد من المشكلات الجديدة في هذه الأحياء المستجدة.

غياب‮ ‬المخططات‮ ‬الحضرية‮ ‬والعمرانية
لاشك أن غياب المخططات الحضرية والعمرانية المدروسة والمخطط لها بشكل جيد يلبي احتياجات التنمية ويحقق خطط التنمية بشتى جوانبها الاقتصادية والخدمية والعمرانية، يؤدي الى ظهور عدد كبير من الأحياء السكنية الجديدة حول العاصمة والتي تقام بصورة عشوائية وغير منظمة ولا‮ ‬تلبي‮ ‬خطط‮ ‬التنمية‮ ‬وتصعب‮ ‬على‮ ‬الدولة‮ ‬توفير‮ ‬الخدمات‮ ‬الأساسية‮ ‬والضرورية‮ ‬وتكلف‮ ‬ميزانية‮ ‬الدولة‮ ‬مبالغ‮ ‬كبيرة‮ ‬في‮ ‬المستقبل‮ ‬لتوفير‮ ‬بعض‮ ‬هذه‮ ‬الخدمات‮ ‬للأحياءالسكنية‮ ‬العشوائية‮ ‬بعد‮ ‬أن‮ ‬أصبحت‮ ‬أمراً‮ ‬واقعاً‮.‬
ولعل ما يزيد الأمر سوءاً هو اقامة بعض هذه الأحياء العشوائية في مناطق زراعية خصبة كان من الأجدر استغلالها في عملية التنمية الزراعية وانشاء الحدائق والمتنفسات الطبيعية ذات الاشجار المفيدة والمثمرة وبما يعود بالفائدة على البيئة المحلية وخلق بيئة صحية مثالية تقاوم‮ ‬التلوث‮ ‬والانبعاثات‮ ‬الدخانية‮ ‬الضارة‮ ‬بالصحة‮ ‬العامة‮ ‬لسكان‮ ‬المدن‮.‬

ندرة‮ ‬وسائل‮ ‬المواصلات
في الوقت التي تتكدس فيه وسائل المواصلات وباصات النقل الجماعي المتوسط والصغيرة في قلب العاصمة وفي أبرز شوارعها لتشكل حالة شديدة من الازدحام والضغط على انسيابية حركة السير الاعتيادية في هذه الشوارع.. فإننا نجد في المقابل شبه الغياب التام لهذه الوسائل عن الأحياء والتجمعات السكانية الجديدة في ضواحي العاصمة، الأمر الذي يزيد من مصاعب السكان ويصعب عليهم التنقل وتوفير احتياجاتهم واحياناً حتى عدم قدرتهم على أداء مهامهم الوظيفية بأماكن عملهم التي تكون غالباً داخل العاصمة.. ولذلك فإن المطلوب من الجهات المختصة اعادة النظر في توزيع هذه الوسائل »باصات النقل« وفتح خطوط سير جديدة لها بحيث تلبي كافة احتياجات السكان سواءً داخل العاصمة أو في ضواحيها وأحيائها السكنية الجديدة على أطراف العاصمة، والعمل على تحديد أسعار مناسبة لوسائل النقل الى هذه الأحياء بحيث لا يكون فيها أي جور على‮ ‬أصحاب‮ ‬وسائل‮ ‬النقل‮ ‬أو‮ ‬على‮ ‬المستفيدين‮ ‬من‮ ‬السكان‮ ‬في‮ ‬هذه‮ ‬الأحياء‮ ‬والتجمعات‮ ‬السكانية‮ ‬الجديدة‮ ‬على‮ ‬أطراف‮ ‬العاصمة‮.‬

احتكار‮ ‬مياه‮ ‬الشرب
وفي غياب خدمات مياه الشرب النقية ومشاريع الحكومة لتوفير هذه المياه للسكان حتى في بعض الأحياء داخل العاصمة نفسها.. فإن مشكلة مياه الشرب في الأحياء الجديدة على ضواحي العاصمة تزداد تفاقماً بصورة كبيرة حيث يلجأ السكان الى شراء مياه الشرب من أصحاب وسائل نقل المياه »الوايتات« والتي تقوم بجلب المياه من مصادر متعددة وأحياناً من مصادر غير معلومة ولا مضمونة في سلامتها وصلاحيتها للشرب أو الاستهلاك الآدمي، أضف الى ذلك استغلال واحتكار أصحاب »الوايتات« لهذه المياه والمبالغة في أسعارها بدون أي رقيب أو حسيب لا من ضمير ولا من جهة مسئولة تنظم عمل وايتات نقل المياه والتأكد من سلامتها وتناسب اسعارها مع متطلبات الواقع والربح المشروع، حيث ينتهز بعض ضعاف النفوس حاجة الناس للمياه ويرفعون اسعارها من وقت الى آخر حسب رغباتهم الشخصية وان حصل أي اعتراض من قبل أحد السكان لهذه الاسعار فإنهم‮ ‬يمنعون‮ ‬عنه‮ ‬المياه‮ ‬حتى‮ ‬يرضخ‮ ‬لأسعارهم‮ ‬الجنونية‮.‬

مشكلة‮ ‬البناء‮ ‬العشوائي
تعد ظاهرة البناء العشوائي من المشاكل الكبيرة التي تؤثر على المجتمعات المدنية وحياة السكان في هذه المناطق والتي لا تقتصر على مدينة بحد ذاتها بل نجد أن هذه الظاهرة منتشرة في أكثر من مدينة، لكن الأمر قد يزداد سوءاً في العاصمة صنعاء اذا ما نظرنا الى طبيعة هذه الأحياء العشوائية والتي يتم بناؤها على سفوح الجبال وفي مناطق يصعب فيها توفير أبسط الاحتياجات والخدمات الضرورية مثل المياه والصرف الصحي والطرقات الصالحة لمرور السيارات الشخصية أو وسائل النقل أو غيرها من وسائل النقل العام لأدوات البناء ومستلزمات الحياة الأخرى.. وهذا يؤدي الى مصاعب كثيرة على الدولة وعلى السكان بالاضافة الى ما قد يترتب على ذلك من مخاطر في حال غياب المعالجات اللازمة ولعل أبرزها المخاطر الصحية على السكان وانتشار الأمراض والأوبئة التي تؤثر على المجتمع بشكل عام وتثقل كاهل الدولة بتكاليف باهظة لمواجهتها‮.‬

انعدام‮ ‬الخدمات‮ ‬الضرورية
قد‮ ‬يبدو‮ ‬الحديث‮ ‬عن‮ ‬الخدمات‮ ‬الضرورية‮ ‬مثل‮ ‬المياه‮ ‬والكهرباء‮ ‬في‮ ‬الأحياء‮ ‬الجديدة،‮ ‬ضرباً‮ ‬من‮ ‬الترف‮ ‬اذا‮ ‬ما‮ ‬تم‮ ‬النظر‮ ‬الى‮ ‬غياب‮ ‬هذه‮ ‬الخدمات‮ ‬بصورة‮ ‬كبيرة‮ ‬داخل‮ ‬العاصمة‮ ‬نفسها‮.‬
لكن الأمر الأكثر أهمية هو غياب خدمات أساسية أخرى أو ندرتها في بعض الأحياء الجديدة حول العاصمة ومن ذلك خدمات التعليم العام وندرة المدارس في المراحل المختلفة في هذه الأحياء أو بُعد المسافة للوصول الى هذه المدارس مع غياب وسائل النقل.
وكذلك أيضاً غياب خدمات الهاتف والانترنت مما يحرم السكان من الاستفادة منها سواءً في عملية التواصل الاجتماعي أو التعليم عن بُعد أو تنفيذ المهام والأعمال عن بُعد أيضاً في ظل تفشي جائحة كورونا وما تسلتزمه من تدابير احترازية وفي صدارتها عملية التباعد الاجتماعي الذي‮ ‬يتم‮ ‬الاستعاضة‮ ‬عنه‮ ‬بعملية‮ ‬التواصل‮ ‬عبر‮ ‬شبكات‮ ‬الاتصال‮ ‬والانترنت‮ ‬والتواصل‮ ‬الاجتماعي‮.‬

مشكلة‮ ‬الكلاب‮ ‬الضالة
وختاماً.. لعل من المشاكل البارزة في الاحياء السكانية الجديدة في ضواحي العاصمة هو انتشار ظاهرة الكلاب الضالة والتي باتت تشكل هاجساً مزعجاً وخطراً على حياة سكان هذه الأحياء وخصوصاً الأطفال، ومما يزيد من تفاقم هذه المشكلة تزايد أعدادها خلال السنوات الأخيرة بالقدر الذي جعلها أحياناً في ساعات الليل تمشي على شكل مجموعات كبيرة تجوب الشوارع في حالة استنفار للهجوم على أي شخص يتحرك أو يعبر الطريق، ويزداد الأمر سوءاً عندما لا يقتصر خطرها فقط على ساعات الليل وإنما أحياناً تجدها في ساعات الظهيرة والعصر وشكلت في حالات عدة‮ ‬خطراً‮ ‬مباشراً‮ ‬على‮ ‬الأطفال‮ ‬والكبار‮ ‬ولولا‮ ‬العناية‮ ‬الإلهية‮ ‬لتسببت‮ ‬في‮ ‬أذى‮ ‬بالغ‮ ‬على‮ ‬السكان‮.‬
تمت طباعة الخبر في: الجمعة, 19-أبريل-2024 الساعة: 10:00 ص
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.almethaq.net/news/news-58740.htm