الميثاق نت -

الثلاثاء, 14-يوليو-2020
توفيق‮ ‬الحرازي -
إلى‮ ‬إخوتنا‮ ‬الجنوبيين‮ ‬الأعزاء،‮ ‬المتعصبين‮ ‬للانفصال،‮ ‬ولتسمية‮ ‬الجنوب‮ ‬الدخيلة‮:‬
امامكم‮ ‬رحلة‮ ‬شاقة،‮ ‬يبدو‮ ‬الوصول‮ ‬الى‮ ‬نهايتها‮ ‬بعيداً‮ ‬جدا‮ ‬لانتزاع‮ ‬جنوبكم‮!!‬
على‮ ‬الاقل‮ ‬من‮ ‬جهة‮ ‬المشترك‮ ‬الثقافي‮ ‬والنضالي‮ ‬والتاريخي‮ ‬لليمن‮- ‬قديمه‮ ‬وحديثه‮!‬
فقبل‮ ‬ان‮ ‬تلعنوا‮ ‬الوحدة‮ ‬وتتبرأوا‮ ‬من‮ ‬يمنيتكم‮ ‬سيتوجب‮ ‬ان‮ ‬تلعنوا‮ ‬كل‮ ‬مايحيط‮ ‬بكم‮:‬
ان‮ ‬تلعنوا‮ ‬رموز‮ ‬الجنوب‮ ‬أولاً‮.. ‬لأنهم‮ ‬كرسوها‮ ‬في‮ ‬الوجدان‮ ‬الجمعي‮ ‬قبل‮ ‬ان‮ ‬تولدوا‮!‬
أن‮ ‬تكفروا‮ ‬بثورة‮ ‬اكتوبر،‮ ‬لأن‮ ‬الوحدة‮ ‬أهم‮ ‬أهدافها‮.. ‬وبجمهوريتها،‮ ‬لأنها‮ ‬سُميت‮ ‬اليمن‮!‬
أن‮ ‬تلعنوا‮ ‬لبوزة‮ ‬لأنه‮ ‬ناضل‮ ‬مع‮ ‬سبتمبر،‮ ‬وقحطان‮ ‬لانه‮ ‬كان‮ ‬مختصاً‮ ‬بملف‮ ‬الوحدة‮!‬
وابناء‮ ‬ردفان‮ ‬ويافع‮ ‬والصبيحة‮ ‬لأنهم‮ ‬تدربوا‮ ‬في‮ ‬تعز،‮ ‬وسلّحهم‮ ‬السلال‮ ‬وعبدالناصر‮!‬
ان‮ ‬تلعنوا‮ ‬عبدالناصر،‮ ‬لأنه‮ ‬جعل‮ ‬اليمن‮ ‬الكبير‮ ‬على‮ ‬راس‮ ‬مشروعه‮ ‬الوحدوي‮ ‬الاكبر‮!‬
إلعنوا‮ ‬سالمين‮.. ‬لأنه‮ ‬كان‮ ‬يتهيأ‮ ‬لاعلان‮ ‬الوحدة،‮ ‬قبيل‮ ‬اغتيال‮ ‬رفيقه‮ ‬الحمدي‮ ‬بأيام‮!‬
وفـتّـاح‮ ‬لأن‮ ‬له‮ ‬بصمة‮ ‬وحدوية،‮ ‬وعلي‮ ‬ناصر‮ ‬لأنه‮ ‬لاذ‮ ‬بشمالها،‮ ‬والبيض‮ ‬لأنه‮ ‬شريكها
إلعنوا‮ ‬ابوبكر‮ ‬سالم‮ ‬لأن‮ ‬أمه‮ ‬اليمن‮.. ‬والمحضار‮ ‬والمرشدي‮ ‬وقاسم‮ ‬وبن‮ ‬سعد‮ ‬وجيلهم،‮ ‬لأن‮ ‬اغانيهم‮ ‬واناشيدهم‮ ‬اسهمت‮ ‬في‮ ‬صياغة‮ ‬الوجدان‮ ‬الشعبي‮ ‬وترسيخ‮ ‬واحدية‮ ‬البلد‮!‬
إلعنوا‮ ‬أصلكم‮ ‬وفصلكم‮ ‬وسبئيتكم،‮ ‬لأن‮ ‬سبأ‮ ‬أصل‮ ‬الجنوب‮ ‬والشمال،‮ ‬وأصل‮ ‬العرب‮!‬
العنوا‮ ‬شارع‮ "‬اروى‮" ‬في‮ ‬عدن،‮ ‬لانه‮ ‬يحمل‮ ‬اسم‮ ‬ملكة‮ "‬غازية‮" ‬من‮ ‬شمالكم‮!‬
إلعنوا‮ ‬الرسولية‮ ‬والصليحية‮ ‬واليعفرية‮ ‬والطاهرية،‮ ‬والانصار،‮ ‬والاوس‮ ‬والخزرج،‮ ‬
والأزْد‮ ‬وكِندة،‮ ‬وسبأ‮ ‬وحمير‮ ‬ومعين‮ ‬وقتبان‮ ‬واوسان‮ ‬وحضرموت،‮ ‬لأنهم‮ ‬تاريخنا‮ ‬معاً‮!‬
وعلى‮ ‬الطريق‮ ‬إلعنوا‮ ‬أمرؤ‮ ‬القيس،‮ ‬ابن‮ ‬دَمّون‮ ‬الجنوبية،‮ ‬و‮(‬دمّون‮ ‬إنا‮ ‬معشرٌ‮ ‬يمانون‮)!‬
حين‮ ‬تلعنون‮ ‬اليمن،‮ ‬وتجعلون‮ ‬خطايا‮ ‬حكامها‮ ‬شماعةً‮ ‬لتبرير‮ ‬انسلاخكم‮ ‬عن‮ ‬اُمكم،
تبدون‮ ‬كالابن‮ ‬العاق،‮ ‬يستغل‮ ‬أُمه‮ ‬العليلة‮ ‬ليطالب‮ ‬بإرثه‮ ‬منها‮ ‬وهي‮ ‬على‮ ‬قيد‮ ‬الحياة‮!‬
اُمكم‮ ‬اليوم‮ ‬تـفـتك‮ ‬بجسدها‮ ‬المصائب‮ ‬والعلل،‮ ‬شمالها‮ ‬وجنوبها،‮ ‬وانتم‮ ‬تمزقونها‮!!‬؟
واجبكم‮ ‬أخلاقياً‮ ‬ان‮ ‬تبادروا‮ ‬لعلاجها‮ ‬بمشروع‮ ‬وطني،‮ ‬لا‮ ‬أن‮ ‬تكونوا‮ ‬عِلةً‮ ‬إضافية‮!‬
يشهد‮ ‬التاريخ‮ ‬أن‮ ‬ازهى‮ ‬عهود‮ ‬اليمن‮ ‬هي‮ ‬التي‮ ‬توحد‮ ‬فيها،‮ ‬من‮ ‬عدن‮ ‬وصنعا‮ ‬الى‮ ‬مكة،
وبأن‮ ‬أسوأ‮ ‬كوارث‮ ‬اليمنيين‮ ‬وتعاساتهم‮ ‬سببها‮ ‬التشتت‮ ‬وأطماع‮ ‬الاستقلال‮ ‬والتملك،
كلما‮ ‬كفروا‮ ‬بالتعايش‮ ‬باعد‮ ‬الله‮ ‬بين‮ ‬اسفارهم‮ ‬ومزقهم‮ ‬كل‮ ‬ممزق‮ ‬وسلط‮ ‬الغزاة‮ ‬والطغاة
منذ‮ ‬طوفان‮ ‬مارب‮.. ‬الى‮ ‬طوفان‮ ‬اليوم‮ ‬الذي‮ ‬بعثرهم‮ ‬في‮ ‬الداخل‮ ‬والخارج‮!‬
لأن‮ ‬اليمن‮ ‬هو‮ ‬الأصل‮ ‬والمدد،‮ ‬وتسمية‮ ‬ازلية‮ ‬مباركة‮ ‬لاتقبل‮ ‬القسمة‮ ‬على‮ ‬اثنين‮!‬
سُنة‮ ‬الله‮ ‬والتاريخ‮..‬إما‮ ‬التعايش،‮ ‬وإما‮ ‬التِـيه‮ ‬والبلاء‮.. ‬
ولكم‮ ‬في‮ ‬الحاضر‮ ‬عبرة‮ ‬يا‮ ‬أولي‮ ‬الألباب‮.... ‬فهل‮ ‬أنتم‮ ‬منتهون؟‮!‬
تمت طباعة الخبر في: الجمعة, 19-أبريل-2024 الساعة: 04:17 ص
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.almethaq.net/news/news-58797.htm