الميثاق نت -

الثلاثاء, 11-أغسطس-2020
راسل عمر -
تابعت كما تابع غيري تفاصيل ماحدث من اعتداء عسكري مسلح على أرضية مشروع المستثمر المحلي في تعز الدكتور منير الحريبي .. وقلت حينها كيف يمكن لمجموعة مسلحة ان تقوم بهذا الفعل فى ظل وجود دولة وسلطة محلية وأجهزة أمنية ؟! .. عوضاً عن قيام هذه المجموعة المسلحة التي‮ ‬تتبع‮ ‬كما‮ ‬قالوا‮ "‬آل‮ ‬هبة‮" ‬باحتجاز‮ ‬الحراسة‮ ‬الأمنية‮ ‬التابعة‮ ‬لـ‮"‬شرطة‮ ‬تعز‮" ‬ونهب‮ ‬هواتفهم‮ ‬وهم‮ ‬مكلفين‮ ‬من‮ ‬قبل‮ ‬السلطة‮ ‬المحلية‮ ‬بحماية‮ ‬المشروع‮ ..!!‬
والأغرب‮ ‬من‮ ‬كل‮ ‬ذلك‮ ‬أن‮ ‬مصير‮ ‬المكلفين‮ ‬بالحراسة‮ ‬غير‮ ‬معروف‮ .. ‬كما‮ ‬قرأت‮ ‬في‮ ‬بعض‮ ‬الكتابات‮ ‬التي‮ ‬تناولت‮ ‬هذه‮ ‬القضية‮..!!!‬
اعتداء مسلح على ارضية مشروع تم منح صاحبها التراخيص اللازمة لإقامته بعد استيفائه كل البيانات التي تؤكد ملكيته للأرضية وتفاصيل المشروع الاستثماري المزمع تنفيذه ليس هذا فحسب ، بل زاد على ذلك الاعتداء على الحراسة الأمنية التابعة لشرطة المحافظة والمكلفة من قبل السلطة المحلية .. أي أن القضية هنا لم تعد مرتبطة بالمعتدين والدكتور الحريبي مالك المشروع ومنفذه الذي اثبت بكل الوثائق والبصائر المعمدة من الجهات المختصة بالمحافظة ملكيته للأرضية ، وإنما اصبحت بين المعتدين ومن حرضهم وشجعهم واتى بهم وبين السلطة المحلية نفسها‮ ‬ممثلة‮ ‬بمحافظ‮ ‬المحافظة‮ ‬الذي‮ ‬يعد‮ ‬رئيس‮ ‬السلطة‮ ‬المحلية‮ ‬بالمحافظة‮ ‬،‮ ‬إضافة‮ ‬إلى‮ ‬بقية‮ ‬اجهزة‮ ‬ومؤسسات‮ ‬الدولة‮ ‬بالمحافظة‮ ‬وفي‮ ‬المقدمة‮ ‬منها‮ ‬الجهاز‮ ‬الشرطوي‮..‬
وبعيداً‮ ‬عن‮ ‬تفاصيل‮ ‬النزاع‮ ‬حول‮ ‬هذه‮ ‬الأرضية‮ ‬والتي‮ ‬تؤكد‮ ‬بحسب‮ ‬الوثائق‮ ‬ملكيتها‮ ‬للمستثمر‮ ‬الحريبي‮ ‬وهي‮ ‬التفاصيل‮ ‬المعروفة‮ ‬للجميع‮ ‬اتساءل‮ ‬هنا‮ :‬
هل‮ ‬اقتصر‮ ‬دور‮ ‬السلطة‮ ‬المحلية‮ ‬والجهاز‮ ‬الشرطوي‮ ‬بالمحافظة‮ ‬على‮ ‬إصدار‮ ‬بيانات‮ ‬الشجب‮ ‬والتنديد‮ ‬،‮ ‬وهي‮ ‬الجهات‮ ‬المخولة‮ ‬اولاً‮ ‬واخيراً‮ ‬بحماية‮ ‬ممتلكات‮ ‬المواطنين‮ ‬وضبط‮ ‬كل‮ ‬من‮ ‬يعتدي‮ ‬عليها‮ ‬وتقديمهم‮ ‬للمحاسبة؟‮!!‬
السلطة‮ ‬المحلية‮ ‬بالمحافظة‮ ‬وعلى‮ ‬راسها‮ ‬الاخ‮ ‬المحافظ‮ ‬هي‮ ‬من‮ ‬تعرضت‮ ‬للإعتداء‮ ‬وليس‮ ‬المستثمر‮ ‬الحريبي‮ ‬ومشروعه‮.. ‬
وهذه السلطة التي قيل بأنها لم تفعل شيئا لساعات - وربما لم تفعل حتى الآن - ولم تعرف مصير الحراسة الأمنية التابعة لجهازها الأمني والشرطوي والمكلفة من قبلها بحراسة المشروع بكل تفاصيله هي من تم الاعتداء عليها ..، وشيء مؤسف أنها اكتفت بإصدار بيان شجب وتنديد وإدانة‮..‬
لن اخوض في تفاصيل المشروع والأرضية كما قلت سابقا وإنما ساتحدث عن دور السلطة المحلية واجهزتها الأمنية التي يبدو أنها لا تقوم بدورها إلا بعد الاذن من القيادة العليا في الدولة .. وتبين ذلك بوضوح بالبيان المذيل باسمها !!
الأخ سليم مغلس المحافظ ورئيس السلطة المحلية بالمحافظة هو المسئول الأول عن كل ما يحدث في المحافظة .. وبيده اتخاذ القرار المناسب الذي يحمي هيبة الدولة وسلطتها من كل الخارجين عنها وكل من يريد أن يظهر نفسه أمام الآخرين بأنه دولة داخل الدولة..!!
وإن قلنا إن هناك من يستهدف المحافظ ويعمل على افشال مهامه ورؤيته فهذا تقليل من دوره وضرب لهيبته .. وفي هذا الاطار عليه ان يمارس سلطاته المحددة وفقاً للقانون دون العودة للقيادة العليا ممثلة بالحكومة والمجلس السياسي فتلك امور بدهية وواضحة ولا تحتاج إلى إستنجاد‮ ‬ومناشدة‮ .. ‬ويقيناً‮ ‬فإن‮ ‬السكوت‮ ‬عن‮ ‬اعمال‮ ‬بلطجية‮ ‬كهذه‮ ‬يعد‮ ‬تشجيعا‮ ‬للفوضى‮ ‬بكل‮ ‬ما‮ ‬تعنيه‮ ‬الكلمة‮ ‬من‮ ‬معنى‮ !!‬
ينبغي‮ ‬هنا‮ ‬على‮ ‬المحافظ‮ ‬أن‮ ‬يمارس‮ ‬سلطاته‮ ‬بكل‮ ‬قوة‮ ‬ويضرب‮ ‬بيد‮ ‬من‮ ‬حديد‮ ‬على‮ ‬كل‮ ‬من‮ ‬تسول‮ ‬له‮ ‬نفسه‮ ‬المساس‮ ‬بأمن‮ ‬المحافظة‮ ‬والاعتداء‮ ‬على‮ ‬رجال‮ ‬الدولة‮ ‬وممتلكات‮ ‬الناس‮ ‬بقوة‮ ‬السلاح‮ ..‬
بيده‮ ‬دون‮ ‬غيره‮ ‬تفعيل‮ ‬كل‮ ‬الإجراءات‮ ‬القانونية‮ ‬وعدم‮ ‬السماح‮ ‬بمثل‮ ‬هذه‮ ‬الاعمال‮ ‬وضبط‮ ‬المعتدين‮ ‬ومعرفة‮ ‬كل‮ ‬الملابسات‮ ‬وإعادة‮ ‬الحق‮ ‬إلى‮ ‬نصابه‮..‬
إن هذا الفعل - لن اقول هنا الذي تعرض له المستمثر الحريبي فحسب وإنما السلطة المحلية وقيادتها وجهازها الشرطوي ككل - يعد شكلاً من اشكال الهمجية التي لا يمكن القبول بها ولا ينبغي ان تحصل في ظل المساعي الوطنية لترسيخ الدولة واعلاء سلطة النظام والقانون.
وبعيدا‮ ‬عن‮ ‬حل‮ ‬هذه‮ ‬القضية‮ ‬ينبغي‮ ‬ان‮ ‬لا‮ ‬تستمر‮ ‬مثل‮ ‬هذه‮ ‬الظواهر‮ ‬التي‮ ‬تعطي‮ ‬تصوراً‮ ‬متشائماً‮ ‬عن‮ ‬ماهية‮ ‬النظام‮ ‬وهل‮ ‬يتجه‮ ‬إلى‮ ‬بناء‮ ‬دولة‮ ‬النظام‮ ‬والقانون‮ ‬؟‮!‬
تمت طباعة الخبر في: الخميس, 28-مارس-2024 الساعة: 12:12 م
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.almethaq.net/news/news-58987.htm