الميثاق نت -

الإثنين, 21-سبتمبر-2020
الميثاق نت: -
كثيرون ممن تابعوا كلمة محمد عبدالله اليدومي رئيس الهيئة العليا للتجمع اليمني للإصلاح بمناسبة مرور ثلاثين عاماً على تأسيس حزبه استغربوا كثيراً من هول الكذب والمبالغة الذي سرده في خطابه.. وخاصة فيما يتعلق بدعوته "كافة" الفرقاء إلى تجاوز عُقد ومخلفات الصراعات السياسية الماضوية بكل صورها المناطقية والحزبية والمذهبية وإلى التقارب بين كل أبناء الوطن..، إضافة إلى حديثه عن الإرهاب ورفضه ما تمارسه كل الجماعات المتطرفة الخارجة عن القانون ، وتأكيده الداعم - كما ادَّعر - لكل الجهود الوطنية والإقليمية والدولية لمكافحة هذه‮ ‬الآفة‮ ‬الخطرة‮ ‬على‮ ‬حياة‮ ‬المجتمعات‮ ‬والسلم‮ ‬الدولي‮..!!‬
خطاب مناسباتي لا تخلو كل فقرة منه من الأكاذيب والتمجيد لحزبه بطريقة لا يجيدها سواه وقيادات حزبه الذين يعرفهم الشعب جيداً ويعرف افعالهم المليئة بالخداع والدجل وحجم كراهيتهم لكل من يختلف معهم أو يعارضهم ولا يوافقهم الرأي..!!
اليدومي تحدث أيضاً عن العنصرية والإقصاء والتضيق والتهديدات التي يتعرض لها المواطنون أو الموظفون، معبراً عن رفضه ورفض حزبه كل تلك الممارسات.. متناسياً أو متغافلاً ما يمارسه حزبه وقيادات حزبه في تعز تجاه المختلفين معهم والرافضين الخنوع والسقوط في مقصلة افكارهم‮ ‬التي‮ ‬لا‮ ‬تؤمن‮ ‬بالآخر‮ ‬مطلقاً‮..‬
ممارسات حزب الإصلاح مكشوفة ومفضوحة، وتجربته في تحمل مسئولية إدارة البلاد منذ العام 2012م بعد أن تنازل المؤتمر عن السلطة شاهد حي على العصر "الذهبي" لهذا الحزب في ممارساته للإقصاءات والفساد بكل صوره واشكاله والتي ازكمت روائحه الأنوف..!!
‮"‬تجربة‮ ‬حافلة‮" ‬تحدث‮ ‬عنها‮ ‬اليدومي‮ ‬عن‮ ‬تاريخ‮ ‬حزبه‮ ‬وعن‮ ‬افعاله‮ ‬المليئة‮ ‬بالحقد‮ ‬والكراهية‮ ‬والدجل‮ ‬والخداع‮ ‬والكذب‮ ‬والتدليس‮ ‬والتلفيق‮ ‬والتضليل‮ ‬والنفاق‮..‬؛‮ ‬والجهل‮ ‬والتجهيل‮..!!‬
اليدومي‮ ‬ايضاً‮ ‬لم‮ ‬ينسَ‮ ‬الحديث‮ ‬عن‮ ‬الفساد‮ ‬وعن‮ ‬الاختلالات‮ ‬الإدارية‮ ‬وحث‮ ‬على‮ ‬محاربة‮ ‬هذه‮ ‬الظواهر‮ ‬وغيرها‮ ‬التي‮ ‬تؤثر‮ ‬على‮ ‬حياة‮ ‬الناس‮ ‬وتزيد‮ ‬من‮ ‬معاناتهم‮.. ‬وكاد‮ ‬اليدومي‮ ‬أن‮ ‬يقول‮ ‬خذوني‮!!‬
لم يعد الخداع والتزييف وسيلة للضحك على البسطاء.. ولو ادرك اليدومي ذلك لما تحدث بتلك اللغة القديمة وتلك العبارات المفضوحة التي ملّ الشعب منها واكتشفها بشكل جلي وخاصة إن جاءت على لسان قيادات حزب الإصلاح..!!
أراد اليدومي بخطابه الهزلي البائس أن يعكس وطنيته ووطنية حزبه وقياداته ولكن كيف له أن يدرك أن الوطنية لايتجلى معناها من خلال الاحتشاد حول النار والتخضب بالدماء، وإنما تتجلى بالإيمان المطلق بالوطن الذي ننتمي إليه ويجمعنا على كلمة سواء، ويدفعنا للذود عن حياضه‮ ‬بكل‮ ‬غالٍ‮ ‬ونفيس‮ ‬ضد‮ ‬كل‮ ‬ألوان‮ ‬التآمر‮ ‬أياً‮ ‬كان‮ ‬شكله‮ ‬أو‮ ‬نوعه‮ ‬والدفاع‮ ‬عن‮ ‬سيادته‮ ‬ووحدته‮ ‬واستقلاله‮.‬؟‮!‬
كيف‮ ‬لليدومي‮ ‬وقيادات‮ ‬حزبه‮ ‬أن‮ ‬يعوا‮ ‬أن‮ ‬من‮ ‬يدعي‮ ‬ويتصنع‮ ‬الزهد‮ ‬ويلجأ‮ ‬إلى‮ ‬خداع‮ ‬الكلمة‮ ‬وادعاء‮ ‬الصلاح‮ ‬والإصلاح‮ ‬لا‮ ‬يعرف‮ ‬عن‮ ‬الوطنية‮ ‬إلا‮ ‬اسمها‮ ‬ويتخذها‮ ‬وسيلة‮ ‬مربحة‮ ‬للمتاجرة‮ ‬والبيع‮ ‬والشراء‮..‬؟‮!‬
على اليدومي الذي اسهب كثيراً في الحديث عن حزبه المؤمن - حد وصفه - بالوطن والوطنية أن يعي جيداً أن الوطنية مسئولية تتعزز قيمها بالالتزام بالسلوك الواضح غير المنفصم عن الدين وعن الفكر، وعن الأخلاق ومبادئ الفضيلة والتي لايمكن أن تدفعنا للتآمر على الوطن والذهاب‮ ‬صوب‮ ‬الإضرار‮ ‬بمصالح‮ ‬البلاد‮ ‬والعباد‮ ‬وتعميم‮ ‬الفوضى‮ ‬والخراب‮ ‬لمجرد‮ ‬خلاف‮ ‬سياسي‮ ‬مع‮ ‬هذا‮ ‬المكون‮ ‬أو‮ ‬ذاك‮!.‬
على‮ ‬اليدومي‮ ‬وقيادات‮ ‬حزبه‮ ‬ان‮ ‬يدركوا‮ ‬أن‮ ‬الانتماء‮ ‬الوطني‮ ‬قيمة‮ ‬عظيمة‮ ‬لايستوعبها‮ ‬سوى‮ ‬الشرفاء،‮ ‬ولايستشعرها‮ ‬إلا‮ ‬الغيورون‮ ‬على‮ ‬سمعة‮ ‬الوطن‮ ‬وكرامة‮ ‬الشعب‮..‬
يتحدث‮ ‬عن‮ ‬الإيمان‮ ‬بالوطن،‮ ‬فيما‮ ‬مفهوم‮ ‬قيادات‮ ‬حزب‮ ‬الإصلاح‮ ‬للوطن‮ ‬ليس‮ ‬سوى‮ ‬مساحة‮ ‬كبيرة‮ ‬للاستثمار‮ ‬ويمكن‮ ‬التنازل‮ ‬عنها‮ ‬أو‮ ‬عرضها‮ ‬للبيع‮ ‬متى‮ ‬ما‮ ‬استدعت‮ ‬المصلحة‮..!!‬
كان على اليدومي وبدلاً من الذهاب لتقييم تجربة حزبه خلال ثلاثين عاماً بخطاب طويل عريض ممل ، يبعث على الاكتئاب ، أن يقيّم تجربة حزبه خلال السنوات الخمس الماضية من سيطرته وأحكام هيمنته على مدينة تعز والمديريات التي تقع تحت سطوته وجبروته..
كان‮ ‬عليه‮ ‬ان‮ ‬يظهر‮ ‬حقيقة‮ ‬هذه‮ ‬التجربة‮ ‬من‮ ‬وحي‮ ‬سيطرته‮ ‬على‮ ‬مقاليد‮ ‬الأمور‮ ‬بتعز‮ ‬والتي‮ ‬يعرفها‮ ‬الجميع‮!!‬
كل ما قاله اليدومي عن حزبه من أوصاف في خطابه الممل لا وجود له على الواقع.. ويكفي ان المواطن البسيط استطاع من خلال تجربته المعيشة مع هذا الحزب وممارسات قياداته خلال السنوات التسع الماضية وخاصة في تعز أن يعرف جيداً من هو الإصلاح ومن هي قياداته.. ومن وحي ذلك فهم‮ ‬خطاب‮ ‬اليدومي‮ ‬عكسياً‮ ‬كحقيقة‮ ‬لا‮ ‬يمكن‮ ‬تحريفها‮ ‬مهما‮ ‬ذهب‮ ‬اليدومي‮ ‬صوب‮ ‬التزييف‮ ‬واعتماد‮ ‬اساليب‮ ‬الجهل‮ ‬والتجهيل‮..!! ‬
التقييم‮ ‬الحقيقي‮ ‬لحزب‮ ‬الإصلاح‮ ‬لم‮ ‬يأتِ‮ ‬على‮ ‬لسان‮ ‬اليدومي‮ ‬وإنما‮ ‬على‮ ‬لسان‮ ‬عضو‮ ‬مجلس‮ ‬شورى‮ ‬الحزب‮ ‬عبدالله‮ ‬العديني‮ ‬الذي‮ ‬قال‮ ‬قبل‮ ‬فترة‮ :‬
‮"‬الإصلاحيون‮ ‬يرون‮ ‬باطلهم‮ ‬حقاً‮ ‬ومنكرهم‮ ‬معروفاً‮ ‬وهم‮ ‬الدولة‮ ‬وهم‮ ‬ما‮ ‬يسمى‮ "‬الجيش‮ ‬الوطني‮"..‬
وإذا‮ ‬خاصموا‮ ‬لاينتقمون‮ ‬من‮ ‬خصمهم‮ ‬مائة‮ ‬ضعف‮ ‬لكن‮ ‬أمد‮ ‬الدهر‮.. ‬وكأنهم‮ ‬بنوا‮ ‬تنظيمهم‮ ‬للانتقام‮ ‬ممن‮ ‬اختلف‮ ‬معهم‮..‬
فمن‮ ‬يختلف‮ ‬معهم‮ ‬حوثي‮ ‬وعفاشي‮ ‬وأمن‮ ‬قومي‮ ‬ولايسأمون‮ ‬من‮ ‬الخصومات‮"..‬
ويواصل‮ ‬العديني‮ ‬وصفه‮ ‬للإصلاح‮ ‬بالقول‮ :"‬وضع‮ ‬الله‮ ‬لهم‮ ‬قبولاً‮ ‬في‮ ‬يوم‮ ‬من‮ ‬الأيام‮ ‬فأقبل‮ ‬الناس‮ ‬عليهم‮ ‬فلم‮ ‬يشكروا‮ ‬النعمة‮.. ‬والآية‮ »‬ولاتنسوا‮ ‬الفضل‮ ‬بينكم‮« ‬مشطوبة‮ ‬عندهم‮ ‬تماماً‮..‬
عجيب‮ ‬هل‮ ‬هو‮ ‬غباء‮ ‬أم‮ ‬غرور‮..‬
قلت‮ ‬لهم‮ ‬انتم‮ ‬تجيدون‮ ‬صناعة‮ ‬الأعداء‮"..‬
ويختتم‮ ‬العديني‮ ‬تقييمه‮ ‬لحزبه‮ :"‬يريدون‮ ‬أن‮ ‬تكون‮ ‬بوقاً‮ ‬إعلامياً‮ ‬لأخطائهم‮.. ‬ولأول‮ ‬مرة‮ ‬أكتب‮ ‬عنهم‮ ‬بهذا‮ ‬الوضوح‮ ‬لأنهم‮ ‬أسرفوا‮"..‬
هذه‮ ‬هي‮ ‬حقيقة‮ ‬حزب‮ ‬الإصلاح‮ ‬بقيادة‮ ‬اليدومي‮.. ‬وهي‮ ‬الحقيقة‮ ‬التي‮ ‬اصبح‮ ‬الشعب‮ ‬يعرفها‮ ‬جيداً‮ ‬ولا‮ ‬يحتاج‮ ‬للكذب‮ ‬والتزييف‮ ‬والخداع‮ ‬من‮ ‬اليدومي‮ ‬ليغير‮ ‬فهمه‮ ‬وقناعاته‮..!!‬
حزب‮ ‬الإصلاح‮ ‬هو‮ ‬العنوان‮ ‬الكبير‮ ‬في‮ ‬الحقد‮ ‬والكراهية‮.. ‬في‮ ‬التضليل‮ ‬والتزييف‮.. ‬في‮ ‬الكذب‮ ‬الذي‮ ‬لا‮ ‬حدود‮ ‬له‮..‬
وفي‮ ‬الأخير‮ ‬نقول‮ ‬لليدومي‮ ‬وقيادات‮ ‬حزبه‮: ‬فاقد‮ ‬الشيء‮ ‬لا‮ ‬يعطيه‮.. ‬وشر‮ ‬البلية‮ ‬ما‮ ‬يضحك‮.‬

تمت طباعة الخبر في: الثلاثاء, 16-أبريل-2024 الساعة: 11:02 م
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.almethaq.net/news/news-59248.htm