الميثاق نت -

الإثنين, 16-نوفمبر-2020
مُنِير‮ ‬إسماعيل‮ ‬الشامي -
ما يميز النظام الأمريكي عن غيره من الأنظمة أنه نظام يقوم على منهجية سياسية ثابتة ذات خطوط عريضة يسير عليها رئيس النظام وفقا لما يملى عليه لا على ما يراه هو أو يقدره من واقع رؤيته الشخصية ولذلك فلا تختلف سياسة هذا النظام باختلاف شخصية رئيسه فسواءً أكان الرئيس س أو ص وسواءً أكان الرئيس جمهورياً او ديمقراطياً فلن يكون هناك فارق ملحوظ في سياسة النظام الخارجية او الداخلية وستبقى ثابتة تسير وفق منهجية ثابتة ومعدة مسبقا تقوم على قاعدتين اساسيتين القاعدة الأولى تركز على تقدير المصالح المعنوية كالمشروع الصهيوني والهيمنة‮ ‬الاستكبارية‮ ‬وكيفية‮ ‬تحقيقهما‮ ‬وتحقيق‮ ‬الانسجام‮ ‬بينهما‮ ‬والماسونية‮ ‬هي‮ ‬من‮ ‬تتولى‮ ‬هذه‮ ‬المهمة‮ ‬وتشرف‮ ‬على‮ ‬تنفيذها‮.‬
والقاعدة الثانية ترتكز على المصالح المادية والاقتصادية وتقوم على مبدأ الربح والخسارة وعلى عقلية التاجر الرأسمالي وبما لا يتعارض مع القاعدة الأولى والقاعدتان السابقتان هما من تصنعان قرار النظام الامريكي وتحددان اتجاهه وطبيعته وهما من تحدثان التغيير في المواقف‮ ‬السياسية‮ ‬الأمريكية‮ ‬وتبلوران‮ ‬مضامينها‮ ‬تجاه‮ ‬الأحداث‮ ‬الدولية‮ ‬وأهداف‮ ‬النظام‮ ‬الأمريكي‮ ‬منها‮ ‬وكذلك‮ ‬الحال‮ ‬بالنسبة‮ ‬لعلاقات‮ ‬امريكا‮ ‬الخارجية‮ ‬وموقفها‮ ‬وكل‮ ‬احداث‮ ‬الماضي‮ ‬تشهد‮ ‬بذلك‮ ‬
ولهذه الحقائق فشخصية رئيس النظام الأمريكي لا تشكل فارقاً وليس لها تأثير مباشر في تشكيل سياسة النظام الأمريكي، ودور رئيس النظام هو تنفيذ السياسة العامة للنظام، إلا أن له مطلق الحرية في اختيار طريقة تنفيذها وله أن يبدع ويبتكر في انتقاء الأساليب التي يراها مناسبة‮ ‬وفعالة‮ ‬في‮ ‬تنفيذ‮ ‬السياسة‮ ‬العامة‮ ‬للنظام‮. ‬
فسواءً اًكان رئيس النظام جمهورياً او ديمقراطياً ابيض أو أسوداً يمينياً أو يسارياً كاثوليكياً أم بروتستانتياً فليس لكل هذه الصفات أي تأثير مباشر في سياسة هذا النظام الذي اعتاد السير على منهجية سياسة جاهزة ورئيس ينفذ في الماضي والحاضر وسيسير عليها في المستقبل،‮ ‬فلن‮ ‬تتغير‮ ‬مواقف‮ ‬النظام‮ ‬الامريكي‮ ‬تجاه‮ ‬قضية‮ ‬فلسطين‮ ‬مثلاً،‮ ‬ولن‮ ‬تتغير‮ ‬نظرته‮ ‬تجاه‮ ‬اطماعه‮ ‬ومصالحه‮ ‬في‮ ‬الشرق‮ ‬الأوسط‮ ‬بسبب‮ ‬تغير‮ ‬رئيسه‮ ‬ولن‮ ‬يحيد‮ ‬عنها‮ ‬أو‮ ‬يعدل‮ ‬عن‮ ‬طغيانه‮ ‬فيها‮ ‬لهذا‮ ‬السبب‮.‬
ما يعني ويؤكد أن لا فرق بين بايدن الديمقراطي وترامب الجمهوري، ولن يرى العالم أي جديد في سياسة النظام الأمريكي المستقبلية، إن فاز بايدن ابدا، كما لم يرَ أي جديد فيمن سبقه من الرؤساء، وإن وجد فلن يختلف إلا في طريقة التنفيذ أو في الأساليب المستخدمة فهذه الأمور متروكة لرئيس النظام وله أن يبدع فيها كيفما يشاء، ويعد -دونالد ترامب- أعظم الرؤساء الأمريكيين إبداعا وابتكارا في رفد الخزينة الأمريكية بثروات طائلة خلال فترة ولايته في السنوات الأربع المنصرمة ، وربما يظل ايضا اشهر حالب لبقرة الجزيرة ونعاجها على مر التاريخ ، والرئيس الامريكي الوحيد الذي مارس عليهم ابشع ابتزاز وحقرهم وجاهرهم صراحة بحقيقتهم وهشاشة قواهم وقالها لهم صراحة -نحن من يحمي بقاءكم وعليكم ان تدفعوا - وهذا أبرز وأهم منجز انجزه ويشهد له بذلك الكثير من الأمريكيين.
تمت طباعة الخبر في: الخميس, 25-أبريل-2024 الساعة: 04:32 م
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.almethaq.net/news/news-59555.htm