الميثاق نت -

الثلاثاء, 01-ديسمبر-2020
د. محمد حسين النظاري -
وإنْ جاء الاحتفال بالذكرى ال 53 ليوم الاستقلال ورحيل آخر جندي بريطاني عن بلادنا سنة 1967م، واليمن يعيش ظرفاً استثنائياً يتمثل في العدوان عليه وعلى شعبه ومقدراته منذ العام 2015م، عقب اربع سنوات قبله عصفت بالداخل ما يسمى بالربيع العبري في العام 2011م، والتي أوجدت‮ ‬شرخاً‮ ‬اجتماعياً‮ ‬وسياسياً‮ ‬وعسكرياً،‮ ‬اثبتت‮ ‬السنوات‮ ‬المتتابعة‮ ‬بعدها،‮ ‬أن‮ ‬اليمن‮ ‬دخل‮ ‬النفق‮ ‬المظلم‮ ‬منذ‮ ‬ذلك‮ ‬التأريخ‮.‬
إننا اليوم ونحن في نوفمبر 2020م، نرى دولاً جاءت إلينا كمستعمرين ، لنهب خيرات البلاد بعد إشعال الفتنة بين أبنائها، ليسهل عليها تفتيت الوطن والسيطرة على بعض اجزائه التي سلمها لهم المتآمرون على وطنهم.
ونحن‮ ‬نرى‮ ‬أجزاء‮ ‬من‮ ‬جنوبنا‮ ‬الغالي‮ ‬وقد‮ ‬عبث‮ ‬به‮ ‬غزاة‮ ‬اليوم،‮ ‬نستذكر‮ ‬تلك‮ ‬الايام‮ ‬التي‮ ‬سطر‮ ‬فيها‮ ‬مجاهدونا‮ ‬في‮ ‬الشطر‮ ‬الجنوبي‮ ‬من‮ ‬الوطن،‮ ‬أروع‮ ‬أمثلة‮ ‬النضال‮ ‬والتصدي‮ ‬لأعتى‮ ‬الامبراطوريات‮ ‬الاستعمارية‮ ‬في‮ ‬العالم‮.‬
فبريطانيا‮ ‬العظمى‮ ‬خرجت‮ ‬صاغرة‮ ‬أمام‮ ‬صمود‮ ‬اليمنيين،‮ ‬واذنابها‮ ‬اليوم‮ ‬يعيدون‮ ‬ما‮ ‬فعلته،‮ ‬ليعيد‮ ‬اليمنيون‮ ‬ماضيهم‮ ‬المجيد‮ ‬الرافض‮ ‬لاي‮ ‬احتلال‮ ‬لبلاده‮.‬
إن تحرير أرضنا في الجنوب لم يأتِ صدفة بل كان نتاج تضحيات قدمها اليمنيون لأكثر من 128 سنة، ذهب من أجلها خيرة الرجال -الذين نحتسبهم عند الله شهداء- وأوجدوا يمناً مستقلاً عن الهيمنة الأجنبية، وقد مثّل يوم 30 من نوفمبر 1967م، انتصاراً لإرادة اليمنيين التواقين دوماً‮ ‬لأن‮ ‬تكون‮ ‬ارادتهم‮ ‬بأيديهم‮ ‬فقط‮.‬
ينبغي ألا نتوقف عند الاحتفال بيوم الاستقلال كذكرى احتفالية فقط، بل يجب علينا أن نستلهم منه العظات والعبر، فمن خلاله نستطيع ان نعبر ازمتنا التي نحن فيها، عندما نتذكر ان شهداءنا الابرار قدموا حياتهم الغالية من اجل الوطن، فما علينا إلا السير في نفس النهج، عبر‮ ‬تغليب‮ ‬المصلحة‮ ‬الوطنية‮ ‬على‮ ‬ما‮ ‬دونها‮ ‬من‮ ‬مصالح‮ ‬ذاتية‮.‬
ان‮ ‬نوفمبر‮ ‬سيخلد‮ ‬في‮ ‬تاريخه‮ ‬مناسبتين‮ ‬كبيرتين،‮ ‬فكما‮ ‬انتصرنا‮ ‬عام‮ ‬1967م‮ ‬على‮ ‬رغبات‮ ‬الاستيلاء‮ ‬على‮ ‬ثرواتنا‮ ‬وأرضنا‮ ‬ومقدراتنا،‮ ‬استطعنا‮ ‬في‮ ‬نوفمبر‮ ‬2020م،‮ ‬ان‮ ‬نبقى‮ ‬صامدين‮ ‬أوفياء‮ ‬لوطننا‮..‬
وما‮ ‬بين‮ ‬نوفمبر‮ ‬1967م‮ ‬و2020م‮ ‬سنوات‮ ‬طوال‮ ‬مر‮ ‬على‮ ‬الامة‮ ‬اليمنية‮ ‬في‮ ‬طياتها‮ ‬محن‮ ‬وشدائد،‮ ‬كانت‮ ‬كل‮ ‬واحدة‮ ‬منها‮ ‬كفيلة‮ ‬بأن‮ ‬يتحول‮ ‬اليمن‮ ‬الى‮ ‬أسوأ‮ ‬مما‮ ‬عليه‮ ‬الدول‮ ‬التي‮ ‬ذابت‮ ‬تماماً‮.. ‬
إن صمود اليمنيين الاسطوري ضد العدوان والحصار ، يستحقون عليه الجزاء الأوفى، ومن ذلك إصلاح البنية الإقتصادية والمكافحة الحقيقية للفساد والمفسدين، وتسخير تلك الموارد كمرتبات الموظفين الصابرين على انقطاعها لسنوات.
الانتصار على العدو الخارجي ميسور وتحقق منه الكثير، وبقي لنا ان نحارب أعداء الوطن من الداخل، فمظاهر السوق السوداء في كل السلع من المعيب استمرارها، فدولة استطاعت قهر عدة دول، ليس من الصعب عليها ضبط المتلاعبين بأقوات الشعب.
لابد‮ ‬ان‮ ‬يعود‮ ‬الوطن‮ ‬موحداً‮ ‬كما‮ ‬كان،‮ ‬ولن‮ ‬يكون‮ ‬ذلك‮ ‬الا‮ ‬بتفويت‮ ‬الفرصة‮ ‬على‮ ‬الخارج‮ ‬المتربص‮ ‬بنا‮ ‬والمنفذ‮ ‬لأجندة‮ ‬امريكية‮ ‬صهيونية‮ ‬باتت‮ ‬مفضوحة،‮ ‬حتى‮ ‬لمن‮ ‬كان‮ ‬ينكرها‮.‬
اللحمة‮ ‬الوطنية‮ ‬لابد‮ ‬من‮ ‬وجودها،‮ ‬واليمنيون‮ ‬قادرون‮ ‬على‮ ‬حل‮ ‬مشاكلهم‮ ‬بأنفسهم‮ ‬متى‮ ‬ما‮ ‬اداروا‮ ‬ظهرهم‮ ‬للخارج‮ ‬وتوحدت‮ ‬رؤاهم‮ ‬على‮ ‬ايجاد‮ ‬وطن‮ ‬يتساوى‮ ‬فيه‮ ‬الجميع‮ ‬ولا‮ ‬فرق‮ ‬بينهم‮ ‬الا‮ ‬لمن‮ ‬هو‮ ‬اكثر‮ ‬وطنية‮. ‬
‮ ‬اليمن‮ ‬بلد‮ ‬عظيم‮ ‬وشعبه‮ ‬من‮ ‬أعظم‮ ‬الشعوب،‮ ‬ولهذا‮ ‬هو‮ ‬يستحق‮ ‬رجالاً‮ ‬بنفس‮ ‬العظمة‮ ‬يعيدونه‮ ‬لسابق‮ ‬عهده‮.‬
نبارك‮ ‬لكل‮ ‬اليمنيين‮ ‬احتفالاتهم‮ ‬بهذه‮ ‬المناسبة‮ ‬الكبيرة‮ ‬الثلاثين‮ ‬من‮ ‬نوفمبر‮ ‬المجيد،‮ ‬التي‮ ‬تجسد‮ ‬بجلاء‮ ‬قدرة‮ ‬اليمنيين‮ ‬على‮ ‬دحر‮ ‬المستعمرين‮ ‬عن‮ ‬بلادهم،‮ ‬متى‮ ‬ما‮ ‬توحدوا‮ ‬على‮ ‬عدوهم‮ ‬الذي‮ ‬لا‮ ‬يريد‮ ‬الخير‮ ‬لوطنهم‮.‬
تمت طباعة الخبر في: الجمعة, 29-مارس-2024 الساعة: 01:02 ص
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.almethaq.net/news/news-59640.htm