الميثاق نت -

الأربعاء, 20-يناير-2021
الميثاق نت - راسل القرشي : -
ليس غريباً أن تلجأ وزارة الخارجية الأمريكية إلى إصدار قرار بتصنيف انصار الله كحركة إرهابية كون ذلك هو ديدنها المعهود وخاصة تجاه الحركات التي تواجه كل الاعتداءات التي تتعرض لها بلدانها وفي مقدمتها حزب الله اللبناني الذي مرغ انوف الإسرائيليين بالتراب تحت لواء‮ ‬المقاومة‮..‬
حركة أنصار الله وكونها تواجه وتقاوم ومعها المؤتمر الشعبي العام وبقية القوى الوطنية الشريفة أعتى عدوان إجرامي تتعرض له اليمن منذ ست سنوات من الحلفاء الاستراتيجيين للولايات المتحدة في المنطقة وهما النظامان السعودي والإماراتي تم اتخاذ قرار تصنيفها كحركة إرهابية‮ ‬وهو‮ ‬القرار‮ ‬الذي‮ ‬يعكس‮ ‬حقيقة‮ ‬العدوان‮ ‬وتوجهاته‮ ‬الأمريكية‮ ‬للسيطرة‮ ‬على‮ ‬المناطق‮ ‬الاستراتيجية‮ ‬في‮ ‬اليمن‮ ‬ومنها‮ ‬جزيرتي‮ ‬سقطرى‮ ‬وميون‮ ‬ومناطق‮ ‬الساحل‮ ‬الغربي‮..‬
بعد ست سنوات من فشل أدوات الولايات المتحدة في تحقيق أي انتصارات عسكرية في عدوانها على اليمن وفقدانها سمعتها أمام الشموخ والبطولة ورجال الرجال في مختلف جبهات وميادين البطولة والشرف لم تجد واشنطن ما تفعله بعد كل الدعم العسكري واللوجيستي الذي قدمته لأدواتها قادة النظامين السعودي والإماراتي وبقية طابور الزفة الراقصين حولهما - لم تجد سوى الذهاب لاتخاذ هذا القرار الذي عكس سياسة البلطجة والعنصرية وانتهاك القوانين الدولية .. السياسة الداعمة لقوى الإرهاب وجماعاتها التي تتخذ منهم أداة لتنفيذ مخططاتها الإرهابية والإجرامية‮ ‬بحق‮ ‬الدول‮ ‬والشعوب‮ ‬الرافضة‮ ‬لها‮ ‬ولتوجهاتها‮ ‬التدميرية‮ ‬الاحتلالية‮ ‬في‮ ‬المنطقة‮ ‬وفي‮ ‬مختلف‮ ‬انحاء‮ ‬العالم‮..‬
هذه هي الإدارة الأمريكية التي تفضح نفسها باتخاذ مثل هذه القرارات التي تعمل من خلالها على تصنيف الرافضين والمقاومين لحروبها وهيمنتها بالإرهابيين ظناً منها أن هذه القرارات ستضعف قوى المقاومة المواجهة لعدوانها بل على العكس من ذلك ستزيدهم قوة وإصراراً على النضال‮ ‬والكفاح‮ ‬في‮ ‬مواجهة‮ ‬كل‮ ‬اشكال‮ ‬وصور‮ ‬العدوان‮ ‬المنفذة‮ ‬لأجندتها‮ ‬الفوضوية‮ ‬والتدميرية‮ ‬والهادفة‮ ‬إلى‮ ‬تقسيم‮ ‬دول‮ ‬المنطقة‮ ‬وفي‮ ‬مقدمتها‮ ‬اليمن‮ ‬من‮ ‬أجل‮ ‬السيطرة‮ ‬الجيوسياسية‮ ‬على‮ ‬المواقع‮ ‬الاستراتيجية‮ ‬ومكامن‮ ‬الثروات‮..‬
الولايات‮ ‬المتحدة‮ ‬بمثل‮ ‬هذه‮ ‬القرارات‮ ‬تؤكد‮ ‬أن‮ ‬الأرهاب‮ ‬ورقة‮ ‬اوجدتها‮ ‬لاستخدامها‮ ‬عندما‮ ‬تعجز‮ ‬عن‮ ‬تنفيذ‮ ‬سياساتها‮ ‬وتوجهاتها‮ ‬البعيدة‮ ‬عن‮ ‬القيم‮ ‬والأخلاق‮.. ‬
لقد عجز تحالف العدوان الأمريكي الصهيوني على اليمن عن تحقيق الأهداف التي وضعوها للسيطرة على اليمن ولي اذرع القوى الوطنية المواجهة للعدوان فذهب لاتخاذ قرار تصنيف انصار الله كحركة إرهابية دون حياء أو خجل لاسيما بعد كل هذه الأعوام من العدوان والتدمير والجرائم المتعمدة‮ ‬بحق‮ ‬المدنيين‮ ‬من‮ ‬قبل‮ ‬ادواته‮ ‬الإرهابية‮ ‬في‮ ‬المنطقة‮..‬
طيلة السنوات الاربع الماضية رأينا كيف كشف ترامب عن وجهه القبيح فيما يجري في سوريا واثبت انه الداعم الرئيسي للجماعات الإرهابية فيها ..؛ وواصل إمداده لتلك الجماعات بالأسلحة أو عبر المساندة العسكرية بشن غارات جوية ضد الجيش السوري وهو ما أكد أن الإدارة الأمريكية‮ ‬هي‮ ‬الركيزة‮ ‬الأساسية‮ ‬للإرهاب‮ ‬وهي‮ ‬التي‮ ‬تستخدم‮ ‬جماعات‮ ‬الإرهاب‮ ‬كوسيلة‮ ‬لتنفيذ‮ ‬اجندتها‮ ‬ومخططها‮ ‬في‮ ‬المنطقة‮..‬
وجدت‮ ‬الإدارة‮ ‬الأمريكية‮ ‬في‮ ‬الإرهاب‮ ‬غايتها‮ ‬للوصول‮ ‬إلى‮ ‬مآربها‮ ‬في‮ ‬المنطقة‮ ‬والتي‮ ‬تتمثل‮ ‬في‮ ‬توفير‮ ‬الحماية‮ ‬الكاملة‮ ‬للعدو‮ ‬الإسرائيلي‮..‬
ولهذا فإن ماتقوله الإدارة الأمريكية حول الإرهاب لا يعدو عن كونه مغالطات واضحة الهدف والتوجه ، بعد أن تكشفت حقيقة النظام الأمريكي وخاصة في سوريا..، التي عجزت إدارته وحلفاؤها عن اسقاط نظام بشار الأسد طيلة السنوات الماضية.. فلجأت إلى الحرب الإرهابية الاقتصادية‮ ‬المتمثلة‮ ‬فيما‮ ‬يسمى‮ ‬بقانون‮ ‬قيصر‮..‬
الإدارة الأمريكية ومعها الأنظمة التابعة لها التي تحميها هي وراء وجود الجماعات الارهابية وفي مقدمتها تنظيما القاعدة وداعش وجبهة النصرة وغيرها من التنظيمات والجماعات التي تم انشاؤها لتنفيذ الأجندة الغربية المعروفة والتي نشهد تفاصيلها منذ سنوات..!
وهنا نقولها بكل وضوح إن قرار واشنطن بتصنيف انصار الله كحركة إرهابية لن يؤثر في استمرار كل القوى الوطنية الشريفة ومعها كل أبناء الشعب اليمني في مواجهة العدوان بل سيزيدهم إصراراً على المقاومة من منطلق الإيمان بعدالة القضية اليمنية التي ترفض كل توجهات العدوان‮ ‬بقيادة‮ ‬الولايات‮ ‬المتحدة‮ ‬الأمريكية‮.‬
تمت طباعة الخبر في: الخميس, 28-مارس-2024 الساعة: 09:38 م
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.almethaq.net/news/news-59916.htm