الميثاق نت -

الإثنين, 25-يناير-2021
د. كمال البعدني -
من يتتبع سير الاحداث والأوضاع السياسية في شطري اليمن قبل الوحدة سيجد أن اليمن كما يقول الإخوة المصريون: (فولة وانقسمت نصين) فعندما تمطر في صنعاء يتم فتح المظلات في عدن والعكس صحيح تشابه إلى حد التطابق حتى في عدد الرؤساء فقد كانوا ستة في كل شطر حتى قيام الوحدة.. ففي الشمال: عبدالله السلال، عبدالرحمن الإرياني، الحمدي، الغشمي، عبدالكريم العرشي، علي عبدالله صالح.. وفي الجنوب نفس العدد، قحطان الشعبي، سالم ربيع علي، علي ناصر محمد، عبدالفتاح إسماعيل، ثم علي ناصر محمد مرة اخرى، حيدر أبو بكر العطاس.. (لقد كان العطاس‮ ‬رئيس‮ ‬هيئة‮ ‬مجلس‮ ‬الشعب‮ ‬الأعلى‮ ‬يعني‮ ‬رئيس‮ ‬الدولة‮ ‬في‮ ‬الجنوب‮ ‬بينما‮ ‬البيض‮ ‬الأمين‮ ‬العام‮ ‬للحزب‮ ‬الاشتراكي‮).‬
الأحداث السياسية تشابهت إلى حد التطابق قيام ثورة سبتمبر في الشمال تلتها بعد عام ثورة أكتوبر في الجنوب، وقع في صنعاء صراع واقتتال بين رفاق السلاح والثورة فيما عرف بأحداث أغسطس عام 68م رغم أن القوات الإمامية كانت ماتزال في ضواحي صنعاء وقد نتج عن ذلك نزوح البعض منهم إلى عدن، وحدث نفس الشيء في عدن بين رفاق السلاح ضد الاستعمار (الجبهة القومية وجبهة التحرير) عام 67م رغم أن القوات البريطانية كانت ماتزال في عدن ونتج عنها نزوح الكثير من أفراد جبهة التحرير إلى صنعاء.. في الشمال تم الانقلاب على أول رئيس للجمهورية (عبدالله السلال) وتم تكوين مجلس جمهوري برئاسة القاضي الإرياني وفي الجنوب كذلك تم الانقلاب على أول رئيس للجمهورية (قحطان الشعبي) وتكوين مجلس رئاسي برئاسة سالم ربيع.. في الشمال تدخل الجيش لإزاحة الرئيس الثاني للجمهورية (الإرياني) الذي قدم استقالته وسافر إلى سوريا‮ ‬كمنفى‮ ‬اختياري‮..‬
وفي الجنوب أيضا تدخل الجيش لإزاحة الرئيس الثاني للجمهورية (سالم ربيع علي) والذي نجد أنه وبعد يومين من اغتيال الرئيس الغشمي في صنعاء والذي تم في عهده تغيير مسمى رئيس الدولة من رئيس مجلس القيادة إلى رئيس الجمهورية، فقد تم كذلك إعدام الرئيس سالم ربيع علي (سالمين) في عدن مع العديد من رفاقه، رغم أنه كان قد قدم استقالته (يونيو 78م) والذي تغير في عهده أيضا مسمى الدولة من جمهورية اليمن الجنوبية الشعبية إلى جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية (قتل رئيس في الشمال وبعد ثلاثة ايام تم قتل رئيس في الجنوب)، حتى في القتل هناك تطابق.. اثنان من رؤساء الشمال توجها الى المنفى السلال الى مصر والارياني الى سوريا قبل أن يعودا إلى صنعاء في بداية الثمانينيات.. اثنان من رؤساء الجنوب توجها إلى المنفى كذلك عبد الفتاح إسماعيل إلى موسكو عام 80م ثم عاد منتصف الثمانينيات وعلي ناصر إلى سوريا المكان‮ ‬الذي‮ ‬اختاره‮ ‬القاضي‮ ‬الإرياني‮.. ‬تناغم‮ ‬عجيب‮ ‬إلى‮ ‬حد‮ ‬التطابق‮ ‬إنها‮ ‬الجينات‮ ‬الواحدة‮ ‬والجسد‮ ‬الواحد‮.. ‬نسأل‮ ‬الله‮ ‬الواحد‮ ‬ان‮ ‬يحفظ‮ ‬اليمن‮ ‬الواحد‮.‬
تمت طباعة الخبر في: الجمعة, 26-أبريل-2024 الساعة: 11:53 ص
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.almethaq.net/news/news-59937.htm