الميثاق نت -

الإثنين, 01-مارس-2021
رصدها : ‬صفوان‮ ‬القرشي‮ ‬ -
تعتبر جريمة تهريب وبيع الآثار اليمنية من أبشع وأقبح الجرائم كونها تهدف إلى بيع تاريخ يمتد لآلاف السنيين وهي جرائم جسيمة يجب التصدي لها بكل حزم وقوة لوقف هذا العبث من قبل مافيا باعت حاضر الوطن وتسعى لبيع تاريخه الموغل في القدم، وفي هذا الصدد فقد كشفت قناة فرنسية‮ ‬قبل‮ ‬أيام‮ ‬فضيحة‮ ‬مدوية‮ ‬عن‮ ‬سرقة‮ ‬الآثار‮ ‬اليمنية‮ ‬وظهور‮ ‬تمثال‮ ‬يمني‮ ‬قديم‮ ‬من‮ ‬آثار‮ ‬اليمن‮ ‬الموثقة‮ ‬في‮ ‬أحد‮ ‬المتاحف‮ ‬العالمية،‮ ‬والذي‮ ‬تم‮ ‬عرضه‮ ‬على‮ ‬أنه‮ ‬من‮ ‬مقتنيات‮ ‬أمير‮ ‬خليجي‮.‬
وأوضحت‮ ‬القناة،‮ ‬أنها‮ ‬تتبعت‮ ‬تحركات‮ ‬تمثال‮ ‬الوعل‮ ‬البرونزي،‮ ‬والذي‮ ‬قالت‮ ‬إنه‮ ‬أصبح‮ ‬من‮ ‬مقتنيات‮ ‬الامير‮ ‬القطري‮ ‬حمد‮ ‬آل‮ ‬ثاني،‮ ‬ابن‮ ‬عم‮ ‬أمير‮ ‬قطر،‮ ‬بعد‮ ‬أن‮ ‬تم‮ ‬نهبه‮ ‬من‮ ‬موقع‮ ‬أثري‮ ‬لمعبد‮ ‬يمني‮.‬
وأزاح‮ ‬التقرير‮ ‬التلفزيوني‮ ‬اللثام‮ ‬عن‮ ‬تمثال‮ ‬برونزي‮ ‬للمعبود‮ ‬اليمني‮ ‬القديم‮ " ‬عثتر‮" ‬والذي‮ ‬تم‮ ‬نهبه‮ ‬من‮ ‬موقع‮ ‬مريمة‮ ‬الأثري‮ ‬في‮ ‬اليمن،‮ ‬وظهر‮ ‬فجأة‮ ‬في‮ ‬متحف‮ ‬فونتينبلو‮ ‬عام‮ ‬2018م،‮ ‬ومنها‮ ‬إلى‮ ‬طوكيو‮ ‬في‮ ‬اليابان‮.‬
ولفت التقرير المتلفز للقناة الفرنسية إلى أن التمثال الأثري هو عبارة عن قطعة أثرية ضمن مجموعة آثار مسروقة يمتلكها أمير قطر السابق الشيخ حمد آل ثاني، والد أمير قطر الحالي الشيخ تميم بن حمد آل ثاني.
ولم تكن هذه المرة الأولى التي يتم فيها الحديث عن سرقة وتهريب الآثار اليمنية والتي تعرضت لنهب منظم وغير مسبوق من قبل سماسرة وعصابات بيع وتهريب الآثار ، خلال سنوات العدوان التي تقترب من عامها السابع هذه الفضيحة أثارت ردود أفعال في الأوساط اليمنية التي طالبت بمحاكمة قطر بجريمة السطو وسرقة الآثار اليمنية وكشف النقاب عن العصابة التي قامت بسرقة الوعل من مأرب وايصاله إلى قطر ..الغريب في الأمر وقاحة الأمير القطري الذي قام بعرضه كأحد مورثات العائلة الحاكمة غير مدرك أن عمر التمثال اليمني يمتد لأكثر من سبعة آلاف سنه‮ .. »‬الميثاق‮« ‬رصدت‮ ‬عدد‮ ‬من‮ ‬ردود‮ ‬الأفعال‮ ‬حول‮ ‬هذه‮ ‬الفضيحة‮ ‬القطرية‮ ‬المدوية‮ ‬في‮ ‬حين‮ ‬لم‮ ‬تصدر‮ ‬أي‮ ‬ردود‮ ‬رسمية‮ ‬من‮ ‬الجهات‮ ‬المسؤولة‮.‬


مدير‮ ‬متحف‮ ‬المكلا‮ ‬
قال مدير عام متحف المكلا ..رياض باكرموم " إن الوعل المسروق من آثار محافظة مأرب وليس حضرموت .كما جاء في تقرير القناة الفرنسية واضاف: للتوضيح أن الوعل المتناقلة صورته مرفق بخبر أنه من حضرموت نؤكد أن هذا الوعل ليس من حضرموت وانما بحسب ما افاد الاخوة المختصون أنه من مأرب منطقة مريمة هجر العادي بحريب ويعود لمملكة قتبان وسبق ودرسه الدكتور محمد الحاج ..و"الاثر مهم جدا ولا فرق بين تهريبه من مأرب أو حضرموت انما هنا توضيح من الناحية الادارية فقط ..واشار إلى أن تهريب الآثار والاتجار بها جريمة، مشدداً على أن سرقة تراث‮ ‬الشعوب‮ ‬قضية‮ ‬يجب‮ ‬علينا‮ ‬الوقوف‮ ‬ضدها‮. ‬
وقال‮ ‬فضل‮ ‬الجعدي‮: ‬إنه‮ ‬حتى‮ ‬الآثار‮ ‬لم‮ ‬تكن‮ ‬في‮ ‬مأمن‮ ‬من‮ ‬أولئك‮ ‬الذين‮ ‬تعودوا‮ ‬على‮ ‬المتاجرة‮ ‬بكل‮ ‬شيء‮.‬
وكتب‮ ‬الجعدي‮ ‬في‮ ‬تدوينة‮ ‬على‮ ‬تويتر‮ ‬قال‮ ‬فيها‮ "‬حتى‮ ‬الآثار‮ ‬لم‮ ‬تكن‮ ‬في‮ ‬مأمن‮ ‬من‮ ‬أولئك‮ ‬الذين‮ ‬تعودوا‮ ‬على‮ ‬المتاجرة‮ ‬بكل‮ ‬شيء‮ ‬،و‮ ‬الآثار‮ ‬تأريخ‮ ‬غير‮ ‬قابل‮ ‬للبيع‮ ‬يا‮ ‬من‮ ‬تتاجرون‮ ‬بكل‮ ‬شيء‮ ‬،
وأكد‮ ‬الجعدي‮ ‬ان‮ ‬هناك‮ ‬من‮ ‬يتاجر‮ ‬حتى‮ ‬في‮ ‬التاريخ‮ ‬وبكل‮ ‬فجاجة‮ ‬وقبح‮ ‬ولا‮ ‬غرابة‮ ‬في‮ ‬الامر‮ ‬حيال‮ ‬هؤلاء‮ ‬،‮ ‬فهم‮ ‬يتاجرون‮ ‬حتى‮ ‬بدين‮ ‬الله‮ ‬لأجل‮ ‬مصالحهم‮ .‬في‮ ‬اشارة‮ ‬إلى‮ ‬حزب‮ ‬الاصلاح‮ . ‬

الناشطة‮ / ‬أروى‮ ‬الشميري‮ ‬تحدثت‮ ‬قائلةً‮:‬
من يسطو على أرضية وقف بكل همجية ووقاحة ليقيم مشروعه الخاص به ..ومن يهدم مسجدا ليبني فوقه ضريحاً لأحد المستبدين .ومن يستولي على مدرسة ومعهد ويحرم الطلاب من الدراسة ويتخذ من دور العلم ثكنات عسكرية لتكديس السلاح، ومن ينهب مولداً كهربائياً ويغرق الناس في الظلام ثم يعود للمتاجرة بها على حساب أوجاع ومعاناة المواطنين ..ومن يسرق النفط والغاز وينهب موارد شعب ليغذي خزائنه ومشاريعه ويضخ مزيدا من جرعات الغلاء لشعب يحتضر ويكاد يموت ..ومن يجعل الاستقطاع من راتب الموظف المطحون فريضة واجبة الاتباع وسنة يلزم تطبيقها ويغذي حسابات‮ ‬مافيا‮ ‬السلطة‮ ‬‭, ‬فلن‮ ‬يهون‮ ‬عليه‮ ‬نهب‮ ‬قطعة‮ ‬أثرية‮ ‬وتهريبها‮ ‬وبيعها‮ ‬للخارج‮ ‬‭,‬ولن‮ ‬يرق‮ ‬قلبه‮ ‬لسرقة‮ ‬وعل‮ ‬برونزي‮ ‬أثري‮ ‬يعود‮ ‬لآلاف‮ ‬السنين‮ ‬لا‮ ‬تقدر‮ ‬قيمته‮ ‬بثمن‮.‬
حسين‮ ‬العيدروس‮ - ‬مدير‮ ‬عام‮ ‬هيئة‮ ‬الآثار‮ ‬بوادي‮ ‬حضرموت‮ - ‬قال‮: ‬ان‮ ‬التمثال‮ ‬البرونزي‮ ‬الذي‮ ‬تحدثت‮ ‬وسائل‮ ‬اعلام‮ ‬دولية‮ ‬ومحلية‮ ‬عن‮ ‬تهريبه‮ ‬من‮ ‬اليمن،‮ ‬يعود‮ ‬الى‮ ‬منطقة‮ ‬مريمة‮ ‬بحريب‮ ‬مأرب،‮ ‬وليس‮ ‬الى‮ ‬مريمة‮ ‬سيئون‮. ‬
وكتب العيدروس أن التمثال البرونزي ينتمي للآثار التي تعود لعصر الحضارة اليمنية القديمة، وينسب لموقع (مريمة) الواقع في منطقة حريب بمحافظة مارب، وهو يتشابه من حيث الاسم فقط مع موقع مريمة القريب من مدينة سيئون بحضرموت.
واشار الى عدم وجود اي معلومات دقيقة حول خروج التمثال البرونزي مهرباً إلى خارج اليمن، لكن في ظل الظروف التي تعيشها المنطقة، هناك عمليات تهريب وسطو وتدمير تتعرض لها المواقع، رغم جهود الجهات المسؤولة في محاربتها "بكل قوة، لكن تبقى مثل تلك الأعمال الفردية موجودة‮ ‬حتى‮ ‬في‮ ‬الدول‮ ‬المستقرة‮ ‬والآمنة‮" ‬حد‮ ‬تعبيره‮.‬
ودعا‮ ‬العيدروس‮ ‬السلطات‮ ‬ذات‮ ‬العلاقة‮ ‬الى‮ "‬القيام‮ ‬بدورها‮ ‬لحفظ‮ ‬ما‮ ‬تبقى‮ ‬من‮ ‬تراثنا‮ ‬الذي‮ ‬يشهد‮ ‬تجريفاً‮ ‬وتغريباً،‮ ‬باتجاه‮ ‬دول‮ ‬الجوار‮ ‬بشكل‮ ‬خاص‮".‬
الدكتورة نورية السامعي -استاذ التاريخ بجامعة أروى - قالت: إن الشعور بالنقص لدى دول الخليج وعدم وجود تاريخ حضاري ينتمون اليه هو وراء هذا الحقد وسعيهم ليس لتدمير حاضر اليمن ومستقبله بل امتد لتاريخه وارثه الحضاري .. وما حصل من قبل قطر وسرقتها العلنية للوعل اليمني محاولة لتغطية هذا النقص وصنع تاريخ مزيف ..واضافت: أن سرقة تراث الشعوب لا يصنع تاريخاً بقدر ما يكشف حقيقة هذه الدولة التي لا تستحي ..وربما هو غباء ويبقى الأهم من الذي اخذه من مأرب واين دولة الاخوان التي يبدو أنها قد استحلت لنفسها الوطن والانسان التاريخ والحضارة وبالتأكيد ستظهر آثار يمنية أخرى في الامارات والسعودية وتركيا ..علينا أن نقف في وجه هذه العصابات المارقة ونحمي وطننا وتاريخنا من سطو الاعراب ..كما ندعو الحكومة إلى تحمل مسؤولياتها ورفع دعوة ضد قطر ومتابعة عصابات تهريب الآثار ومعاقبتهم .

الدكتور‮ ‬حسين‮ ‬لقور‮- ‬الباحث‮ ‬والسياسي‮ ‬قال‮:‬
" ليس عيباً أن تقيم دولة ليس لها تاريخ ..فهذه أمريكا أعظم دولة عرفها التاريخ لا تاريخ لشعبها لأكثر من خمسة قرون ..لكن العيب أن تصطنع تاريخاً لا علاقة لك به ..والأفظع أن تتصرف كرجل عصابات تقوم بسرقة ممتلكات تاريخية لشعب آخر.. هذه الأفعال لن تضيف أي عظمة لمن‮ ‬يسرق‮ ‬حق‮ ‬الآخرين‮ "‬

الصحفي‮ ‬ماجد‮ ‬الداعري‮ ‬قال‮:‬
" جريمة سرقة العائلة القطرية الحاكمة لتمثال أثري يمني عبارة عن وعل برونزي مصنف ضمن القطع الأثرية النادرة في اليمن تعد فضيحة تاريخية أكثر من كونها سرقة قطعة أثرية ثمينة مادياً.. لن يقبل الشعب اليمني الأصيل أن يسطو أحد على تراثه العريق ومقتنياته التاريخية مهما‮ ‬كان‮ ‬الثمن‮ "‬

الباحث‮ ‬اليمني‮ ‬سعيد‮ ‬بكران‮ ‬تحدث‮ ‬قائلاً‮:‬
" هي ليست مجرد قطعة أثرية أنما رمز لحكاية التخريب القطري , الدور القطري الخبيث في نشر الفوضى ودعم الارهاب واسقاط الدولة ..نطالب بكشف حقائق هذا الدور وفضح كل خباياه واستعادة المنهوبات ..واضاف: يجب عدم تمرير هذه الجريمة ومطالبة الحكومة وهيئة الآثار بفتح تحقيق‮ ‬عاجل‮ ‬وشفاف‮ ‬حول‮ ‬وقائع‮ ‬السرقة‮.. ‬واجب‮ ‬أخلاقي‮ ‬ووطني‮ ‬فضح‮ ‬هؤلاء‮ ‬اللصوص‮ ‬المخربين‮ ‬وأدواتهم‮ ‬الذين‮ ‬لم‮ ‬يكتفوا‮ ‬بتدمير‮ ‬ودعم‮ ‬الارهاب‮ ‬والفوضى‮ ..‬

الناشط‮ ‬الاعلامي‮ /‬مصطفى‮ ‬هلال‮ ‬قال‮:‬
الحادثة كشفت خيوطاً كثيرة حول تورط قطري في إدارة عمليات نهب منظمة للآثار اليمنية عبر خلايا اخوانية مستغلين الوضع الراهن الذي يعيشه اليمن حيث شهد عمليات تهريب كبيرة ..نحن نتهم قطر بسرقة الكنز الأثري الوعل البرونزي الذي تم تهريبه من مأرب ليظهر في متاحف ومعارض دولية تتباهى به قطر كأحد موروثات العائلة الحاكمة ..ولا عجب فمن يبيع وطن وينهب مولدات الكهرباء ثم يتاجر بها ومن ينهب ثروات الوطن ويساعد المحتلين ويستثمر أوجاع اليمنين من السهل أن يسرق الآثار ويقوم ببيعها أو يقدمها هدايا لأولياء نعمته، هؤلاء لا يعني لهم الوطن‮ ‬والتاريخ‮ ‬والآثار‮ ‬أي‮ ‬شيء‮.. ‬نحن‮ ‬بصدد‮ ‬تشكيل‮ ‬لجنة‮ ‬قانونية‮ ‬لمتابعة‮ ‬هذه‮ ‬القضية‮ ‬في‮ ‬المحاكم‮ ‬الدولية‮ ‬وتعرية‮ ‬قطر‮ ‬وكل‮ ‬حكام‮ ‬الخليج‮ ‬وزبانيتهم‮ ‬من‮ ‬حزب‮ ‬الاصلاح‮ ‬وغيرهم‮.‬
تمت طباعة الخبر في: الجمعة, 19-أبريل-2024 الساعة: 02:55 م
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.almethaq.net/news/news-60139.htm