بقلم/ عبيد سالم بن ضبيع ❊ -
ست سنوات من الصبر مقابل الجور والبهتان، والصلف والكبر على شعب قُدّر له ان يكون حراً عزيزاً شامخاً.
ست سنوات دمر فيها العدوان البنية التحتية لليمن واستهدف كل شيء دون مراعاة أدنى معايير إنسانية، وجرائمه الموثقة والمستمرة وأعظمها جريمة الحصار الخانق تشهد عليه بذلك.
ست سنوات استهدف فيها المستشفيات والمدارس وصالات الأعراس والعزاء، والمزارع والمصانع والأسواق والمدن والقرى، استهدف النساء والأطفال والشيوخ، ومنع ومازال يمنع دخول المشتقات النفطية إلى ميناء الحديدة متسبباً بأزمة خانقة في الوقود ما أدى لتوقف الحياة وزيادة حجم الوفيات في المجتمع اليمني.
ست سنوات أغلق فيها تحالف العدوان مطار صنعاء الدولي، وحرمان المرضى والمحتاجين من السفر والتنقل إلا بمشقة.
ست سنوات والعدوان يتسبب في كارثة إنسانية على مستوى العالم بحسب تقارير العديد من المنظمات الدولية، ومع ذلك يقف العالم متفرجاً والشعب اليمني يموت كل يوم بسبب العدوان تارة والحصار تارة أخرى.
ست سنوات والمنظمات تسترزق باسم الشعب اليمني من خلال المؤتمرات التي تدعو المانحين للدفع فيها بسخاء، وتطلب مساعدات لتأكلها هي وتقدم لليمنيين الفتات مما تسميه مساعدات والتي اتضح أن بعضها كان منتهي الصلاحية ولم يعد صالحاً للاستخدام الآدمي، ورغم المطالبات لهذه المنظمات أن تقدم المساعدات بشكل نقدي إلا أنها تصر على أن تقدمها بشكل مواد غذائية غالباً ما تكون فاسدة أو رديئة الجودة في أحسن الأحوال.
ست سنوات والاقتصاد اليمني يعاني من تراجع في معدلات النمو وتوقف في تحسن الأداء بسبب ما قام به تحالف العدوان من نقل للبنك المركزي من صنعاء حيث مقره الرئيسي إلى عدن، ولم يقف عند هذا الحد، بل قام بطباعة كمية كبيرة تقدر بالمليارات من الريالات مما تسمى بالعملة الجديدة، أغرق بها السوق وأراد أن يتم التعامل بها حتى في المناطق التي يسيطر عليها المجلس السياسي الأعلى في خطوة خبيثة تهدف للإضرار بقوت المواطن وإفقاد العملة القديمة قيمتها أمام الدولار، الأمر الذي تداركته حكومة الإنقاذ الوطني في صنعاء وألغت التعامل بها حفاظاً على قيمة الريال في مناطق سيطرتها.
ستة أعوامٍ مضت، والعدوان يتباهى بحصاره الخانق، وبقتله وضربه الجائر، وتدمير كل ما تبقى لليمن من البنى التحتية.
ستة أعوامٍ مضت والعدوان لم يجنِ فيها شيئاً سوى أنه قد رفع من مستوى بطشه لقتل الأبرياء، وتجويع الضعفاء، والموت للمرضى بسبب جور الحصار!
ستة أعوامٍ مضت والفقر والبطالة في ازدياد، والأوبئة تنتشر بشكلٍ أكبر، فهذا الحصار والدمار هو كل ما حصدوه من عدوانهم الظالم على شعبٍ اليمن المستضعف بفعلهم والقوي بصمود أبنائه.
ست سنوات والغارات الجوية مستمرة حيث يصل إجمالي ما تعرض له اليمن من غارات جوية خلالها الى أكثر من »266.510« غارات منها ما يقارب ألف غارة منذ بداية العام الحالي 2021م.
ست سنوات مضت والحرب مستعرة والانسان اليمني باقٍ فوق ارضه يحرسها من جحيم الأعداء والعملاء وغدر الاخوة، وسيظل يصنع مجده للمستقبل ويسطر اعظم تاريخ يجد فيه ان اليمن مقبرة الغزاة.
ست سنوات مضت كانت مصدر ظلم وقهر وحصار من دول العدوان، وسنوات صمود واستبسال ودفاع مقدس وانتصارات على كل المستويات يسطرها أبطال الجيش واللجان الشعبية.
هذا هو الانسان اليمن ولن يكون الا صانع مجد وحضارة، فهل فهم الدرس الاغبياء، ام سينتظرون سنوات قادمة تكون عليهم وبالاً وسيتم التنكيل بهم من أبناء اليمن الاحرار.
❊ وزير الشئون الاجتماعية والعمل
| 
في ست سنوات من الصمود..وجدت اليمن