الميثاق نت -

الثلاثاء, 30-مارس-2021
د‮. ‬عبدالوهاب‮ ‬الروحاني‮ ‬ -
الاختلاف،‮ ‬هو‮ ‬ثقافة‮ ‬ومنهج‮ ‬وأسلوب‮ ‬حياة‮ .. ‬وهو‮ ‬حقيقة‮ ‬موجودة‮ ‬في‮ ‬كل‮ ‬الثقافات،‮ ‬ومنها‮ ‬ثقافتنا‮ ‬العربية‮ ‬والاسلامية‮.. ‬والفارق‮ ‬أن‮ ‬هناك‮ ‬من‮ ‬تعامل‮ ‬معه‮ ‬وعمل‮ ‬به‮ ‬،‮ ‬وهناك‮ ‬من‮ ‬أهمله‮ ‬وتجاوزه‮..‬
فنحن‮ ‬نقول‮ " ‬الاختلاف‮ ‬رحمة‮" ‬،‮ ‬ونقول‮ ‬بما‮ ‬قاله‮ ‬الشافعي‮ "‬رأيي‮ ‬صواب‮ ‬يحتمل‮ ‬الخطأ‮ ‬ورأي‮ ‬غيري‮ ‬خطأ‮ ‬يحتمل‮ ‬الصواب‮" .. ‬ونقول‮ ‬أيضاً‮ "‬إن‮ ‬الاختلاف‮ ‬لا‮ ‬يفسد‮ ‬للود‮ ‬قضية‮" ..‬
لكن الاختلاف (عندنا) أفسد الود وأضاع الاخلاق وخرب كل القضايا ، وظل "الاختلاف" الواعي مجرد مقولات في محفوظاتنا الثقافية .. استبدلناه في واقع حياة مجتمعاتنا العربية بالاستبداد والفساد، وورثنا بهما الاحقاد والعقد التاريخية، فقضينا على الحياة والتنوع ، وبنينا وهما‮ ‬وحصدنا‮ ‬الخراب‮ ‬والغبار‮ ..‬
بينما‮ ‬الغرب‮ "‬الكافر‮" ‬استطاع‮ ‬بتبنّي‮ ‬الاختلاف‮ ‬والتنوع‮ ‬ان‮ ‬يبني‮ ‬دولاً‮ ‬وحضارة،‮ ‬ومحتمعات‮ ‬معاصرة‮ ‬تعشق‮ ‬الحياة‮ ‬وتنتج‮ ‬للمستقبل‮ .‬
‮ ‬السلام‮ ‬حياة‮:‬
عندما‮ ‬نقول‮ ‬كفى‮ ‬حرباً‮ .. ‬نحن‮ ‬نقول‮ ‬للاخوة‮ ‬الأعداء‮ ‬وبلسان‮ ‬كل‮ ‬اليمنيين‮ ‬الذين‮ ‬انهكتهم‮ ‬الحرب‮:‬
‮- ‬ضعوا‮ ‬أسلحتكم‮ ‬جانباً
‮- ‬كفى‮ ‬قتلاً
‮- ‬كفى‮ ‬حصاراً‮ ‬وتجويعاً
‮- ‬كفى‮ ‬تمزقاً‮ ‬،‮ ‬وكفى‮ ‬تدميراً
نقول‮ ‬بصريح‮ ‬العبارة‮ ‬ابحثوا‮ ‬عن‮ ‬فرص‮ ‬للسلام‮ .. ‬فالسلام‮ ‬هو‮ ‬الحياة‮ ‬،‮ ‬واطفالنا‮ ‬هم‮ ‬حياتنا‮ ‬،‮ ‬ومن‮ ‬حقهم‮ ‬أن‮ ‬يعيشوا‮ ‬بأمن‮ ‬ومحبة‮ ‬وسلام،‮ ‬كما‮ ‬يعيش‮ ‬اطفال‮ ‬العالم‮ ‬من‮ ‬حولهم‮ .. ‬
المصيبة ان قولاً كهذا ازعج ويزعج كثيرين ، فكالوا الشتائم ووجهوا التهم كل بطريقته وعبر وسيلته .. فقالوا: "أنت خائن للوطن وللثورة والجمهورية"، وقالوا "أنت كاتب مضلل، ومهزوم نفسياً، وعميل ومرتزق"..!! وزاد آخر وجردني ببساطة من مواطنتي .. "زمن أغبر" على رأي الفنان‮ ‬المبدع‮ ‬الجميل‮ ‬صلاح‮ ‬الوافي‮ ‬في‮ "‬غربة‮ ‬البن‮" ..‬
صدقوني‮:‬
وحتى أطمئن هؤلاء الطيبين، أقول لهم، صدقوني، إنه لم يسبق لي ان استلمت لا بالريال السعودي، ولا القطري ، ولا الإيراني، ولم أستلم لا بالدرهم الاماراتي ، ولا بالدولار الامريكي، ولا بالشيكل الصهيوني، ولا بالليرة اللبنانية .. ولم أتقاضِ نقداً أو عيناً من أحد خارج‮ ‬اطار‮ ‬وطني‮ ‬الذي‮ ‬أحب‮ ..‬
رحم‮ ‬الله‮ ‬الشهيد‮ ‬الثلايا‮ ‬،‮ ‬لم‮ ‬يخطئ‮ ‬عندما‮ ‬قال‮ "‬عجبت‮ ‬لشعب‮ ‬تنشد‮ ‬له‮ ‬الحياة‮ ‬وينشد‮ ‬لك‮ ‬الموت‮" ..‬
صديقي المكابد الودود (علي) كان قد سبق الجميع ، وكتب لي رسالة خاصة تعليقاً على مقالي (كفى حرباً) ، الذي كتبته الأسبوع الماضي بمناسبة مرور ستة سنوات عجاف على الحرب في وطني الذي ينزف .. قال فيها "أعانك الله يا دكتور على ردود الأفعال من عمودك اليوم في الميثاق"‮ ..!! ‬وكان‮ ‬معه‮ ‬الحق‮ .‬
البعض يريدك إنْ فكرت أن تفكر بعقله ، وإنْ نطقت ان تنطق بلسانه .. وإنْ كتبت أن تكتب بقلمه ، والمشكلة أن هؤلاء ليس بهم عقول وليست لهم أقلام، أما ألسنتهم فعرجاء خرساء لا تجيد الا الإساءة .. والقدح والطعن في الآخرين .

تمت طباعة الخبر في: الخميس, 25-أبريل-2024 الساعة: 10:51 ص
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.almethaq.net/news/news-60311.htm