الميثاق نت -

الإثنين, 05-أبريل-2021
الميثاق نت: -
ينطبق على قناة الجزيرة المثل العربي "عادت حليمة إلى عادتها القديمة"، ولأننا نعرف أن هذه القناة التي اختير لها أن تكون في مشيخة الغاز والنفط قطر لكي تنفذ أجندة أمريكية بريطانية استعمارية غربية كان يقوم بها راديو الـ" بي بي سي"، وهذا واضح في نهج هذه القناة التي نعترف لها بقذارتها التضليلية الاحترافية والتي بها استطاعت أن تكون الصوت الإعلامي لما تُسمى بـ" ثورات الربيع العربي " والتي كان يمكن لها أن تؤدي إلى تغيير حقيقي لولا أن القوى الغربية والإخوان المسلمين وثالثة الأثافي قناة الجزيرة حولوها إلى مشروع تدميري واستطاعوا‮ ‬الانحراف‮ ‬بغايات‮ ‬الشعوب‮ ‬العربية‮ -‬التي‮ ‬تستحق‮ ‬أكثر‮ ‬من‮ ‬ثورة‮- ‬ثم‮ ‬احتواء‮ ‬تلك‮ ‬الانتفاضات‮ ‬وإعادة‮ ‬توجيهها‮ ‬على‮ ‬نحو‮ ‬شهدنا‮ ‬أكثر‮ ‬مظاهرها‮ ‬بشاعة‮ ‬في‮ ‬سوريا‮ ‬والعراق‮ ‬وليبيا‮.‬
عشر‮ ‬سنوات‮ ‬من‮ ‬الإرهاب‮ ‬والدمار‮ ‬والخراب‮ ‬والويلات‮ ‬عاشتها‮ ‬سوريا،‮ ‬وست‮ ‬سنوات‮ ‬من‮ ‬العدوان‮ ‬وسفك‮ ‬الدماء‮ ‬البريئة‮ ‬في‮ ‬اليمن‮ ‬ومازالت‮ ‬الجزيرة‮ ‬تعزف‮ ‬سيمفونيتها‮ ‬التوحشية‮ ‬مُصرةً‮ ‬على‮ ‬نهجها‮ ‬التضليلي‮ ‬الشنيع‮ ‬والبشع‮ .‬
اليوم لا يحتاج المشاهد للكثير من المتابعة والتفكير والتأمل ليكتشف الأدوار القذرة التي تقوم بها هذه القناة، فقط على المرء أن يعود إلى ماقبل مصالحة حك الأنوف وبوس الذقون في مصالحة »العلا« بين النظام القطري والنظام السعودي ليكتشف مدى زيف الإعلام التابع لتلك الانظمة وكذبه وزوره وفجوره ويكفي فقط تذكر كيف تبنت الجزيرة تحقيق العدالة في عملية اغتيال الصحفي السعودي الشهير جمال خاشقجي إلى حد اعتبر البعض تبنّيها قضية قتله وتقطيعه ومحو جثته أنها بالغت وضخمت مع أن الجريمة بشعة : ولكن ليس هذا المهم بل الأهم كيف استطاعت الجزيرة‮ ‬التراجع‮ ‬عن‮ ‬ذلك‮ ‬التبني‮ ‬وبدون‮ ‬حياء‮ ‬أو‮ ‬خجل‮ ‬أو‮ ‬احترام‮ ‬للمهووسين‮ ‬بمشاهدتها‮ ‬وكأنه‮ ‬لم‮ ‬يكن‮ ‬هناك‮ ‬أي‮ ‬صحفي‮ ‬مظلوم‮ ‬ذُبح‮ ‬وقُطع‮ ‬بتلك‮ ‬الطريقة‮ ‬الوحشية‮ .‬
وهكذا يتضح أن هذا الإعلام وُجد لتنفيذ الاجندة الامريكية والصهيونية والبريطانية، وهنا للإنصاف ليست الجزيرة وحدها " فهناك العربية والحدث وعشرات القنوات لكن جميعها لم تؤدّ الدور كما أدته الجزيرة التي شهدنا لها بالاحترافية منذ البداية .
في فترة الأزمة الخليجية وتهديد قطر بالاجتياح ومحاصرتها من قبل النظام السعودي والإماراتي طبعاً إلى جانب البحرين ومصر تغير نهج قناة الجزيرة تجاه العدوان على اليمن نسبياً وكنا نعرف أن هذا التغيير لن يطول وهو تغير في الشكل أما المضمون فبقي على حاله مرتبطاً بأجندة‮ ‬تركيا‮ ‬وطموحاتها‮ ‬الامبراطورية‮ ‬الاورطغانية‮ ‬وأدواتها‮ ‬المتمثلة‮ ‬بـ‮ (‬الأخوان‮ ‬المسلمين‮) .‬
إن هذا الإعلام لا يخجل ولا يستحي ولا يهتم لموقف وردود الأفعال من مشاهديه فهو وُجد ليخوض حرباً على شعوبنا وعقولها ووعيها لتحقيق أجندة أعداءها ولا نحتاج لسَوْق المزيد من الادلة والإثباتات في هذا المنحى .
كنا‮ ‬نرجو‮ ‬أن‮ ‬يكون‮ ‬هناك‮ ‬إعلام‮ ‬عربي‮ ‬محترف‮ ‬يوظف‮ ‬إمكاناته‮ ‬وقدراته‮ ‬الاعلامية‮ ‬لما‮ ‬فيه‮ ‬خير‮ ‬أمته‮ ‬وشعوبها‮ ‬المستضعفة‮ ‬ولكن‮ ‬نحتاج‮ ‬إلى‮ ‬الكثير‮ ‬من‮ ‬الوقت‮ ‬والامكانيات‮ ‬وإيجاد‮ ‬القدرات‮ ..‬
وتبقى‮ ‬مشكلتنا‮ ‬في‮ ‬قذارة‮ ‬انظمة‮ ‬النفط‮ ‬والغاز‮ ‬التي‮ ‬وظفت‮ ‬خزائنها‮ ‬لتحقيق‮ ‬مخططات‮ ‬أعداء‮ ‬الأمة‮.. ‬ونقول‮ : ‬إن‮ ‬الجزيرة‮ ‬ينطبق‮ ‬عليها‮ ‬المثل‮ ‬العربي‮ ‬مع‮ ‬بعض‮ ‬التصرف‮.. ‬حليمة‮ ‬لم‮ ‬تغادر‮ ‬عادتها‮ ‬القديمة‮!‬
تمت طباعة الخبر في: الجمعة, 26-أبريل-2024 الساعة: 10:09 م
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.almethaq.net/news/news-60355.htm