الميثاق نت -

الإثنين, 22-نوفمبر-2021
أحمد‮ ‬الشاوش -
أرتفعت أسعار القمح والدقيق بصورة خيالية في صنعاء وغيرها من المدن اليمنية الاخرى ، دون أي مبرر قانوني أو تفسير منطقي من حكومة الانقاذ أو جهات الاختصاص أو تجار الازمة هنا وهناك ، مسجلة حالة من الغموض والجنون والموت السريري للمواطن الذي أصبح آخر شيء في أهتمام‮ ‬الدولة‮ ‬،‮ ‬وملطشة‮ ‬للتجار‮ ‬ومراكز‮ ‬القوى‮ ‬العابثة‮ ‬التي‮ ‬ترى‮ ‬مصالحها‮ ‬الضيقة‮ ‬فوق‮ ‬كل‮ ‬اعتبار‮.‬
والعجيب أن الارتفاع المفاجئ للدقيق والقمح يأتي رغم أستقرار سعر الدولار عند 600 ريال الى جانب الاعفاء من الضرائب والجمارك الذي يجعل المواطن يلف حول نفسه سبعين لفة من تحويل عيشته الى نكد ، ما يطرح أكثر من علامة تعجب واستفهام !!؟.
كما ان صوامع الغلال وبدرومات وهناجر ومحلات التجار مكدسة بملايين الاطنان من مادتي الدقيق والقمح التي تم استيرادها منذ سنة وسنتين وثلاث بعقود وصفقات وأسعار سابقة.. حتى وإن حاول البعض يبرر ان سعر الدولار للتجار المستوردين 480 ريال فإن ذلك لايبرر الارتفاع المفاجئ
‮ ‬للاسعار‮ ‬والقتل‮ ‬البطيء‮ ‬للمواطن‮ ‬دون‮ ‬رحمة‮.‬
مايدعو للصدمة والغرابة ان وزارة الصناعة والتجارة وأجهزتها الرقابية بالعاصمة صنعاء لم تمارس دورها القانوني ومسؤولياتها الرقابية بصورة دقيقة في تكليف لجان للنزول الميداني الى صوامع الغلال وهناجر وبدرومات ومحلات التجار لمعرفة كميات الدقيق والقمح المستورد قديماً وغيرها من البضائع واثباتها وبيعها للمواطن بالتسعيرة السابقة حتى نفاد الكمية ، وحصر الكميات الجديدة من الدقيق والقمح وبيعها بالسعر الجديد والمعقول الذي يراعي مصلحة المواطن والتاجر ، ووقف أي مزايدة في الشارع.
لكن شاهد الحال يؤكد ان الحكومة عجزت عن وقف تلاعب هوامير الفساد من التجار والمسؤولين ، وان الهيئة الوطنية العليا لمكافحة الفساد تمارس صلاحياتها في الجنة دون أي قضية رغم السيارات الفارهة والموازنة والهيبة ، كما ان الجهاز المركزي للرقابة والمحاسبة خارج اطار التغطية‮.‬
لاسيما وان حالات الغمز واللمز ومايدور في الوزارة والشارع من حديث وشائعات توحي بضغوط كبيرة تتجاوز صلاحيات وزير الصناعة والتجارة الاستاذ عبدالوهاب الدرة المشهود له بالكفاءه والنزاهة ، ومن تحت سلطته بدليل التسعيرة الاخيرة الذي يقال ان الوزير اعتذر عن اعتمادها‮ ‬بينما‮ ‬وقعها‮ ‬أحد‮ ‬المتحمسين‮ ‬بالنيابة‮.‬
والمؤسف ان بعض النواب والوكلاء والمدراء لوزارة الصناعة والابواق الصحفية تحولوا الى ناطق رسمي واعلامي نيابة عن تجار القمح والدقيق والمواد الغذائية الاخرى ، مبررين بإن ارتفاع الاسعار عالمي ، وأن ارتفاع شحنات النقل بالسفن والصراع الامريكي - الصيني ، ساهم في رفع اسعار الدقيق والقمح وغيره ، ليتساءل المسؤول الشريف والمواطن الكادح اليوم من المستفيد من رفع اسعار السلع ولمن يذهب " الفارق" الخيالي ، ولماذا يواصل تجار الحروب أمتصاص دماء وأموال الشعب رغم المخزون الكبير ، وأين دور حكومة الانقاذ، وهيئة مكافحة الفساد والامن‮ ‬القومي‮ ‬في‮ ‬معرفة‮ ‬حيتان‮ ‬الفساد‮ ‬وأدواتهم‮ ‬ومايجري‮ ‬خلف‮ ‬الكواليس‮ ‬الذي‮ ‬يعمل‮ ‬على‮ ‬أثارة‮ ‬الشعب‮ ‬وتفجير‮ ‬الشارع‮ ‬،‮ ‬أم‮ ‬أنها‮ ‬تاهت‮ ‬في‮ ‬ملاحقة‮ ‬المواطنين‮ ‬في‮ ‬القهاوي‮ ‬والشوارع‮ ‬والمقايل‮ ‬؟‮.‬
والحقيقة‮ ‬ان‮ ‬الاقتصاد‮ ‬الذي‮ ‬يدار‮ ‬بالسياسة‮ ‬الفاسدة‮ ‬والعقلية‮ ‬الجامدة‮ ‬في‮ ‬صنعاء‮ ‬،‮ ‬والعقلية‮ ‬المخدرة‮ ‬في‮ ‬فنادق‮ ‬الرياض‮ ‬وأجنحة‮ ‬القاهرة‮ ‬لايمكن‮ ‬أن‮ ‬يساهم‮ ‬في‮ ‬ضبط‮ ‬واستقرار‮ ‬السوق‮.‬
وبهذه العقلية يرتفع ترمومتر الاسعار ويتحول المواطن الى صورة شبح من الجوع والفقر والبؤس والمرض .. تنتفخ بطون الفاسدين وحديثي النعمة تحت ايقاعات الرقص على جثث الشرفاء ، وعلى قول المثل " نسمع جعجعة ولا نرى طحيناً" ، سوى تصريحات وأخبار وخطابات استهلاكية لذر الرماد‮.‬
يضج الناس في غياب الرواتب وانعدام الخدمات ، يصرخ الطفل .. تنهار المرأة .. يبكي الرجال .. يئن الشيوخ .. تتفكك الاسرة .. يتمزق المجتمع .. تغيب التنمية .. ينهار الاقتصاد .. تزداد الجريمة .. يستغيث الناس .. ولكن لاحياة لمن تنادي.
فلا‮ ‬صوت‮ ‬للمجلس‮ ‬السياسي‮ ‬الاعلى‮ ‬الغارق‮ ‬في‮ ‬العسل‮ ‬ولا‮ ‬كلمة‮ ‬لحكومة‮ ‬الانقاذ‮ ‬التي‮ ‬تتنعم‮ ‬بلبن‮ ‬العصفور‮.‬
والواقع يؤكد اليوم ان المواطن اليمني يحمل من الهموم والظلم والمعاناة والاحتقار والاستهتار والابتزاز مالم تتحمله الجبال في شمال اليمن وجنوبه وشرقه وغربه دون استثناء، حتى صار كل بيت وأسرة وركن وقهوة وشارع ومقيل يحمل في صدره بركاناً من الغضب والحقد والكراهية‮ ‬والانتقام‮ ‬،‮ ‬يراهن‮ ‬الخارج‮ ‬على‮ ‬تفجرها‮ ‬عند‮ ‬أول‮ ‬غفوة‮ ‬أوحالة‮ ‬ضعف‮.‬
صناعة‮ ‬الازمات‮ :‬
وعلى عينك يامواطن .. ازمة تنطح أزمة .. ازمة أخلاق ..أزمة ضمير .. أزمة قيادة .. أزمة غاز ..أزمة بترول .. أزمة كهرباء ..أزمة معلم.. ازمة مرتب .. أزمة كتاب مدرسي .. أزمة اسعار .. أزمة خبز .. شلل في الامانة .. نزيف في المسؤولية ، حكومة بلا ارادة ، ووزير بلاصلاحيات‮ ‬ومسؤول‮ ‬بلاضمير‮ ‬وتاجر‮ ‬بلا‮ ‬اخلاق‮ ‬وشعب‮ ‬من‮ ‬دق‮ ‬له‮ ‬رقص‮.‬
أخيراً .. هل حان وقت محاسبة هوامير الفساد ومراكز القوى العابثة والمنافقين الذين حولوا السواد الاعظم من الشعب اليمني الى جائع ومتسول وتائه تحت عناوين مختلفة ومضللة ، فهل من مجيب لتصحيح المسار وكبح جماح تجار الحروب الذين تحولوا بضربة حظ الى رجال اعمال يتمتعون‮ ‬بالقصور‮ ‬والفلل‮ ‬والارصدة‮ ‬والشركات‮ ‬والعقارات‮ .. ‬أملنا‮ ‬كبير‮ .‬
تمت طباعة الخبر في: الأحد, 22-ديسمبر-2024 الساعة: 11:42 ص
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.almethaq.net/news/news-61602.htm