الإثنين, 10-مارس-2008
الميثاق نت -    كلمة الميـثاق -
الصعوبات والتحديات والأخطار السياسية والاقتصادية والأمنية لسنا وحدنا في اليمن من يعاني منها فالجميع في هذه المنطقة يعاني منها وحتى على مستوى العالم.

وهي بدون شك تختلف في مستوياتها وأشكالها ودرجة شدتها من بلد إلى آخر ليبق تعبيرها المكثف في المجال الجيوسياسي الحيوي الذي توجد فيه ويمتد من أفريقيا مروراً بالمنطقة العربية ليشمل الشرق الأوسط ولا نحتاج إلى الكثير من الجهد والتفكير لتأكيد وإيضاح حقيقة وجوده ويكفي نشرة أخبار في أية فضائية لنقف على مشهده الصعب والمعقد والذي يكشف أننا الأحسن حالاً والأقل تأثراً بما تفرز أحداثه وتداعياته والأقدر على التعاطي مع استحقاقات متطلباته إيجابياً لمصلحة الوطن وحاضره ومستقبل أبنائه.

إننا لا نقلل من تأثيرات نتائج انعكاساته علينا لكننا نراهن على حكمة شعبنا وقيادته السياسية بزعامة فخامة الأخ الرئيس علي عبدالله صالح رئيس المؤتمر الشعبي العام الذي بنظرته الثاقبة استطاع التجاوز باليمن الكثير من المصاعب والمحن التي واجهناها معتمدين على تماسك بنياننا الداخلي بوحدة أبنائه الوطنية التي أتاحت إمكانية لا محدودة للتصدي والمواجهة والانتصار وفقاً لخياراتنا ومصلحتنا الوطنية..

ولمواصلة هذا التوجه في مرحلة بالغة الصعوبة والتعقيد توجب علينا ان نكون في هذا الوطن على قدر عال من المسئولية والوعي السياسي الراشد. والذي اتضجته سنوات الوحدة المباركة التي نقف على مشارف اكتمال عامها الثامن عشر والتي لم تستطع كافة التحديات والمخاطر التي واجهت يمن الثاني والعشرين من مايو النيل من نهجها الديمقراطي الذي تكمن قوته في أنه كان خياراً وطنياً وليس مفروضاً كإملاء خارجي بفعل المتغيرات الإقليمية والتحولات الدولية التي أخذت في الآونة الأخيرة مساراً معاكساً تراجعياً عليها ومع ذلك لم تتأثر التجربة الديمقراطية اليمنية بنتائج التأثيرات السلبية التي أفرزتها الأحداث في محيطنا الإقليمي وفضائنا العالمي.

اليوم نحن بحاجة أكثر من أي وقت مضى إلى النضج السياسي وإدراك أننا بالديمقراطية والحوار قادرون على حل أعقد المشكلات وتجاوز أصعب التحيات، ولكن نحتاج إلى بلوغ الرشاد فلا مجال في ظل الأوضاع الإقليمية والعربية والدولية للمراهقة والطيش السياسي والارتهان للأصوات النشاز التي ضجيجها المتعالي يدل أنها صادرة عن عقول فارغة تدفعها أوهام اللحظة إلى الاعتقاد أنها قادرة على أعادة عجلة التاريخ إلى الوراء غير مدركة أن ما تراه ليس أكثر من سراب.. فلا يعطون لأنفسهم حجماً أكبر مما هم عليه ونحن بكل تأكيد خطابنا ليس موجهاً إلى هؤلاء بل إلى من ما زالوا نعتقد أنهم شركاء في الحياة السياسية وحريصون على مصلحة الوطن ومستقبله ويدركون أننا على مركب واحد معهم، هؤلاء نقول لهم أن الديمقراطية تعني الحكم الرشيد والدولة الراشدة وحتى نكون كذلك يفترض أن يكون لدينا أحزاب راشدة.. معارضة راشدة. وسلطة راشدة. ومجتمع راشد.

وهناك ثوابت وطنية نؤمن بها ودستور نحتكم إليه وندير خلافاتنا وتبايناتنا على هذا الأساس، ولا نترك المراهقين والمزايدين والموتورين يجرونا إلى مواقعهم ولا ندع لمن يفتعلون الأزمات والفتن أن يدفعوا بالوطن إلى مهاوي المجهول خاصة وأن نماذجه تشاهد في أكثر من بلد وليكون هدفنا جمعيا الأمن والاستقرار والتنمية في ظل الوحدة والديمقراطية والحكم الرشيد.

تمت طباعة الخبر في: السبت, 18-مايو-2024 الساعة: 01:31 م
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.almethaq.net/news/news-6222.htm