د/ فتحي أحمد السقاف ❊ - في يوم 22 مايو عام 1990م تم الإعلان الرسمي وبشكل نهائي للوحدة اليمنية هذا التحول السياسي والاجتماعي الذي شهده اليمن ونحن الآن نحتفل بذكراها الثانية والثلاثين التي لم تكن حدثاً عابراً من أحداث اليمن، بل كان الحدث الأبرز والأجل منذ قرون مضت تم الاتفاق في البداية على تعيين فترة انتقالية لعمل الدستور والقوانين المنظمة قبل إجراء أية انتخابات تشريعية، في هذه الذكرى التي تتعرض فيه وحدة اليمن وأمنه واستقراره إلى محاولة التشطير مجدداً، وإعادة عجلة التاريخ إلى الوراء، نستذكر معكم أحداث الوحدة اليمنية، مستلهمين أحداث التاريخ ومحطاته للبناء عليها والمحافظة عليها وتقوية أواصرها بين اليمنيين في كل مكان، وعدم الانزلاق إلى ما تم قبل ذلك قبل 200 عام.. الوحدة اليمنية بادرة وحدوية بناءة على الساحة العربية ستسهم في دعم التضامن والترابط العربي بما يكفل الخير لكافة شعوب امتنا العربية المجيدة ويكفينا فخراً واعتزازاً ماقيل عن الوحدة اليمنية المباركة وانا استعرض بعضاً منها..
الوحدة اليمنية إنجاز قومي في الزمن الصعب.
الوحدة اليمنية حدث تأريخي مجيد في حياة الأمة.
الوحدة اليمنية تمثل دعماً للاستقرار في المنطقة وإضافة إلى رصيد القوة العربية على امتداد العالم العربي وبداية مرحلة جديدة لتضامن عربي ووحدة عربية نحن في أمس الحاجة إليها.
يوم الوحدة اليمنية يوم من أيامنا وأعيادنا القومية لأنها تنهي التجزئة وتحقق الوحدة وترسي الأساس المتين لمستقبل عربي تكون فيه النصرة والسلام والتقدم المنشود.
إن الوحدة اليمنية في هذا الظرف الدقيق الذي تجابه فيه امتنا العربية تحديات كبرى هو نصر للعرب جميعاً وإنجاز عظيم يجسد تطلعات كل عربي وطموحه في الوحدة والتضامن.
الوحدة اليمنية هي الحدث الايجابي الوحيد في التاريخ العربي المعاصر.
الوحدة اليمنية كللت بفضل من الله تعالى بالنجاح وسوف يتذكرها بالفخر والاعتزاز أبناء اليمن وأشقاؤهم العرب في الوطن العربي الكبير.
الوحدة اليمنية تعني إعادة اللحمة واللحمة اليمنية هدية لأطفال الحجارة وللأمة العربية.
لقد جاءت هذه الخطوة المباركة متزامنة مع الجهود المبذولة من كل الساهرين على مصلحة الأمة العربية والساعين لوحدتها ووقوفها صفا واحدا في وجه أعدائها المتربصين بها.
الوحدة اليمنية إنجاز عظيم على طريق الوحدة العربية الشاملة التي تصبو إليها الأمة العربية.
الوحدة اليمنية حلم الشعب اليمني الشقيق الراسخ في استعادة وحدته المنشودة التي ناضل من اجل تحقيقها أمدا طويلا ضد الاستعمار وضد كل أشكال التفرقة والتمزق والهيمنة وضحى من أجل هذا الهدف بخيرة أبنائه البررة.
إن الوحدة في اليمن لا تعني انتصارا لأبناء الشعب اليمني الشقيق فقط لكنها انتصار لكل أبناء العروبة وبداية صحيحة لاستعادة التضامن العربي والوحدة العربية الشاملة، وباسم كل أبناء المغرب أبارك للأشقاء في اليمن هذا المنجز العظيم.
إن أهمية الوحدة اليمنية تتجسد في أنها جمعت نظامين مختلفين في نظام واحد لاشك سيكون له دور بارز على السلام والأمن والاستقرار في المنطقة.
لنا أمل أن الوحدة ستضاعف قدرات الشعب اليمني على القيام بمساهمته في قضية السلام والأمن الدولي والاستقرار وحسن الجوار في الجزيرة العربية وفي منطقة الشرق الأوسط.
إن الوحدة اليمنية تحقيق تاريخي في غاية الأهمية ستساهم بدون شك في رفاهية الشعب اليمني كما ستساهم في إحلال السلام والأمن في المنطقة.
رحبنا بوحدة اليمن هنا في ألمانيا لأنها ستكون طريقنا لإعادة وحدتنا بابتهاج عظيم.
تعد الوحدة اليمنية منجزياً تاريخياً مهماً فبعد نجاح الثورتين - سبتمبر وأكتوبر- واستقرار نظامي الحكم في صنعاء وعدن كان الحراك الثقافي والجماهيري وتطلع الشعبين في الشمال والجنوب إلى الوحدة اليمنية ضاغطاً على قيادتي الشطرين في المضي في طريق الوحدة فتمت سلسلة لقاءات واتفاقات وبيانات في هذا الطريق، نوجزها بالمحطات لأهمية الوحدة اليمنية.
مثلت الوحدة اليمنية أملاً لكل شعوب المنطقة العربية في الخروج من أزماتها المتلاحقة وبناء قوتها خاصة وأن العالم كان يتجه جزء منه نحو التوحيد وبناء الكيانات والتحالفات، وجزء آخر يتجه نحو التفكك والانهيار، وغالباً وحدة البلدان وتكتلاتها تكون سبباً لقوتها ونهضتها سياسياً واقتصادياً وحضارياً خاصة إن وُجدت قيادة رشيدة تمتلك الرؤى اللازمة والصادقة في التوجهات المخلصة في التنفيذ.
فبعد تشطير دام قرابة 200 عام تتوحد اليمن، أمل المواطنون فيها النهضة والقوة واللحاق بركب الأمم حضارياً، وكذلك حماية للوطن من الضياع والتشرذم والتمزق وحماية جغرافيتها ومياهها الإقليمية كون اليمن تقع على أهم المواقع العالمية ومضائقه وشرايينه البحرية، فضلاً عن إنهاء حالة الاحتراب والأزمات المتلاحقة بين الشطرين.
فُتح المجال للتعددية السياسية، وأتيح للناس حرية التعبير، والسير في طريق الانتخابات واختيار الشعب قيادته بنفسه سواء على المستوى الرئاسي أو البرلماني أو المحلي، وكانت هذه هي أهم المكاسب للوطن.. ونحن الآن على وشك إنهاء العدوان والاقتتال يجب علينا جميعاً الدفع بكل القوى السياسية على الساحة الى الجنوح للسلام وإنهاء الحرب فلقد واجهت الوحدة اليمنية منذ عامها الأول تحديات كبيرة جداً ومازالت، ويجب علينا كيميين ان نعمل على بناء السلام بشكل أساسي والتعامل الجاد والصادق مع الأسباب الكامنة وراء اقتتال اليمنيين فيما بينهم في المقام الأول إلى جانب دعم المجتمع لإدارة خلافاته ونزاعاته دون اللجوء إلى العنف وبالعودة إلى الحياة الطبيعية الامرٌ المرحَّب به، فإن الاستقرار غالباً ما يخفي حقيقة أن المظالم أو الأسباب الأخرى للنزاع لم تتم معالجتها إلا بالسلام والجلوس على طاولة الحوار وقد تطفو إلى السطح مجدداً ويكون الجميع سواسية أمام القانون ويكون كل فرد قادراً على المشاركة في صياغة القرارات السياسية وتكون الحكومة مسؤولة أمام الشعب ويتمتع كل فرد بإمكانية الوصول العادل والمتساوي إلى الاحتياجات الأساسية هذه هي العوامل التي إذا ما اجتمعت تمد اليمنيين بالقدرة على الصمود التي تسمح لهم بالتعامل مع خلافاتهم ونزاعاتهم دون اللجوء إلى العنف.
❊ رئيس المركز الوطني للرقابة وتعزيز الشفافية والنزاهة
|