الخميس, 13-مارس-2008
الميثاق نت -    طه‮ ‬العامري -
❊ بعيداً عن خلافنا واتفاقنا مع أحزاب اللقاء المشترك، وبعيداً عن المواقف والحسابات السياسية، أقول إن ماحدث في- محافظة الضالع- وأدى إلى إفشال مهرجان المعارضة فعل غير مقبول وسابقة خطيرة تطال المكون السيادي الوطني، فما حدث لايمس المعارضة ولايجب أن نرى فيه غير- كارثة- وأقول كارثة على ضوء معلوماتي حول الشعارات التي رفعت من قبل الغوغاء الذين لايمثلون محافظة الضالع وليس لهم علاقة بالوطن اليمني وهذا ما صرحوا به بأنفسهم عندما رفعوا شعار »لا ليمننة الجنوب«.. ومن خلال الشعار ندرك أن هؤلاء مجرد غوغاء ليس لهم قضية غير إثارة القلاقل وزعزعة السكينة وبالتالي علينا أن ندرك أن ماحدث ليس موجهاً ضد أحزاب المشترك ولكنه موجه ضد الوطن بكل مكوناته وبكل حقائقه التاريخية والحضارية والجغرافية وضد القيم والهوية الوطنية، كما هو فعل يتعارض مع كل قيم الديمقراطية وحقوق المواطنة، فليس هنا ثمة من يصادر دور الدولة ومؤسساتها السيادية وينصّب من نفسه وصياً على الوطن والمواطن ويتخذ قراراته كصاحب ولاية، وهو فعل يعرض كل من يقوم به للعقوبات والمساءلة القانونية لأنه يتعارض مع الدستور ومع قيم وتشريعات السماء والأرض ومع أعراف وتقاليد اليمنيين، وبالتالي فإن ماتعرضت له قيادة المشترك ليس موجهاً ضدها وإن كان الظاهر كذلك، بل الأمر أخطر، والوطن والدولة والكيان السيادي الوطني والقيم الحضارية الوطنية كل هذه القيم والمفاهيم كانت هي المستهدفة، وهيبة ومكانة ودور الدولة اليمنية في مقدمة الاستهداف، وعليه فإن اللحظة الوطنية وعلى ضوء كل هذه المعطيات تحتم أولاً موقفاً حازماً ورادعاً من قبل مؤسسات الدولة السيادية، ثم حواراً جاداً ومسئولاً بين الحزب الحاكم وأحزاب المعارضة يقوم على قاعدة الصراحة والجدية والشفافية وبعيداً عن المزايدات والكيد والحسابات السياسية الضيقة.. وعلى المعنيين بهذا الحوار والمسئولين عنه أن يدركوا حقيقة راسخة وهي أن الوطن أكبر منهم ومن أحزابهم وهو أكبر من هؤلاء الغوغاء، لكن وعلى قاعدة من الديمقراطية المتاحة فإن ثمة ثوابت مقدسة يجب أن تؤخذ في الاعتبار وهي ليست قابلة للتوظيف الرخيص، ومنها الوحدة اليمنية وحقائقها الحضارية والتاريخية والجغرافية، وبعد أن صرنا أمام معطيات لا يجب الاستهانة بها أو تجاهلها ولهذا دعونا نتجاوز سياسة اللعب بالنار لأنها كفيلة بأن تحرقنا والوطن، ولم يَعُد ثمة متسع للتحمل في الوسط الشعبي المثقل بعدد غير قليل من الأزمات وبالتالي نرى أن الوقت قد حان لفتح صفحة جديدة لعلاقات سياسية ليس فيها تنافر ولا كيد ولا توظيف، علينا أن نستوعب مؤشرات خطيرة ما كان لها أن تكون لولا هذا التنافر الحزبي الذي يعنون المشهد السياسي، ولولا هذا الخطاب الإعلامي غير المسئول، ولولا المشاعية في السلوك والأفعال والمواقف وهذه الإثارة التي تعنون مسار الخطاب الإعلامي والذي لاهم له وللقائمين عليه غير انتاج وتصدير خطاب التحريض وإثارة النعرات الطائفية والمناطقية وتسويق الثقافة الانعزالية والبحث عن رموز كل هذه الموبقات وتقديمهم وتسويق خطابهم بصورة مقرفة ومجردة من المهنية وقيمها الحضارية ومن قيم الولاء والانتماء الوطنيين، ولسنا على يقين من الحكمة التي تقف وراء كل هذا التحريض المدمر للسكينة والنسيج الاجتماعي، والأخطر في هذا أن الكل ربما لم يَعُد يعنيهم الوطن وأمنه واستقراره ومن ثم يأخذ البعض كل هذه الظواهر وفق رؤية ضيقة سرعان ما ينسبها‮ ‬لطرف‮ ‬دون‮ ‬أن‮ ‬يدرك‮ ‬تبعات‮ ‬وأبعاد‮ ‬الظاهرة‮.‬؟؟
لذلك أقول إن ماحدث في الضالع لايعني المعارضة بل يتصل بصورة وثيقة بالسيادة الوطنية وبهيبة ومكانة الدولة اليمنية التي هي مطالبة برعاية المناخ الديمقراطي وفق القواعد الدستورية والقانونية والثوابت الوطنية.. وماحدث في الضالع يتجاوز كل هذا ويعد فعلاً موجباً للعقاب والردع، بل إن ماحدث (خيانة وطنية) متعمدة وبالتالي لايجب السكوت عنها فالدولة هي المعنية بتوفير الأمن والاستقرار وحماية كل مواطنيها، والمعارضة جزء من الدولة والنظام والإساءة للمعارضة هو انتقاص من مكانة الدولة وهيبتها، وهذا هو رأيي وتلك هي قناعتي فيما حدث بمحافظة الضالع صباح الخميس الماضي ومثله في محافظة شبوة وهناك التطاول ذهب إلى أبعد من هذا.. والمسألة أن الدولة اليمنية وهي في مرحلة البناء والتحول بحاجة لأن تفرض سلطتها وإن بقساوة في بعض الأوقات فالله ينزع بالسلطان ما لم يُنزع بالقرآن، لكن من الأهمية أن لانغفل‮ ‬هذه‮ ‬الظواهر‮ ‬الشاذة‮ ‬ونعمل‮ ‬على‮ ‬تطويقها‮ ‬قبل‮ ‬أن‮ ‬تصبح‮ ‬شغل‮ ‬من‮ ‬لاشغل‮ ‬له‮ ‬وقبل‮ ‬أن‮ ‬تجد‮ ‬لها‮ ‬مساحة‮ ‬من‮ ‬فعل‮ ‬ورد‮ ‬فعل‮ ‬في‮ ‬الوسط‮ ‬الاجتماعي‮ ‬وبعيداً‮ ‬عن‮ ‬حسابات‮ ‬الساسة‮ ‬حكاماً‮ ‬كانوا‮ ‬أو‮ ‬معارضين‮..!!‬
وهنا أعبر عن تضامني الكامل والمطلق وغير المحدود مع وطني الذي يواجه كل هذه الظواهر الشاذة، فما أعظمك أيها الوطن وما أوسع صدرك أيها القائد الكبير والزعيم الاستثنائي وما أتعسنا وأتعس تفكيرنا.. ليحفظك الله يا وطني ويرعَ قائدك حتى ينقي عقولنا من ترسبات النكد المكتسب‮ ‬وبقايا‮ ‬نزعات‮ ‬الجاهلية‮ ‬البشعة‮..!!‬
ameritaha@gmail‭.‬com
تمت طباعة الخبر في: السبت, 18-مايو-2024 الساعة: 01:53 م
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.almethaq.net/news/news-6249.htm