الميثاق نت -

الإثنين, 27-يونيو-2022
علي‮ ‬أحمد‮ ‬مثنى -
العنف هو كل فعل لفظي أو جسدي يُحِدث ضرراً وأذى بالنفس وبالآخر وهو الرد السريع المصحوب بعصبية ولحظات غضب متفاوتة أو انفعال داخلي متبوع باعتداء جسدي او لفظي على الآخر او على الذات نتيجة ضغوط حياتية واجتماعية او موقف ما.
يوم الاحد الـ20 من يونيو كشفت كيمراء المراقبة للراي العام جريمة أمام احدى بوابات جامعة المنصورة مصر وبدافع جنون الحب والغرام الذي استولى على قلب الطالب عادل محمد عوض الله لزميلته نيرة أشرف 20عاماً وهو نوع من الحب الأعمى يؤدي الى الجنون ومن الحب ما قتل وربما‮ ‬من‮ ‬تأثير‮ ‬نوع‮ ‬من‮ ‬انواع‮ ‬المخدرات‮ ‬المنتشره‮ ‬حاللياً‮ ‬في‮ ‬الشارع‮ ‬العربي‮ ‬وهي‮ ‬وسيلة‮ ‬من‮ ‬وسائل‮ ‬الحرب‮ ‬غير‮ ‬مباشرة‮ ‬ضد‮ ‬دول‮ ‬وشعوب‮ ‬معينة‮ ‬من‮ ‬قبل‮ ‬دول‮ ‬ومنظمات‮ ‬معادية‮...‬
صحيح‮ ‬أن‮ ‬الجريمة‮ ‬بشعة‮ ‬ووحشية‮ ‬تدمع‮ ‬العيون‮ ‬وتدمي‮ ‬منها‮ ‬القلوب‮ ‬،‮ ‬توازي‮ ‬وحشية‮ ‬بعض‮ ‬القنصليات‮ ‬ووحشية‮ ‬الحيوانات‮ ‬المفترسة‮ ‬بكل‮ ‬انواعها‮ ‬وهمجيتها‮. ‬
الحب بجنون هذا القول فعلاً من حقائق العلاقات العاطفية والإنسانية منذ خلق الله البشر واخرجهم ابليس من الجنة ليسكنهم الله في الأرض وأول جريمة قتل قابيل لأخيه هابيل بدافع الغيرة والاستئثار بالبنية ...الخ
في‮ ‬جنون‮ ‬الحب‮ ‬ومنه‮ ‬ماقتل‮ ‬يقول‮ ‬المتنبي‮ :‬
إن‮ ‬الغرام‮ ‬إذا‮ ‬استولى‮ ‬على‮ ‬بشر‮..‬
أمسى‮ ‬هو‮ ‬الأهل‮ ‬والأموال‮ ‬والولد‮.‬
وعذلت‮ ‬أهل‮ ‬العشق‮ ‬حتى‮ ‬ذقتهُ‮.. ‬فعجبت‮ ‬كيف‮ ‬يموت‮ ‬من‮ ‬لايعَشقُ‮. ‬
وعذرتهم‮ ‬وعرفت‮ ‬أنني‮ ‬عيرتهم‮ ‬
فلقيتُ‮ ‬فيه‮ ‬ما‮ ‬لقوا‮ .‬
وينطبق‮ ‬على‮ ‬هذا‮ ‬الطالب‮ ‬المُجرم‮ ‬المُتيم‮ ‬والمولع‮ ‬المجنون‮ ‬بيت‮ ‬من‮ ‬شعر‮ ‬المرحوم‮ ‬ابراهيم‮ ‬عبدالقادر‮ ‬المازني‮ ‬يقول‮ ‬فيه‮:‬
فتى‮ ‬مزق‮ ‬الحب‮ ‬المبِرح‮ ‬قلبه‮...‬كما‮ ‬مزق‮ ‬الظل‮ ‬الضياءُ‮ ‬أياديا‮.‬
ولم يدون تاريخ وسيََر(بتشديد اليا) المحبين العرب في العصرين الجاهلي والإسلامي تسجيل حالة قتل بوحشية مثل هكذا بل يصاب المُحب بالجنون والصعلكة والتشرد والفيد وقول الشعر العذري العاطفي البديع (شعراءالصعاليك ومنهم شعراء المعلقات) بفعل ما لاقوه من معاناة الحب والهوى وقسوة الأهل ، رفض الحبيبة ،والأعراف القبلية والاجتماعية.. مثل مجنون ليلى ، مجنون لبنى ونبوغ شعر وفروسية العبد عنتر لعبلة....الخ، والأمور في ذاك الزمن عوافي لايتوفر فيه مؤثرات الزينة اللافتة للفتنة والمسببة للولع والاغراء (بنطلونات جنز محزوق ممزق‮ ‬من‮ ‬الركب،‮ ‬لا‮ ‬كوافير‮ ‬ولا‮ ‬مكياج‮ ‬،‮ ‬لاعدسات‮ ‬لاصقة‮ ‬ملونة‮.. ‬الخ‮).‬
الحدث‮ ‬مفجع‮ ‬ومروع‮ ‬وهناك‮ ‬أيضاًمؤثرات‮ ‬خارجية‮ ‬ربما‮ ‬لعبت‮ ‬دور‮ ‬نفسياً‮ ‬سلبياً‮ ‬ومدمر‮ ‬في‮ ‬أارتكاب‮ ‬هذا‮ ‬الفعل‮ ‬وما‮ ‬يوازيه‮ ‬من‮ ‬جرائم‮ ‬ومنها‮ ‬التربية‮ ‬الاجتماعية،‮ ‬
ثقافة التخلف والأنحطاط والتقليد ، تزييف الوعي والتحول من الرزانه والبلاغة في مفردات اللغة المعززة بالأحترام الى الفاظ التفاهة بنشر كلمات الغث والرش القبيح الممنهج لتثبيت التفاعل والقبول بواقع سلوكي سلبي غير مسبوق يتعارض والقيم والعادات العربية الأسلامية‮ ‬من‮ ‬مختلف‮ ‬المصادر‮ ‬والوسائل‮ ‬الأعلامية‮ ‬،الفنية‮ ‬وقنوات‮ ‬البث‮ ‬المباشر‮ ‬العفن‮ ‬،‮ ‬والصمت‮ ‬اللافت‮ ‬من‮ ‬قبل‮ ‬العلماء‮ ‬العقلاء،‮ ‬والمؤسسات‮ ‬المعنية‮ ‬رسمية‮ ‬وشعبية‮.‬
ماينتج ويعرض يومياً وعلى مدار الساعة عبر وسائل الاتصال والتواصل الأعلامي والأجتماعي محلي وأجنبي فضائي عام وخاص من محتوى بعض الأفلام العنف ، والمسلسلات التي لا تلامس الواقع ولا تعالج قضاياءالناس والمجتمع، كما إن الهبوط في مستوى ومضمون الأغاني وموجة الفيديو كليب (كلب بن كلب من اخترعها واخرجها او قلدها) ، ومعاني كلماتها ومغنيها وملحينها وحالات هرج ومرج وملابس مبرقعة، مرقعة مشططة ، وقبح اختيار مواقع التصوير المقززة في كثير من الحالات وعرض جسدي مثير ، مع سعي كل أطراف العمل للربحية على حساب الذوق والاخلاق والقيم‮ ‬مما‮ ‬رسخ‮ ‬ثقافة‮ ‬رديئة‮ ‬منحطة‮ ‬في‮ ‬الذوق‮ ‬والتذوق‮ ‬والسلوكيات‮ ‬تخدش‮ ‬الحياء‮ ‬وتخالف‮ ‬الآداب‮ ‬والأخلاق‮ ‬والعلاقات‮ ‬الاجتماعية‮ ‬السوية‮ . ‬
ظاهرة انتشار وتسويق وتعاطي المخدرات بكل أنواعها وتسهيل توفيرها وترويجها، والطالب المُجرم قد يكون من متعاطيها جعلته يقدم على ارتكاب جريمته الشنعاء بقتل زميلته أمام الناس بدم قطران يغلي بنار اليأس لرفضها القبول به خطيباً بعد أن أحبها بجنون ، تجاوز قدرته‮ ‬على‮ ‬التحمل‮ ‬والتحكم‮ ‬في‮ ‬نفسيته‮ ‬وأعصابه‮.‬
الحَدث مروع اقلق الأسرة المصرية والعربية وتحول الى قضية رأي عام قومي عربي واسلامي وربما دولي ، ولابد من اجراء دراسات متعمقة لظاهرة انتشار العنف الأسري والمجتمعي ودوافعه من مختلف الجهات المعنية رسمية وشعبية وتعليمية وعلماء الاجتماع والطب النفسي ،وسائل التربية،‮ ‬الاجتماعية‮ ‬،‮ ‬الدينية‮ ‬،‮ ‬ودور‮ ‬العبادة‮ ‬،‮ ‬المدارس‮ ‬الإعلام‮.‬
التدخل الرسمي وبتعاون وتنسيق إقليمي وقومي بات حتمياً لمكافحة مافيا عصابات المخدرات التي لها سلطان وفعل تجاوز الحدود وسلطان الأجهزة المعنية ونظن إن بعض عصابات التهريب والترويج لها علاقات شراكة خفية مع جهات أجنبية تخريبية عدائية تساعد في تدمير الشعوب وبالذات فئة الشباب من جانب وتتشارك في عوائدها الربحية المغرية من جانب أخر ، وآخرها كارثة انتشار مخدر الشبو وما يخلفه من نتائج كارثية على سلامة وسلوك الشباب والمجتمع والتاريخ القريب من النصف الاول من القرن الماضي يحكي عن حرب الأفيون التي شنت ضد الصين ...
الجريمة الاجتماعية وبالذات على مستوى الأسرة اليمنية والعربية التي تواترت أخبار شبه يومية بجرائم لم يعتادها المجتمع من قبل ، ربما يكون من الدوافع ، الفراغ الروحي، مُعَاناة شريحة كبيرة من الشباب من تفشي البطالة فالفراغ قاتل مدمر ، عدم كفاية الدخل أو ندرته لتلبية‮ ‬متطلبات‮ ‬الحياة‮ ‬ومواجهة‮ ‬موجة‮ ‬غول‮ ‬وحش‮ ‬الفاحش‮ ‬،‮ ‬وتأثير‮ ‬التعبئة‮ ‬الدينية‮ ‬المتطرفة‮ ‬،‮ ‬وأكيد‮ ‬هناك‮ ‬عدد‮ ‬آخر‮ ‬من‮ ‬الأسباب‮ .‬
ربنا‮ ‬يقينا‮ ‬ومجتمعنا‮ ‬من‮ ‬كل‮ ‬شر‮ ‬وبلية‮ ‬ويجنبنا‮ ‬كل‮ ‬دافع‮ ‬للجرائم‮ ‬وكوارثها‮ ‬السلبية‮.‬
والسلام‮ ‬سكينة‮ ‬وحياة
تمت طباعة الخبر في: الخميس, 28-مارس-2024 الساعة: 02:21 م
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.almethaq.net/news/news-62555.htm