الميثاق نت -

الإثنين, 01-أغسطس-2022
محمد‮ ‬اللوزي‬ -
تساقط رؤساء وزراء في اوروبا وحل برلمان إيطاليا، وبايدن يعلن أنه مصاب بكورونا والسرطان. هي إذاً حرب روسيا /أوكرانيا، جعلت الغرب يدرأ هزيمته باستقالات عدة لتغيب وجوه وسياسات وتحضر وجوه جديدة تحاول الخروج من الهزيمة بشرف إن كان ثمة شرف لهزيمة الغرب الذي أنهك البشرية باستغلاله واستعلائه ونهبه موارد الشعوب.. (بايدن) يهيئ الاعلام الأمريكي لخروجه من البيت الابيض بتقديمه كرجل عجوز مريض لايقوى على إدارة الولايات المتحدة الأمريكية. هي معاذير متلاحقة غايتها الخروج من واقع مؤلم جر نفسه الأوروأمريكي إليه، بفعل غروره ومحاولته البقاء مهيمناً، وهو أمر بات مستحيلاً بتنامي القطبية المتعددة التي تشمل روسيا والصين والهند ودولاً اخرى تنأى بنفسها عن أن تفقد سيادتها لصالح الهيمنة الغربية.. اليوم الأوروأمريكي يعمل على مداراة سوأته باستقالات وتمارض ليحل التفكير الجديد والرؤية الجديدة والقبول بتعدد القطبية، وإن على مضض فلا حيلة ولامناص من القبول بالآخر وجعله حاضراً في تمثل مصالحه ومعبراً عنها، أو أن البديل إلحاق أكبر هزيمة للغطرسة الأوروأمريكية التي وصلت الى مرحلة مفجعة في الإنحلال الأخلاقي وقهر الشعوب والتمادي في إلحاق اكبر الضرر بالمناخ نتيجة الاحتباس الحراري بفعل انبعاث الغازات والأدخنة، وهو أمر أسهمت فيه الدول المتقدمة بمستوى غير معهود في السنوات الأخيرة بفعل تكالب المصالح الاقتصادية والتقدم الصناعي الذي لم يراعٍ ابسط شروط تحسين البيئة والمناخ، بفعل جشع الدول الرأسمالية في الغرب.. الذي يجني اليوم ثمرة جشعه وتصرفاته السيئة حيال الإنسان والطبيعة، وذهابه إلى ابعد مدى في التفرد والهيمنة والتحكم بمسار مستقبل البشرية. ولعله اليوم يبحث عن خروج لما صنعته يداه من مأزق حقيقي في خلق صراعات بين الدول، وفرض حصار اقتصادي على مايسميه الغرب بالدول المارقة.. التي تحاول أن تخرج عن سيطرته واستقوائه. اليوم الغرب يعلن بمرارة عن هزيمته ويداريها بإزاحة وجوه كبيرة واستبدالها بأخرى تعمل على إيجاد حلول، لعلها تحقق شيئاً من الحفاظ على توازنه قبل أن يترنح فيسقط.. لقد استطاعت القطبية الجديدة أن تعلن عن نفسها، وأن تمضي باتجاه مستقبل أفضل خالٍ من الهيمنة الأوروأمريكية. وهو أمر لم يكن ليتحقق لولا تهور الغرب وتعاليه وتماديه في استغلال الشعوب ونهبها، تارة باسم حقوق الإنسان وأخرى بصناعة حروب في أماكن متفرقة من العالم.. لعل الحرب في اليمن أحد مخرجاته التي ترتد اليوم عليه بفعل الحرب الروسية/ الأوكرانية، التي فرضت ارتفاعاً حاداً في اسعار الوقود بما لايحتمله الأوروأمريكي.. ولعل اليمن كدولة مهمة في منطقة الخليج والجزيرة موطن الثروات الطبيعة والموارد الكبيرة المصدرة للطاقة، قد جعل الحرب اليوم أكثر خطراً على الغرب الذي يسعى ومعه الدول البترودولارية الى إخمادها بعد أن أشعلها لجني أموال طائلة من خلال بيع السلاح. والخلاصة أننا أمام متغير مهم وغير عادي يتحقق من خلاله معادلة جديدة هي القطبية، وبروز الدول الفقيرة الى مستوى القادرة على الوقوف في وجه الاطماع والتحديات التي يفرضها الغرب.. واليمن ضمن هذه الدول التي تنجز نصراً يستحق أن يشار إليه في خضم الصراع الغربي الروسي.. والسؤال هل تقدر سلطة الأمر الواقع أن تنتهز فرصة هذه الحرب لتحقق حضوراً مهماً ومكاسب كبيرة؟ أم أنها ستدخل مرحلة التململ والعجز عن تشوف القادم؟.. المتبقي من أيام الهدنة‮ ‬الوجيزة‮ ‬تكشف‮ ‬لنا‮ ‬عن‮ ‬ذلك‬‬‬‬‬
تمت طباعة الخبر في: الأربعاء, 24-أبريل-2024 الساعة: 02:28 م
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.almethaq.net/news/news-62700.htm