الميثاق نت -

الأربعاء, 10-أغسطس-2022
أ‮.‬د‮ ‬أحمد‮ ‬مطهر‮ ‬عقبات‮❊‬‬‬‬‬‬ -
يطفئ المؤتمر الشعبي العام شمعته الأربعين بعد مسيرة حافلة بالمنجزات والتحديات المختلفة، فقد بدأ نشاطه السياسي ببلورة الميثاق الوطني وأدبياته كدليل نظري مهم يسير على خُطاه في إنجاز مهامه التنظيمية والسياسية وتحديد توجهاته في مسار العمل الوطني طيلة أربعة عقود‮.‬‬
ولاشك أن المؤتمر الشعبي العام قد خاض تجربة تستحق الدراسة والاهتمام ، سواء في نشاطه التنظيمي والسياسي ، أو في مواجهته التحديات التي فُرضت عليه ضمن رياح التغيير التي عصفت بالبلاد في ظروف صعبة استطاع خلالها الحفاظ على توازنه وتوثيق ميزان تجديف سفينته إلى بر الأمان بفضل وسطيته واعتداله وقناعة قياداته وأعضائه بصوابية أهدافه الموثقة في ميثاق الوطنية الذي شاركت في صياغته جموع الشخصيات اليمنية من مختلف التوجهات السياسية وترتيب فصوله بما يتلاءم وتطلعات شرائح المجتمع المختلفة نحو البناء والتنمية وتأمين الخدمات الأساسية‮ ‬وتوحيد‮ ‬الرؤى‮ ‬الوطنية‮ ‬في‮ ‬السياسات‮ ‬الداخلية‮ ‬والخارجية‮ ‬والسعي‮ ‬قُدُماً‮ ‬نحو‮ ‬التطوير‮ ‬والتحديث‮ ‬في‮ ‬كافة‮ ‬المجالات‮ .‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬
لقد ساعد المؤتمر الشعبي العام في تثبيت قوامه التنظيمي الشعبي الذي يمثل شرائح المجتمع المختلفة قبوله بالآخر ومشاركته القوى السياسية العمل الوطني وتوحيد التراب اليمني أرضاً وإنساناً، الأمر الذي وضعه في طريق المعادلة الوطنية التي يصعب معها الاستغناء عن وجوده.
ويظل الميثاق الوطني على الدوام دليلاً نظرياً وعملياً في رسم السياسات والنشاطات التنظيمية ومحوراً ومرتكزاً أساسياً في التعاطي مع التوجهات الوطنية وعلاقاته بالقوى السياسية والاجتماعية وبلورة مواقفه الداخلية والخارجية باستقلالية تنبع من الولاء الوطني والمصلحة العامة لليمن الموحد. فقد ورد في محتويات الميثاق الوطني مثلاً، أن الولاء الوطني مبدأ شريف لاينسجم بأي حال من الأحوال مع التبعية أيا كان شكلها أو نوعها ، وبمعايير تتمثل في الحفاظ على سيادة الوطن واستقلاله باعتبار ذلك قمة المصلحة العليا للوطن وعقيدته ، وأي تبعية خارجية مادية أو فكرية أو التزام تنظيمي ، يعتبر خيانة وإضراراً بالمصلحة الوطنية العليا وإخلالاً بالولاء الوطني، وغيرها من التعصبات التي تمزق الوحدة الوطنية وتضر بمصلحة المواطن والوطن. وقد اشتمل الميثاق الوطني على المبادئ والقضايا الأساسية التي تهم الجميع ، بهدف الوصول إلى تلاحم جميع الفئات والعناصر الوطنية ، شعباً وحكماً، في موقف واحد يتحرك في ظل الاستقرار والأمن باتجاه تأكيد وترسيخ قواعد النظام الجمهوري على أسس ديمقراطية حقيقية ، وتجسيد أهداف الثورة فكراً وسلوكاً ، ودفع عجلة التنمية من أجل ازدهار وتقدم‮ ‬اليمن‮ .‬‬‬
وعموماً فإن الميثاق الوطني وأدبياته كانت ولا تزال تترجم تطلعات الشعب اليمني في بناء دولته الحرة والمستقرة بسيادة وطنية تكفل الأمن والاستقرار والتنمية المستديمة، مما يعني أن أربعين عاماً من وجود المؤتمر الشعبي العام وميثاقه الوطني الشفاف الذي يؤمن بوجود الآخر في وطن يتسع لجميع أبنائه بقدر كافٍ من الوسطية والاعتدال ، يرسخ ديمومة بقائه ومشاركته في كل النشاطات المجتمعية واستغلال كفاءة كوادره في البناء والتعمير وإدارة مؤسسات الدولة وبمشاركة الآخرين في الحفاظ على توحيد الجبهة الداخلية بانسجام وتعاون كاملين وفي إطار‮ ‬المصلحة‮ ‬العليا‮ ‬للوطن‮.‬‬‬‬‬
بقي القول بأن المؤتمر الشعبي العام في عيده الأربعين قادر على مواجهة التحديات بأنواعها وأشكالها المختلفة ، معتمداً في ذلك على قواعده العريضة ومبادئه المنبثقة من الميثاق الوطني وشفافية تعامله مع الآخرين بقواسم وطنية مشتركة في وطن يتسع للجميع.

‮❊ ‬عميد‮ ‬معهد‮ ‬الميثاق‬‬‬
تمت طباعة الخبر في: الجمعة, 29-مارس-2024 الساعة: 12:40 م
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.almethaq.net/news/news-62747.htm