الميثاق نت -

الإثنين, 03-أكتوبر-2022
أ‮.‬د‮/ ‬عبدالخالق‮ ‬هادي‮ ‬طواف -
تحتفل بلدان العالم بأحداثها الوطنية تغمرها السعادة والفرح بأيامها الوطنية إلا اليمني بحالته البائسة وظروفه السوداوية وفقره المدقع وتكالب الصديق والعدو عليه ولكنه رغم ذلك يجد في صدره متسعاً للفرح، فهو سبتمبر الذي أعاد لليمني كرامته المهدورة خلال عشر حقب ونيف‮ ‬يقاسي‮ ‬الأمرَّين‮ ‬ويرى‮ ‬الاغراب‮ ‬تتحكم‮ ‬في‮ ‬بلده‮ ‬وكأنه‮ ‬دار‮ ‬خراج‮ ‬فتح‮ ‬بالسيف‮ ‬ويقاسي‮ ‬الأمرَّين‮ ‬نتيجة‮ ‬قرار‮ ‬أجداده‮ ‬الميامين‮ ‬دعم‮ ‬الإسلام‮ ‬ونشره‮ ‬في‮ ‬الآفاق‮..‬
تتميز 26 سبتمبر عن غيرها من الثورات بأنها لم تكن طلباً لمستوى معيشي افضل او للقضاء على نظام قمعي او رجعي فحسب، ولكنها جاءت كقدر داهم لهدم أصنام طالما طلبت السجود والركوع لها من دون الله واعتبرت الدين مجرد وعاء لغرف السمن والبيض وأكل حقوق الناس والإثراء من جهودهم‮ ‬وابقائهم‮ ‬يقاسون‮ ‬شظف‮ ‬العيش‮ ‬وألم‮ ‬الملسوع‮ ‬على‮ ‬كرامته‮..‬
جاءت هذه الثورة العالمية لتقول للعالم أنا اليمني الأول في التحضر والبناء والتقدم والرقي ولن أسمح للأفاقين والأدعياء ان يركبوا على ظهري وهكذا كانت سبتمبر 26 .. كانت موقفاً لن يتبدل ضد كل من سولت له نفسه ان يضع نفسه في مستوى اعلى من البقية ويعتقد أنه افضل منهم‮ ‬ولكن‮ ‬شتان‮ ‬بينه‮ ‬بين‮ ‬اليمنيين‮ ‬عمار‮ ‬الأرض‮ ‬وصناع‮ ‬الفخار‮ ‬ومن‮ ‬لمسوا‮ ‬السماء‮ ‬بأيديهم‮ ‬ولاكوا‮ ‬السحاب‮ ‬بأسنانهم‮ ‬وتزينوا‮ ‬بنجوم‮ ‬السماء‮ ‬على‮ ‬صدورهم‮.‬
هكذا جاء يوم 26 سبتمبر كي يعيد الافتخار الى نفس كل يمني ويربطه بتاريخه ويطلع على إنجازات اجداده وينبهر بحجم تأثيره على البشرية جمعاء فقد طاف الأرض وسيفه يخط في الارض وقيمه يخط احداثاً تاريخية غيرت مسار البشرية
رغم الهزة الاجتماعية التي استهدفتها ثورة 26 سبتمبر إلا انها حافظت على النسيج الاجتماعي ولم تمارس انتقامات او تنصب المشانق بل ادمجت الجميع في الحكم والإدارة والثروة والفرص المتساوية، وحتى لو حدثت انتكاسات فثورة بهذه العدالة والسماحة ستنتصر وتنتصر حتى لو تتالت‮ ‬هزائمها‮ ‬فهي‮ ‬الأصل‮ ‬وما‮ ‬سواها‮ ‬استثناء‮ ‬وقد‮ ‬يدوم‮ ‬الاستثناء‮ ‬سنوات‮ ‬طويلة‮ ‬حتى‮ ‬يبدو‮ ‬للمراقب‮ ‬انها‮ ‬قد‮ ‬ماتت‮ ‬ولكنها‮ ‬ثورة‮ ‬متجددة‮ ‬تجأر‮ ‬في‮ ‬وجه‮ ‬القبح‮ ‬مهما‮ ‬طال‮ ‬وقت‮ ‬سكونها‮..‬
إن سبتمبر حياة ونماء وتجدد مستمر ولن تخبو اوارها وسعيرها الا وقد أحالت من يعتبر نفسه أعلى منها مجرد ربح يسقط ويتدحرج من أعلى الشجرة، فاليمن طيبة ولا تقبل الا الطيبة والكرامة والأصول والخلق والتعايش..

تمت طباعة الخبر في: الأربعاء, 26-يونيو-2024 الساعة: 07:52 ص
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.almethaq.net/news/news-63029.htm