الميثاق نت -

الإثنين, 07-نوفمبر-2022
طه‮ ‬العامري‮ ‬ -
يهرول بعض العرب للتطبيع مع العدو الصهيوني والمبررات الجاهزة هي أن هذا التطبيع لمصلحة القضية الفلسطينية ولمصلحة الشعب العربي في فلسطين ومع كل تطبيع يزداد التوحش الصهيوني ويزداد الدم العربي الفلسطيني نزيفاً ودائرة القتل تتسع واعداد الجرحى تزداد والاعتقالات بحق أبناء فلسطين تتسع وهدم البيوت والتهجير ولم يقدم المطبعين شيئاً للمواطن الفلسطيني، لم ينقذ المطبعون العرب مواطناً فلسطينياً من القتل بدم بارد على يد مستوطن صهيوني متوحش، أو يمنع جيش الاحتلال من ممارسة سياسة القتل اليومي، لم ينقذ المطبعون العرب بيتاً فلسطينياً من الهدم؟ ولم يمنع المطبعون حكومة الكيان من التوسع في بناء المستوطنات ومصادرة المزيد من الأراضي العربية في فلسطين، لم ينقذ المطبع العربي المسجد الأقصى من الاقتحامات اليومية والتدنيس اليومي لأولى القبلتين وثالث الحرمين؟!.
أجبر النظام العربي القيادة الفلسطينية والشعب الفلسطيني بالقبول (بالمبادرة العربية للسلام) التي كتبها الكاتب الأمريكي (توماس فريدمان) عام 1982م بطلب من ولي عهد السعودية -يومها- الأمير عبدالله بن عبدالعزيز الذي قدمها بدوره لقمة الرباط نفس العام وتم رفضها عربياً وفلسطينياً فمورست ضغوطات شتى على القيادة الفلسطينية والشعب الفلسطيني ليقبلوا بهذه المبادرة وإجبار العرب بالقبول بها وفعلاً تم القبول بالمبادرة عام 2002م في قمة بيروت، ولم يقبل بها الصهاينة ولم تدافع السعودية عن مبادرتها التي أجبرت الأمة على القبول بها،‮ ‬ولم‮ ‬يدافع‮ ‬النظام‮ ‬العربي‮ ‬عن‮ ‬هذه‮ ‬المبادرة‮ ‬أو‮ ‬يلزم‮ ‬الصهاينة‮ ‬بالالتزام‮ ‬بها‮ ‬رغم‮ ‬أنها‮ ‬كتبت‮ ‬بناء‮ ‬على‮ ‬طلبهم،‮ ‬وكتبها‮ ‬واحد‮ ‬منهم‮!.‬
الأمر ذاته يتكرر مع فلسطينيي الداخل حاملي الجنسية الصهيونية الذين يدخلون انتخابات الكنيست ويشاركون في الحكومات المشكلة من قبل الاحتلال والمبرر هو حماية الشعب الفلسطيني ولم يحموا بدورهم مواطنا من الاعتقال أو القتل أو الطرد أو التجويع والحصار، لم يحموا الأعراض‮ ‬ولا‮ ‬المقدسات‮ ‬ولكنهم‮ ‬حموا‮ ‬مصالحهم‮ ‬وحافظوا‮ ‬على‮ ‬مكاسبهم‮ ‬التي‮ ‬يحصلوا‮ ‬عليها‮ ‬من‮ ‬الاحتلال‮!.‬
منصور عباس (الإخواني) في الكنيست الصهيوني الذي يلجأ إليه الصهاينة في تنافسهم فيما بينهم على الحكم ليرجح كفة على أخرى والثمن هو دم الشعب العربي في فلسطين لا فرق بين بعض الفلسطينيين (الخونة) وبعض العرب الذين يستمدون شرعية مواقفهم تجاه فلسطين الأرض والقضية والإنسان‮ ‬من‮ ‬مواقف‮ ‬بعض‮ ‬الفلسطينين‮ ‬أمثال‮( ‬منصور‮ ‬عباس‮) ‬الذي‮ ‬يزعم‮ ‬انتماءه‮ ‬للحركة‮ ‬الإسلامية‮ ‬ولكن‮ ‬إسلامه‮ ‬إسلام‮ ‬سياسي‮ ‬بامتياز‮..!!.‬
لا أعرف حقاً كيف استطاع البعض تضليل العقل العربي وتتويه المواطن العربي بحكاية أن (التطبيع) سيجلب السلام والحرية لفلسطين؟ أو أن التطبيع يخدم القضية الفلسطينية؟ سواء تعلق الأمر بمطبعي الأمس أو مطبعي اليوم الذين يقدمون خدمات مجانية للعدو ويعملون على تعزيز وترسيخ‮ ‬وجوده‮ ‬على‮ ‬تراب‮ ‬فلسطين،‮ ‬بل‮ ‬ويشجعونه‮ ‬على‮ ‬مواصلة‮ ‬القتل‮ ‬والأسر‮ ‬ومصادرة‮ ‬الأراضي‮ ‬وتهجير‮ ‬أصحاب‮ ‬الأرض‮ ‬والحق‮ ‬والتنكيل‮ ‬بهم‮ ‬وهدم‮ ‬منازلهم‮ ‬واقتلاع‮ ‬اشجارهم؟‮!.‬
حقاً الصهاينة ليسوا هم اعداء الأمة ولا هم أعداء الشعب الفلسطيني بل إن اعداء فلسطين وشعبها وحقوقهم هم بعض العرب وبعض الفلسطينيين أمثال الأنظمة المطبعة، وأمثال (منصور عباس) ومن على شاكلته، ومعهم أولئك الذين يقاتلون على السلطة والحكم والتسلط ويوظفون مواقفهم ضد العدو من أجل استحواذهم على السلطة، بل ينظرون للسلطة كأولوية على مقاتلة العدو ودحر الاحتلال أولئك الذين غابوا عن ميدان المعركة عقوداً طويلة وحين ظهروا، كانت أولى مهماتهم ضرب القضية وتجزئتها حتى صرنا نسمع عن قضية (غزة) وقضية (رام الله) وقضية (نابلس) وقضية ‮(‬الشيخ‮ ‬جراح‮) ‬وقضية‮ (‬شعفاط‮) ‬وقضية‮ (‬حي‮ ‬سلوان‮) ‬وكأنه‮ ‬لم‮ ‬يعد‮ ‬هناك‮ ‬قضية‮ (‬فلسطين‮)‬؟‮!.‬
اللعنة‮ ‬على‮ ‬التطبيع،‮ ‬والمطبعين‮ ‬ومن‮ ‬يصدق‮ ‬ان‮ ‬فلسطين‮ ‬سوف‮ ‬تتحرر‮ ‬عن‮ ‬طريق‮ ‬المفاوضات‮ ‬والتطبيع‮!.‬
للعلم لبنان رسم الحدود مع الاحتلال بطريقة غير قانونية ومنافية لكل القوانين الدولية، إذ تم وفق قرار التقسيم الدولي الصادر من الأمم المتحدة عام 1947م والذي اتخذته الأمم المتحدة واشترطت على كيان الاحتلال الاعتراف بهذا القرار مقابل أن تعترف الأمم المتحدة به وبكيانه،‮ ‬وفعلا‮ ‬اعترف‮ ‬الكيان‮ ‬بقرار‮ ‬التقسيم‮ ‬آنذاك‮ ‬والقاضي‮ ‬بتقسيم‮ ‬فلسطين‮ ‬لدولتين‮ ‬صهيونية‮ ‬وعربية،‮ ‬والحدود‮ ‬البحرية‮ ‬بين‮ ‬لبنان‮ ‬وفلسطين‮ ‬تقع‮ ‬في‮ ‬نطاق‮ ‬الدولة‮ ‬العربية‮!!.‬
يعني‮ ‬أن‮ ‬العرب‮ ‬ورغم‮ ‬حديثهم‮ ‬عن‮ ‬القضية‮ ‬العربية‮ ‬الفلسطينية،‮ ‬يعملون‮ ‬على‮ ‬ترسيخ‮ ‬وجود‮ ‬الاحتلال‮ ‬الصهيوني‮ ‬على‮ ‬حساب‮ ‬الحقوق‮ ‬المشروعة‮ ‬للشعب‮ ‬الفلسطيني؟
تمت طباعة الخبر في: الجمعة, 14-مارس-2025 الساعة: 01:48 م
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.almethaq.net/news/news-63206.htm