الميثاق نت -

الجمعة, 09-ديسمبر-2022
د‮. ‬عبدالوهاب‮ ‬الروحاني -
الاستقلال‮ ‬كلمة‮ ‬جميلة‮ ‬فيها‮ ‬بريق‮ ‬وسحر‮ .. ‬نصوغ‮ ‬حروفها‮ ‬منمقة،‮ ‬ننقش‮ ‬لها‮ ‬الكلمات،‮ ‬وننظم‮ ‬لأجلها‮ ‬الشعر‮ ‬والنثر‮.. ‬ونحن‮ ‬اليمنيين‮ ‬بالذات‮ ‬نعشق‮ ‬التغني‮ ‬بها‮ ‬كثيراً‮.. ‬نجوع،‮ ‬ونعرى‮ "‬نموت‮ ‬ويحيا‮ ‬الوطن‮"..‬
منذ العام 1967م كان الاستقلال جزءا من حياة شعبنا، وكنا -على الاقل- نحتفل بيوم 30 نوفمبر من كل عام، ونفرح ونحن متأكدون ان الاستعمار قد رحل، ولم يعد بيننا جندي اجنبي يدنس ارضنا، أو يتحكم بمياهنا، ويعبث بجزرنا..
اليوم‮ ‬يهل‮ ‬علينا‮ ‬يوم‮ ‬الاستقلال‮ ‬ليس‮ ‬لنحتفل‮ ‬به،‮ ‬وانما‮ ‬لنحيي‮ ‬ذكراه‮ ‬فقط‮ .. ‬نتذكر‮ ‬من‮ ‬ضحى‮ ‬من‮ ‬اجلنا،‮ ‬ونعلّم‮ ‬ابناءنا‮ ‬ان‮ ‬الاستقلال‮ ‬مَرَّ‮ ‬من‮ ‬هنا‮.. ‬لكن‮ ‬بدون‮ ‬احتفال‮ .. ‬

اتدرون‮ ‬لماذا؟‮!‬
طبعاً، لأننا فرطنا باستقلالنا، وأصبحت بلادنا تحت سلطة "الانتداب"، لم نفرط فقط بالقرار، وانما فرطنا بالأرض ايضا، وجلبنا بأيدينا من يسلبنا استقلالنا، وينتهك سيادتنا، فقرارنا اصبح رهنا بإرادات قوى دولية واقليمية، ويقف على أرضنا غزاة، وطامحون يعبثون فيها متى يشاؤون‮ ‬وكيفما‮ ‬يشاؤون‮.‬
لدينا قيادات سليبة ومرتهنة، مشبعة بالتبعية والتفريط، لا يهمها أمر الوطن، ولا يعنيها استقلاله.. كما لا يعنيها جاع الشعب أم شبع، تشرد أم مات، بقدر ما يعنيها مصالحها وحجم استثماراتها، وصورها و"بريستيجها".. واسألوا -إن شئتم- "اصحاب الفخامة الرؤساء اليمنيين "‮ ‬الذين‮ ‬بات‮ ‬يصعب‮ ‬علينا‮ ‬تذكر‮ ‬اسمائهم،‮ ‬لكثرتهم‮ ‬وتعدد‮ ‬مناصبهم‮..!!‬
هذه القيادات التي تتعامل ببرود تام مع قضايا الارض والانسان، لم تعد تهتم لقضية وطنية اسمها "الاستقلال"، فهؤلاء قد أسلموا أمرهم للمتصرف بشئونهم، وشئون العباد والبلاد.. وببساطة لم يعد فيهم من يجرؤ حتى على التذكير بيوم الجلاء .. يوم طرد آخر مستعمر بريطاني من‮ ‬البلاد‮.. ‬لأن‮ ‬البريطانيين‮ ‬عادوا‮ ‬بثوب‮ ‬اماراتي‮.‬

الولاء‮ ‬للمستحمر
لعل اصدق تعبير عن واقع الحال الملكي والمؤلم هو ذهاب "صاحب الفخامة" رشاد العليمي وبعض رهطه يوم الاستقلال إلى أبو ظبي لتقديم الولاء والطاعة "للمستحمر" الجديد، وللأسف كان التوقيت غير مناسب، واصبحوا (جميعهم) ينفذون أجندة غير وطنية.
جاءهم الرد سريعاً من الشعب.. بسطاء القوم، الذين جابوا شوارع عدن، واحتفوا بالمناسبة بطريقتهم، لأنهم ما يزالون مسكونين بالكرامة، ومايزالون يعيشون الاستقلال والوطن.. .. أما زعامات التصوير والشاشات فقد باعت الكرامة وباعت الوطن..
‮ ‬كل‮ ‬عام‮ ‬والوطن‮ ‬بخير،،،

آخر‮ ‬الكبار
‮ ‬المقالح‮ ‬الذي‮ ‬لم‮ ‬يمت‮.. !‬
رحل‮ ‬آخر‮ ‬الكبار‮ ..‬
وترك‮ ‬فينا‮ ‬حزناً‮ ‬يملأ‮ ‬السماء‮ ‬والارض‮.. ‬
رحل‮ ‬الشاعر،‮ ‬والاديب،‮ ‬والناقد،‮ ‬والثائر‮ ‬المقالح‮ .. ‬وترك‮ ‬فينا‮ ‬حروفاً‮ ‬من‮ ‬ذهب‮..‬
امتلك‮ ‬الكلمة،‮ ‬فأحدث‮ ‬ثورة‮ ‬في‮ ‬الشعر‮ ‬والفن‮ ‬والادب‮..‬
وامتلك‮ ‬الحقيقة،‮ ‬فأعاد‮ ‬كتابة‮ ‬التاريخ‮ ‬وأصَّل‮ ‬للثورة،‮ ‬وكتب‮ ‬معزوفة‮ ‬نادرة‮ ‬للشعب‮ ‬والوطن‮ ..‬
أمسك‮ ‬بزمام‮ ‬الرأي‮ ‬فأسس‮ ‬لمدرسة‮ ‬جديدة‮ ‬في‮ ‬النقد‮.. ‬وترك‮ ‬سفراً‮ ‬هائلاً‮ ‬من‮ ‬الإبداع‮..‬
سيكتب‮ ‬التاريخ‮ ‬أن‮ ‬الدكتور‮ ‬عبدالعزيز‮ ‬المقالح‮ ‬عاش‮ ‬ولم‮ ‬يمت‮.. ‬
تمت طباعة الخبر في: الخميس, 18-أبريل-2024 الساعة: 10:27 م
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.almethaq.net/news/news-63366.htm