الميثاق نت -

الإثنين, 06-فبراير-2023
توفيق‮ ‬الشرعبي -
تاريخ بريطانيا في هندسة المنطقة العربية وبدرجة رئيسية المشرق العربي لايختلف علبه اثنان ، لاسيما مايخص التقسيم وفقاً لاتفاقية "سايكس بيكو" المتعلقة بتقسيم الامبراطورية العثمانية ، واتفاقية "وعد بلفور" لإقامة دولةٍ لليهود في فلسطين ، وهو مانجحت فيه بريطانيا وأبقى‮ ‬لها‮ ‬حضورها‮ ‬وتأثيرها‮ ‬حتى‮ ‬بعد‮ ‬انسحابها‮ ‬لصالح‮ ‬الولايات‮ ‬المتحدة‮ ‬الامريكية‮ ‬نتيجة‮ ‬الحرب‮ ‬العالمية‮ ‬الثانية‮ ‬والتي‮ ‬ظلت‮ ‬بريطانيا‮ ‬مرجعيتها‮ ‬في‮ ‬نفوذها‮ ‬بالمنطقة‮..‬
الدور البريطاني في اليمن قديم ويعود الى القرن التاسع عشر ،والتنافس على السيطرة والهيمنة في هذه المنطقة مع فرنسا والذي يمكن ارجاعه الى الحملة الفرنسية بقيادة "نابليون" على مصر نهاية القرن الثامن عشر ومطلع التاسع عشر..
فقد بدأ اهتمام بريطانيا باليمن كجزء من المشرق العربي بعد تلك الحملة والتي فيها بدأت تظهر فكرة شق قناة السويس لربط البحر المتوسط بالبحر الاحمر والذي يكتسب اهمية في الاحتفاظ والدفاع عن مستعمراتها في شرق آسيا ،ولم يبدأ تنفيذ مشروع قناة السويس إلا بعد أن تمكنت‮ ‬بريطانيا‮ ‬من‮ ‬احتلال‮ ‬عدن‮ ‬والسيطرة‮ ‬على‮ ‬مضيق‮ ‬باب‮ ‬المندب‮ ‬والساحل‮ ‬اليمني‮ ‬الجنوبي‮ ‬والشرقي‮..‬
هذه اللمحة التاريخية الجيوسياسية تضيء على حقيقة الدور البريطاني في أزمات وصراعات وحروب المنطقة بصفة عامة واليمن بشكل خاص ، والذي أهميته في ظل المتغيرات التي يشهدها العالم يستعيد أهمية اليمن بالنسبة لصراعاته الاستراتيجية وتحديداً بريطانيا وامريكا..ومن هنا يُفهم عودة المستعمر القديم من جديد للإمساك بملف الحرب العدوانية على اليمن وبملف الحل السياسي فيه -طبعا- وامام بريطانيا وخلفها الولايات المتحدة الامريكية والأجندة الصهيونية في البحر الأحمر وباب المندب وخليج عدن..
كل هذا يفضي بنا إلى الحقيقة التي طالما تحدثنا عنها وهي أن السعودية والامارات ليستا أكثر من أدوات لتلك الأجندة ولانحتاج إلى تأكيد الدور البريطاني من خلال الإشارة الى وجود بريطانيا في رباعية تحالف العدوان على اليمن ، وكذا تبني بريطانيا لقرارات مجلس الامن حول‮ ‬اليمن‮..‬
وفي هذا المنحى تأتي التصريحات التي أطلقها السفير البريطاني المدعو ريتشارد اوبنهام الداعمة للإجراءات المتخذة من قبل حكومة المرتزقة برفع سعر الدولار الجمركي على البضائع المستوردة -والتي تحتاج الى الوقوق امامها كثيرا وقراءة ومعرفة ماوراء تصريحات سعادة السفير ‮ ‬فيما‮ ‬يخص‮ ‬الجرعة‮ ‬الاقتصادية‮ ‬التي‮ ‬تأتي‮ ‬ضمن‮ ‬أهداف‮ ‬عدوان‮ ‬التحالف‮ ‬السعودي‮ ‬المستمر‮ ‬على‮ ‬اليمن‮ ‬للعام‮ ‬الثامن‮ ‬على‮ ‬التوالي‮ ‬والذي‮ ‬تعد‮ ‬بريطانيا‮ ‬جزءا‮ ‬منه‮ ‬وهي‮ ‬حقيقة‮ ‬لم‮ ‬يحاول‮ ‬السفير‮ ‬مواربتها‮ ‬او‮ ‬تمويهها‮..‬
فكلام السفير بالمعاني المباشرة والمضامين المتوارية خلف لغته الدبلوماسية تعطي لمن تابع تصريحاته ان بريطانيا تتجاوز مفهوم الحليف للسعودية والامارات وتتعداها الى انها هي المعنية باهداف العدوان على اليمن.واذاما ربطنا ماقاله السفير بالدور الذي لعبته وتلعبه بريطانيا‮ ‬الحالمة‮ ‬باستعادة‮ ‬مجدها‮ ‬الاستعماري‮ ‬الامبراطوري‮ ‬للمنطقة‮ ‬في‮ ‬ضوء‮ ‬المتغيرات‮ ‬التي‮ ‬تشهدها‮ ‬ويشهدها‮ ‬الوضع‮ ‬الدولي‮ ‬ندرك‮ ‬الدور‮ ‬البريطاني‮ ‬في‮ ‬الوضع‮ ‬االذي‮ ‬يعشه‮ ‬اليمن‮ ‬ومعاناة‮ ‬أبنائه‮.!!‬
تمت طباعة الخبر في: الجمعة, 29-مارس-2024 الساعة: 07:28 ص
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.almethaq.net/news/news-63718.htm