الميثاق نت -

الإثنين, 27-نوفمبر-2023
حاوره/ رئيس التحرير -
أكد مستشار المجلس السياسي الأعلى البروفيسور/ عبدالعزيز الترب أن الثلاثين من نوفمبر 1967م يوم اسثنائي في تاريخ الوطن وطوى فيه اليمنيون حقبة استعمارية دامت 129م عاماً.

وقال الترب إن الوطن يمر بمرحلة عصيبة حيث تسعى القوى الاستعمارية القديمة بواسطة أدواتها في المنطقة للعودة الى الجزء الجنوبي الواقع تحت الاحتلال مع أصوات نشاز لعودة اليمن لما كان عليه قبل 22 مايو 1990م.

وأشار الى أن العوامل اليوم مهيأة للخروج ضد المحتلين الجدد وتطهير اليمن من دنسهم.

 

< ما مدلولات ذكرى الاستقلال في هذه المرحلة العصيبة التي ينبري خلالها البعض مطالباً بالإضرار بالاستقلال الوطني والعودة إلى الماضي التشطيري؟

- شكراً لصحيفة »الميثاق« على الاستضافة في هذه الذكرى الوطنية المجيدة ونؤكد هنا أن الثلاثين من نوفمبر يوم استثنائي في تاريخ اليمن والوطن العربي عموماً، طوى اليمنيون فيه حقبة استعمارية دامت 129 عاماً، مارس الاحتلال البريطاني خلالها كل أشكال الظلم والقهر والنهب والتسلط..ويمثل خلاصة نضالات دامت أكثر من أربع سنوات وامتداداً لثورة الرابع عشر من أكتوبر التي فجرها الثوار الأحرار من جبال ردفان عام 1963م، لتشكل واحدة من أبرز الثورات العربية التي قامت ضد أعتى إمبراطورية استعمارية، لم تكن تغيب عنها الشمس، وأجبرتها على الرحيل من عدن منكسرة وذليلة.

نعم الوطن اليوم يمر بمرحلة عصيبة حيث تسعى القوى الاستعمارية القديمة بواسطة أدواتها في المنطقة للعودة بالوطن وخاصة الجزء الجنوبي الواقع تحت الاحتلال الى الوصاية الخارجية، ونسمع دعوات من هنا وهناك وهي أصوات نشاز بالطبع الى إعادة اليمن الى ماكان عليه قبل 22 مايو 1990م حقبة التشطير لتسهل اعادته الى حضن الاستعمار سواء بواسطة الامارات او السعودية، فما نلاحظه اليوم في المناطق الجنوبية للأسف هو السعي لتحقيق ذلك فقد عاد الاستعمار بشكله الجديد إلى المحافظات الجنوبية، تحت مسمى التحالف الأمريكي السعودي الإماراتي ليتطابق في تحركاته وأطماعه مع سلفه البريطاني الذي يُعد شريكاً أساسياً في العدوان على اليمن ويسعى من خلال شراكته تلك إلى تحقيق حلمه بالعودة إلى جنوب الوطن.

 

< الموقف الإقليمي الداعم لأصوات الانفصاليين وخاصة الإمارات هل يدرك عواقب دعمه هذا على أمن واستقرار المنطقة بل على وحدة الإمارات نفسها؟

- مثلما سعى الاحتلال البريطاني منذ البداية للسيطرة على الجزر والممرات المائية الاستراتيجية اليمنية، تتسابق دول تحالف العدوان السعودي الإماراتي ومن ورائها قوى دولية إلى احتلال الجزر اليمنية والسيطرة على نفس الممرات المائية التي تتحكم في خطوط التجارة العالمية..

وهنا اؤكد اننا اليوم أمام حقبة جديدة تتبلور خلالها مشاريع التحرر من الاستعمار الجديد بعد أن أدرك أبناء اليمن وخاصة المحافظات المحتلة ان المحتل الجديد هدفه الرئيس تدمير البلد ونهب الثروة وتمزيق النسيج الاجتماعي، وأصبح الوعي اليوم بطرد المحتل هو السائد والوقت قد حان لحمل السلاح وتطهير اليمن من دنس المحتلين وأزلامهم من العملاء والخونة والمرتزقة..إن الكفاح المسلح  هو السبيل الوحيد لإنقاذ البلد من أطماع وضد ما تمارسه دول الاحتلال من تدخلات سافرة تلحق الضرر بمركز وسيادة الدولة اليمنية وتعمل على تغذية التيارات المناطقية والانفصالية في المحافظات الجنوبية، تماماً كما كانت تدعم بريطانيا المشيخات والسلاطين قبل العام 1967م.

كما احب ان اشير هنا الى ان العوامل اليوم مهيأة للخروج ضد المحتلين الجدد فمثلما كانت هناك عوامل عدة ساعدت على تعجيل خروج الاستعمار في نهاية شهر نوفمبر بعد أربع سنوات من الكفاح المسلح المتدرج، وما تخلله من تباينات بين رفاق الكفاح المسلح، ليكون العام 1967م فاتحة خير لتكتل القوى الوطنية بقيادة الجبهة القومية، وخصوصاً بعد مؤتمر حُمر الثالث، وانسلاخ الجبهة القومية عن جبهة التحرير والعمل بشكل مستقل، ما ساعدها على الارتقاء بالعمل الفدائي إلى مستوى المجابهة اليومية مع قوات الاحتلال في عدن، اعتباراً من مطلع 1967م، وإقامة سلطة الجبهة القومية في الأرياف ومحاصرة مدينة عدن وتحريرها نهائياً وانتزاع الاستقلال والحرية في 30 نوفمبر.. ستعاد عجلة التاريخ وسيتم طرد المحتلين الجدد وتخليص الوطن من رجسهم ومخططاتهم الخبيثة.

 

< ما الذي ينبغي أن تتخذه مختلف القوى اليمنية بالرغم من تبايناتها من أجل الحفاظ على الاستقلال والوحدة والحاضر والمستقبل اليمني؟

- لليمن موقع مميز دائما وكان محل أطماع القوى الكبرى فمثلا باب المندب أعطى لليمن موقعاً استراتيجياً على مستوى العالم، لقد جعلها دولة متفردة وقادرة على تعزيز قدراتها العسكرية والسياسية والاقتصادية إن هي أحسنت استثماره واستغلاله، لتتمكن من أن تكون دولة فاعلة ومؤثرة في المنطقة والعالم.

ما قامت به قواتنا المسلحة اليمن من كسر الهيمنة الصهيونية في البحر الأحمر واحتجاز السفينة جلاكسي ليندر، اثبتنا للعالم مقدرتنا على الاستقلال وتحقيق السيادة المطلقة مثلما تمكن الأبطال في 30 نوفمبر من صنع الاستقلال المجيد وأهمية عيد الاستقلال تكمن في أنه مثل انتصاراً معنوياً وسياسياً ليس لليمن فحسب، وإنما للدول العربية، كونه جاء بعد نكسة يونيو 1967م، ما أكسبه بُعداً قومياً، وجعل منه مناسبة عربية أكثر من كونه مناسبة يمنية خالصة.

 
تمت طباعة الخبر في: الإثنين, 20-مايو-2024 الساعة: 12:37 م
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.almethaq.net/news/news-65115.htm