الميثاق نت -

الإثنين, 27-نوفمبر-2023
عزيز زيد -
لا يعني الاستقلال تحرير الأرض من الاحتلال وبراثن الغزو الخارجي بقدر ما يعني أيضاً تحرير العقل أولاً وبما يعمل على ترسيخ وتجذير قيم الاستقلال في السيادة على كافة قضايا الوطن المصيرية والحفاظ على ديمومة استمراره حرا فاعلا قادرا على اتخاذ قراراته بروح وطنية عالية تستلهم مصالح الوطن العليا وتدفع بكل الطاقات والإمكانات الوطنية باتجاه الحفاظ عليها

مفاهيم عظيمة عن الاستقلال تتزاحم في ذهني وذاكرتي بمناسبة ذكرى الاستقلال الناجز لوطننا في الـ30 من نوفمبر المجيد في العام 1967م وجميعها لاريب مثل وقيم استقلالية كم وطننا اليوم بحاجة إليها.. وان يتعامل معها بعقلية مستقلة متحررة من كافة المنغصات. والمشاريع الضيقة التي طالما يستغلها أعداء الوطن من اجل وأد الاستقلال والعودة بالشعب إلى أتون الصراع والتطاحن والمرجعيات الضيقة أكانت مناطقية أو مذهبية أو طائفية وتحت مبررات واهية لا تعكس من قريب أو بعيد الاستقلال الوطني المتسلح بالعقلية الثاقبة والمستوعبة لكافة التحديات والمخاطر ..

ولاشك أن ما نرصده اليوم في وطننا اليمني العظيم الذي ضحى من اجل الاستقلال وقدم من أجله كل غالٍ ونفيس من دماء أبناءه ومن مقدراته وإمكاناته لبلوغ استغلال يعيد له عظمته الحضارية والوطنية .

نجد للأسف الشديد أصوات النشاز تتعالى من يوم لآخر مطالبة صراحة بالإضرار بالاستقلال الوطني والعودة بالوطن إلى عهود التشرذم والتصدعات والصراعات الطاحنة .

وان تجد في الوقت ذاته هذه الأصوات قوى خارجية تدعم مشروعها وتبث من خلالها سمومها وتمزق من خلالها السياج الوطني واللحمة الوطنية وأثارت النزعات المناطقية بعد أن تمكن الوطن لبرهة مت الزمن من إخمادها تحت راية الدولة اليمنية الجامعة لكل أبناء اليمن.

ولكون ذكرى الاستقلال الناجز لوطننا تأتي اليوم في ظل تحديات كبرى فإن على كل الشرفاء الاستغلال الأمثل لهذه المناسبة وفي نشر المزيد من الوعي بأهمية الاستقلال وطبيعة ما يواجهه اليوم من مؤامرات وكشف وتعرية كل أهدافها ومأربها وكذا تحديد الأولويات الملحة التي ينبغي على مختلف القوى القيام بها من أجل الحفاظ على الوطن واستقلاله باعتبار ذلك تحدٍ وجودي لابد على الجميع التعامل معه كاتجاه إجباري من أجل الحفاظ على اليمن القوي بدولته الحديثة وإرادة أبناءه الحرة..

وبهذا يكون احتفالنا بالاستقلال فاعلاً ومثمراً وليس كمناسبة شعارية سرعان ما تتلاشى بعد بضعة أيام وتلك مسئوليتنا جميعا أفراداً وأحزاباً وجماعات وأطر مدنية ونخبوية فالخطر أن لم نواجهه بعقلية مستقلة بعيدا عن مختلف الأمراض المجتمعية سنجد أنفسنا نغرد خارج سربنا الوطني وعند ذلك يسود الضياع ومن ثم البدء في البحث عن وطننا من جديد الذي تخلينا عنه عنوة وسلمناه لبراثن الاعداء لتقضي على كل قيم الاستقلال والروح الوطنية .

وكل عام ووطننا بخير ..

واستقلال مجيد بإذن الله ..

 
تمت طباعة الخبر في: السبت, 31-أغسطس-2024 الساعة: 10:49 م
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.almethaq.net/news/news-65134.htm