الميثاق نت -

الأربعاء, 06-ديسمبر-2023
نايف‮ ‬أحمد‮ ‬القانص -
العقيدة‮ ‬الايمانية‮ ‬اليهودية‮ ‬التي‮ ‬تغذيها‮ ‬الخرافات‮ ‬
انها قيد غير معلن ولكنها حاضرة في كل شيء، ومستبطنة بقوة بحيث لا تترك للضمير الفردي أي هامش للحركة أو للنقد؛ والضمير الفردي نفسه مسيطر عليه ومهيأ للصدع بأوامر الممثل البشري لرب خارجي صعب المراس(الصهيونية)، لا يعطي (عهده) لشعبه إلا بشرط ان يخضع له هذا الشعب كلياً‮ ‬وله‮ ‬وحده،‮ ‬إنه‮ ‬شعب‮ ‬مختار،‮ ‬وأرض‮ ‬موعودة،‮ ‬وطقوس‮ ‬جامدة‮ ‬يقتصر‮ ‬الاعتراف‮ ‬بها‮ ‬على‮ ‬امة‮ ‬واحدة‮. ‬
من هذا المنطلق ترى الصهيونية ان بقية البشر عبارة عن حيوانات سخرت لخدمتها، ومن يخالفها او يقف امام مشروعها الاستيطاني او بالاصح(الشيطاني) في الارض الموعودة لا يستحق الحياة ولا فرق بين طفل او شاب او امرأة او شيخ الجميع يستحق الموت طالما هم يشكلون خطراً عليهم، فالرباط الاجتماعي للصهيونية هو لاهوتي - سياسي كلياً، ولا يترك خارجه اي محيط خاص. وينتظم هذا الرباط حول التمييز بين مجموع اليهود المؤمنين الذين يرتبطون بهذه المنظومة الخرافية وبإله غيور على سلطته وعلى أوصافه التي لا يشاركه فيها احد وبين الوسطاء (الحاخامات‮) ‬المخولين‮ ‬بنشر‮ ‬الدين‮ ‬وبما‮ ‬يعتقدون‮ ‬انه‮ ‬متضمن‮ ‬في‮ ‬النص‮ ‬المقدس‮.‬
كما‮ ‬ان‮ ‬مقولة‮ ‬شعب‮ ‬الله‮ ‬المختار‮ ‬تنص‮ ‬على‮ ‬احتضان‮ ‬المؤمنين‮ ‬من‮ ‬اليهود‮ ‬وطرد‮ ‬الآخرين،‮ ‬بحيث‮ ‬تنصهر‮ ‬الجماعة‮ ‬وفق‮ ‬امتثالية‮ ‬قاسية‮ ‬تنظمها‮ ‬اطروحة‮ ‬العهد‮ ‬مع‮ ‬إله‮ ‬مختص‮ ‬بشعب‮ ‬وحيد‮.‬
ما يقوم به الصهاينة اليوم في غزة هو تطبيق لهذه الخرافة حيث تتلاحم هذه الجماعة الصهيونية الفئوية مع نفسها من كل بقاع الارض وكما نرى ذلك على ارض الواقع تجمعهم الهوية الخيالية : وهي هوية الشعب المختار من الله، المفضل على الشعوب الاخرى المعتبرة بنظرهم كافرة لا تستحق الحياة، لقد أتيحت لهم الفرصة المناسبة لتطبيق نص سفر التثنية (7) الذي يؤمنون به عندما خاطب موسى العبرانيين بهذه العبارات: (وإذا أدخلك الرب إلهك يهوه إلى الأرض التي انت داخل إليها لترثها وطرد من امامك أمماً كثيرة، الحثيين والجرجاشيين والأشوريين والكنعانيين والفرزيين والحويين واليبوسيين، سبع امم اكثر وأقوى منك، وأسلمهم الرب يهوه إلهك بين يديك، وضربتهم فحرِّمهم تحريماً.لا تقطع معهم عهداً ولا ترأف بهم، ولا تصاهرهم، ولا تعط ابنتك لابنهم، ولا تأخذ ابنتهم لابنك، لانه يبعد ابنك عن السير ورائي، فيعيد آلهة اخرى،‮ ‬فيغضب‮ ‬الرب‮ ‬يهوه‮ ‬عليكم‮ ‬ويبيدكم‮ ‬سريعاً‮.‬
بل اصنعوا بهم هكذا: تدمرون مذابحهم وتكسرون أنصابهم وتحطمون أوتادهم المقدسة وتحرقون تماثيلهم بالنار، لأنك شعب مقدس للرب يهوه إلهك، وإياك اختار الرب يهوه إلهك لتكون له شعب خاصّته من جميع الشعوب التي على وجه الارض).
ما سبق لم يكن من التاريخ فحسب لان التطبيق اليهودي يغذي في أيامنا هذه المفهوم الحصري للأمة الاسرائيلية، حتى اصبح مفهوماً معترفاً به في الغرب، بتأثير الصهيونية، رغم انه يناقض مفهوم الأمة في العالم كله، وينكر حق الفلسطينيين في ارضهم، وألا يقيم للمواطن العربي اي وزن، انها دولة قائمة على كيان عرقي - ديني اصولي، يتصف بالتمييز العنصري، وهو ما قامت عليه الحركة السياسية -الدينية غوش أمونيوم (كتلة المؤمنين) التي قامت بعد الحرب العربية الاسرائيلية في 1973م بهدف تفعيل تهويد تام لدولة اسرائيل، كما تهدف الى غزو الأرض الفلسطينية‮ ‬باسم‮ ‬العهد‮ ‬الماضي‮ ‬بين‮ ‬إله‮ ‬إسرائيل‮ ‬وبين‮ ‬الشعب‮ ‬المسمى‮ ‬مختاراً،‮ ‬والذي‮ ‬قيدت‮ (‬الارض‮ ‬الموعودة‮) ‬باسمه‮. ‬
وتبدو‮ ‬عوارض‮ ‬غوش‮ ‬امونيوم‮ ‬تستعمل‮ ‬المفهوم‮ ‬التوراتي‮ ‬لأرض‮ ‬إسرائيل‮ ((‬Eretz‮ ‬Yirael‮)) ‬لقلب‮ ‬المفهوم‮ ‬الحقوقي‮ ‬لدولة‮ ‬اسرائيل‮.‬
حكومة‮ ‬نتنياهو‮ ‬نموذج‮ ‬الاصولية‮ ‬الصهيونية‮ ‬وما‮ ‬تمارسه‮ ‬اليوم‮ ‬من‮ ‬جرائم‮ ‬ابادة‮ ‬بحق‮ ‬الفلسطينيين‮ ‬في‮ ‬غزة‮ ‬يثبت‮ ‬كل‮ ‬ما‮ ‬ذكرناه‮ ‬أعلاه،‮ ‬انها‮ ‬النازية‮ ‬الجديدة‮ ‬بكل‮ ‬صفاتها‮ ‬القبيحة‮ ‬التي‮ ‬ترفض‮ ‬التعايش‮ ‬مع‮ ‬الامم‮.‬

تمت طباعة الخبر في: السبت, 21-ديسمبر-2024 الساعة: 03:56 م
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.almethaq.net/news/news-65169.htm