الميثاق نت -

الجمعة, 23-فبراير-2024
د.عبدالوهاب الروحاني -
قصص موت لا تتوقف في مخيمات ومدارس وشوارع وأحياء غزة.. كل قصة تحكي سردية مأساوية مُبكِية تدمي القلب وتمزق الفواد ..

مئات الأطفال يموتون يومياً تحت الأنقاض.. آخرون تقطع أطرافهم، ينزفون دماً ويموتون في الطرقات والمستشفيات التي يمنعون عنها الضوء والماء والدواء.. شيوخ ونساء وشباب يُقتلون كل لحظة وكل دقيقة وكل ساعة بنيران أكثر الجيوش إرهاباً ونازيةً..

هذا الجيش "الأكثر أخلاقية" -كما يسمونه- يطلق طائراته المُسيَّرة تقصف دراجة هوائية، وتقصف باصاً ينقل نازحين، وحماراً يجر عربة تحمل نساء وأطفالاً هرباً من موت إسرائيلي يلاحقهم.. ودبابة تفجر مخبزاً وتردم بئراً، وقناص يتعقب ويصطاد امرأة تحمل رضيعها وتهرب خائفة مذعورة في شارع مظلم ومقفر..

130 يوماً ومائة ألف ضحية من ضحايا حرب الإبادة الجماعية التي يرتكبها جيش الاحتلال بحق الفلسطينيين، والعالم يتفرج في صمت مطبق حد الموت.. دمر كل شيء، وقتل وجرح حوالي 100 ألف مواطن فلسطيني 75% منهم أطفال ونساء..

*جيش من اللصوص

هذا الجيش الأكثر إرهابية في العالم يلاحق جنوده الأطفال والنساء في الشوارع والأحياء كالكلاب المسعورة ويوسعونهم ضرباً وسحلاً ثم قتلاً، فقط لأنهم فلسطينيون؛ توجيهات قياداتهم تقول لهم بالحرف: "اقتلوا أي مشتبه فلسطيني صغيراً أو كبيراً، شيخاً أو طفلاً أو امرأة دون الحاجة للإبلاغ".. أحد جنودهم التقط صورة مع مُسِن فلسطيني عاجز وبعد ساعة وجدوا جثته مرمية في أحد جانبي الطريق..

الجيش الذي يدَّعي أنه أكثر أخلاقية يُخْلِي المربعات والأحياء السكنية ثم يدخل جنوده البيوت والعمارات ويسرقون ما خف وزنه وغلى ثمنه.. لصوص يسرقون مقتنيات الغزاويين وأموالهم، ينهبون التحف ولعب الأطفال، والذهب وحلي النساء، وشاشات التلفاز، والتلفونات.. ويفاخرون أنهم يسرقون..!!

لعلكم شاهدتم ذلك الجندي الصهيوني (قبل مصرعه) وهو (على الهواء) يهدى خطيبته في عيد ميلادها قلادة سرقها من بيت فلسطيني، ويروي بزهو كيف ومن أين سرقها..!! ولابد أنكم شاهدتم ثلة من اللصوص وهم يحتشدون حول خزنة في بيت فلسطيني يسرقون محتوياتها.. ينهبون كل شيء يقفون عليه حتى الكلاب والأحذية.. سرقوا جثث الشهداء، بعد أن قاموا بتجريف ونبش أكثر من 1200 مقبرة في القطاع..!!

*تحالف الجبناء

الجيش الذي يدَّعي أنه "الأكثر أخلاقية بين جيوش العالم" يقول إنه يقاتل وهو يقتل ويدمر بوحشية وسادية غير مسبوقة.. يرتكب في حربه الهمجية في غزة بمعدل 100 مجزرة يومياً.. فقط يدمر ويقتل ليستهدف ما تبقَّى فيها من أمل وحياة..

• قصفوا أكثر من 322 ألف وحدة سكنية، دمروا منها 68 ألف وحدة تدميراً كاملاً، ودمروا 192 مسجداً و3 كنائس ضمنها كنيسة الروم الأرثوذكس - ثالث أقدم كنائس العالم- وسط مدينة غزة..

• دمروا أكثر من 40 مستشفى ومستوصفاً وأخرجوها عن الخدمة، ضربوا وأحرقوا سيارات الإسعاف، منعوا دخول الدواء، وقتلوا أكثر من 360 من الاطباء وطواقم الإسعاف والكوادر الطبية..

• طالت جرائمهم حوالي 303 مدارس دُمرت أغلبها وأخرجت ما تبقى منها عن الخدمة، قتلوا 3587 من طلبة وطالبات المدارس، ومئات من الكوادر التعليمية، والصحفيين في استهداف مباشر مقصود ومتعمد..

هذا هو الجيش "الأكثر أخلاقية" كما يزعمون.. جيش سارق وجبان وتحالف خائف، لا يقاتل كما تقاتل الجيوش وإنما يدمر ويقتل.. جمع كل قوته الحربية ضد حركة مقاومة وطنية صغيرة تنشد الأمن والسلام لشعبها.. قوتها عزيمتها وإيمانها بقضيتها العادلة..

تحالف جبان أشعل الأرض والسماء في بقعة صغيرة من خارطة العالم، وألقى عليها 68 ألف طن من المتفجرات، نجح في تدمير كل شيء، لكنه فشل في كسر المقاومة، وفشل في خنق إرادتها.
تمت طباعة الخبر في: السبت, 27-يوليو-2024 الساعة: 11:58 ص
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.almethaq.net/news/news-65588.htm