الميثاق نت -

الإثنين, 04-مارس-2024
عبدالرحمن بجاش -
كلما تضيق بي اللحظة، ألجأ إليها فأذهب وأتجول، وأنسى التشويه الذي لم ينقطع قولاً وعملاً …
أهمس إلى الجدران: ها أنذا ، من مررتُ بجانبك عشرات المرات، وأصبحنا أصدقاء.. أغني أغنية الحب للأبواب العتيقة، وسبل الماء، والمقاشم، والسماسر، والمآذن.. تستقبلني بحضنها، تفتح يدها، أضطجع إلى جانبها الأيسر حيث القلب، أظل أداعبها، أبتسم في وجهها، أتلمس صدرها، أهمس في أُذنها: أعشقك يا صنعاء رغماً عن الذين جرفهم غبار الجدران، وأنا لا أراهم، أراكِ أنتِ، عزيزة مهابة، سيدة المدن، حكايتكِ معي حكاية عاشق ومعشوق، العاشق أنا والهيمان، والمعشوقة صنعاء التي حَوَتْ كل فن …
صنعاء الكبيرة التي تعرف كيف تعشق، كيف تحب وتهوى، وتُخلِص لمن يُخلِص لها وأنا أول المخلصين …
هذا بوح لك يا صنعاء يا سيدة المدن، يا هائمة في الشعر والفن.. رعى الله صنعاء …
أنا عاشقك يا صنعاء من أول الفجر حتى الهزيع الأخير من الليالي التي يستكب عليكِ فيها شلال ضوء القمر من على كتفي غيمان ….
ياصنعاء أنتِ أُمُّنا، ومن نَهْدَيْكِ رضعنا الحب والمحبة والعفو والغفران وكبرنا، لا ننظر إلى ما بين أرجلنا، وعندما أتينا من مدن البدايات كُنْتِ الحاضنة لمشاعرنا، لحبنا.. والأمان كُنْتِ له عنواناً ….
لا تنظري إلا إلى من يعشقكِ يا صنعاء، غير عاشقيكِ لا يستطيعون أن يكونوا بمقامكِ، لسبب واحد وحيد أنكِ صنعاء …
لك السلام …
لك القُبَل …
لك أشواقنا …
لك عشقنا …
وفي الليالي العابسات تكونين لنا سراجاً من ضوء الهزيع الأخير…
سلام عليكِ، على أبنائكِ الكبار، على جدرانكِ الحنونة، وهمس ليالي الشوق، وحلاوة كعك العيد، وهمس العيون التي في طَرْفها حَوَرٌ….
ياصنعاء نحن نكبر بكِ لأنك تترفعين عن الصغائر، وتظلين تنظرين إلى الأفق حيث قمة عيبان، ومن باب اليمن الذي دخلنا منه إلى حضنكِ كُنْتِ ومازلتِ الأُم الرؤوم …
ولا عزاء لمن لا يحبكِ..

يا صنعاء ما أزال العاشق المتيَّم ، ولا تزالين عِشقي ..
والصباحات تبكي على النبوس، وأنا أهيم في الأبهر أبحث عن رائحة القهوة.. عُدْتُ فجر أمس من هناك خالي الوِفاض فقد مات النبوس وهجر المقهى ..
تمت طباعة الخبر في: الجمعة, 21-يونيو-2024 الساعة: 08:02 م
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.almethaq.net/news/news-65641.htm