الميثاق نت -

الإثنين, 04-مارس-2024
محمد اللوزي -
ياعزيزي الغرب كله بقَضّه وقضيضه يتضامن بلا حدود ويقدم مساعدات مالية هائلة لـ(أوكرانيا) كجنس أبيض، ويقدم أسلحة متطورة جداً، ويخرج في تظاهرات مئات الآلاف من أجل أوكرانيا، ويكشف الغرب بهذا التضامن غير المسبوق أنه عنصري حقيقةً، ففي حين تُقهر شعوب وتُذل وتُنتهك سيادتها في بلدان العالم الثالث، كغزة مثلاً وهي تتعرض لإبادة جماعية ودمار هائل وعدوان على شعب أعزل غير مسبوق في التاريخ البشري، وفي حين أمريكا تعيق وقف العدوان بإسقاطها القرار الأممي الداعي إلى إطفاء جهنم باستخدام (الفيتو)، وبريطانيا تنحاز بقوة ضد رغبات البشرية وتشجع على الإبادة الجماعية لشعب فلسطين.. إزاء كل هذا لا نجد في المقابل أي مظاهر للتضامن مع ماهو إنساني إلا ماهو عابر، ومساعدات وهمية، ألا تلاحظ الساسة الأوروبيين كأنهم لاينامون من أجل (أوكرانيا) ويصعّدون لدرجة الانتحار من أجلها ويتباكون على النازية الجديدة، لمجرد أن روسيا ترفض( الناتو) على أبوابها.. حسناً ماذا لو بجانبك جار مُؤذٍ يريد أن يتضافر مع عدوك من أجل هزيمتك، ويرفض الحياد ما الذي ستفعله؟..
الغرب إنه يرانا غير أسوياء وغير جديرين بالحياة.. ثمان سنوات حرب وأمريكا والغرب تبيع السلاح للتنكيل بنا، ولا نجد غير أصوات منفردة تتعاطف.. الغرب يكشف بهذه المواقف عن شوفينية قاهرة استعلائية ونفاق سياسي قذر.. الغرب دمر العراق واعترف بخطئه ولم يعتذر، حتى اعتذار تأفُّفٍ منه.. الغرب شيطان حقيقي؛ علينا أن ندين وبقوة سياسة قهره للشعوب وإذلالها، والغرب عليه أن يدرك أن ما يحدث اليوم هو بفعل تراكمات من سياسة الاستقواء والاستعلاء والهيمنة التي لن تستمر.. ودعني ياصديقي أقول لك: روسيا اليوم تدافع عن الشعوب المقهورة في المحصلة، وإن كانت تدافع عن نفسها، هي اليوم ترفض القطب الواحد، وما يعانيه المستضعفون من قهر بسبب هيمنته وغطرسته.. روسيا تريد عالماً متعدد الأقطاب.. أنا مع هذا العالم المتعدد.. أرجو أن ندرك أبعاد هذا التطاحن والتضامن والتجاذب.. أن نقف بصدق مع الشعوب المُحِبة للسلام، مع المستضعفين في هذا الكوكب الملوث بنفايات الغرب اللعين.. علينا أن نمجّد كل رصاصة تُطلَق باتجاه الصهيونية لأنها رصاصة حرية ومحبة وسلام وإنقاذ المستضعفين، وانتماء جوهري للعدالة والحرية ولقيم الإنسانية.. علينا أن نكون منحازين للمحاصرين من أهلنا في غزة، وأن نقف إجلالاً ومهابةً للمقاومة وهي تخربش المخطط الغربي السيئ في حق هذه الأمة وجَعْلها تابعة خانعة ذليلة مستلَبة الإرادة منقوصة السيادة.. فعل المقاومة فعل خلَّاق، ينجز مهاماً تاريخية، يحقق إرادة شعوب، يكسر وهم الاستعلاء الصهيوأوروأمريكي على بلداننا.. يدمر المؤامرة التي لاتنتهي منذ "سايكس بيكو" وماقبلها ومابعدها حتى الراهن من التعب والاستحواذ على مقدرات الشعوب في بلدان أفريقيا وآسيا.. الغرب اللص من يصنع المآسي والدمار ليبقى متفوقاً على حساب الشعوب المضطهَدة وحقها في الحياة والحرية والكرامة والسيادة.
تمت طباعة الخبر في: الأحد, 23-يونيو-2024 الساعة: 01:40 ص
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.almethaq.net/news/news-65646.htm