الميثاق نت -

الإثنين, 04-مارس-2024
طه العامري -
عشر سنوات والبلاد وأهلها يعيشون حالة رعب وخوف وقلق، فهناك حرب داخلية وشعب منقسم ونخب تلعن بعضها وتستنجد بالخارج ضد بعضها، وهناك عدوان خارجي مركب، عدوان خارجي لا يهمه إبادة الشعب أو تجويعه وحصاره ولا يهمه إنْ عاش هذا الشعب موحداً أو ممزقاً أو حتى أن يتحول إلى كانتونات مقسمة تتنازعها الأفكار العنصرية والطائفية والمذهبية والحزبية والقِبلية.. وشعب أصبح يتسول مقومات الحياة الأساسية، فيه أكثر من 25مليون يحتاجون للمساعدات الإنسانية وهذا لم يحدث في تاريخه حتى في (سنة القصع) الذي كانت فيه أدسم وجبة تتناولها الأسرة هي (وجبة العلفق أو الحلص)..؟!
رائحة الموت أصبحت هي السائدة في سماء اليمن السعيد الذي لم تعد له علاقة بالسعادة ولا بالحكمة ولا بالإيمان للأسف..؟!
الفقر يطحن الأسر افراداً وجماعات، والموت يحيط بالجميع، فمن لم يمت بصواريخ العدوان ولا برصاص المتحاربين، يموت برصاص العابثين من المراهقين الذين يتمنطقون الأسلحة، وفيهم من تكبره البندقية بأذْرُع..؟!
وهناك من يعيش آمناً ثم يجد نفسه ضحية شلة من المستهترين العابثين كحال عبدالله الأغبري، أو حال نجلة زميلنا وأخينا الدكتور عبدالملك الشرعبي، في جريمة تعيد للأذهان جريمة (آدم) ومشرحة جامعة صنعاء..
كيف لطالبة جامعية أن تُقتل داخل سيارتها ولم تُكتشف جثتها إلا بعد أيام من مصرعها؟ وكيف حدث هذا؟ بل لماذا حدث هذا؟
ماذا يجري بهذه البلاد؟ وكيف أصبح الموت ظاهرة يومية؟ ومن المسئول عن هذه الظواهر؟!
من الذي يصر على أن نعيش في دوامة القلق والخوف والأحزان..؟!
لماذا صارت النفس رخيصة في بلادي؟ ومن الذي رفع اسعار كل شيء في البلاد، إلا سعر أبنائها انخفض لدرجة مريعة؟!..
من الذي جعل القتل مهمة سهلة وعادية وظاهرة اجتماعية، تحدث في أفراحنا وفي احتفالاتنا، وفي حياتنا اليومية وكأنه فعل طبيعي علينا أن نعتاده ونتعايش معه كجزء من ثقافتنا اليومية؟!..
قتل في القرى والمدن والأزقة والشوارع، وفي الجامعات والمدارس والطرقات والأحياء، وفي خنادق الجبهات، بل طال القتل سكان الفنادق حتى..؟!
ماذا يجري لهذا الشعب بحق الجحيم؟! وإلى متى سيظل هذا الأمر سائدا؟ ولماذا؟ ومن المستفيد من هذه الظاهرة؟!
مؤسف أن يهوى وطننا إلى هذه الهاوية السحيقة من الحياة..؟! ومؤلم أن تصبح رائحة الموت هي الطاغية في سمائنا..؟ والأكثر إيلاماً أن نرى ثقافة الموت هي الحاضرة في خطابنا متزامنةً مع ثقافة الحقد والكراهية، وهي ثقافة تتناقض مع تطلعاتنا نحو وطن آمن ومستقر، ودولة نظام وقانون ومواطنة متساوية، وتتناقض مع فكرة الوطن الواحد والدولة القوية القادرة على حماية الوطن والمواطن ومنحهما السيادة والكرامة، وتحقيق الاستقرار والسكينة لهما..
ليس هنا متسع لطمأنينة، فلا المواطن آمن ولا المسؤول آمن، ولا التاجر آمن، ولا الطالب آمن، ولا المدرس آمن، ولا الرعوي في مزرعته آمن، ولا صاحب القرية الريفية آمن، ولا ساكن المدينة آمن..؟ ومن المسؤول عن كل هذه الظواهر الدخيلة على مجتمعنا وقيمنا وأخلاقياتنا وعلى عاداتنا وتقاليدنا..؟!
هل من مجيب ؟
تمت طباعة الخبر في: الأحد, 23-يونيو-2024 الساعة: 02:46 ص
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.almethaq.net/news/news-65647.htm