الميثاق نت -

الثلاثاء, 19-مارس-2024
محمد علي اللوزي -
الكثير من الدارسين والباحثين والكُتاب ينطلق من قناعات مسبقة وأفكار جاهزة في كتابته، ومن ثم يصل إلى استنتاج يغلب عليه هواه وأيديولوجيته، او ما يعبر عن قناعاته.. وهنا يغلب عليه في طرحه الحدية الصارمة، ولا يقبل بالراي الناقد.. ويقع في التطرف الفكري أو العقدي.. لعل الكثير من الدراسات التي أنجزت كانت ضمن هذا المعنى، لنكتشف أننا أمام جمود للعقل، وتحجر فكري وعقلية (دوغمائية).. لذلك نجد اغلب الأبحاث والدراسات في المكتبة العربية وفي الأكاديميات، تشكل إعاقة للعقل، وتحبط التفتح الذهني. وهو أمر يشل قدرات مجتمع، ويعتقل العقل الباحث عن قضيةٍ ما ويريد معالجتها، ليصطدم بمعيقات لا منهجية.. الغريب أن الكثير من الرسائل الجامعية تحوز على درجة امتياز مع مرتبة الشرف، وحين نأتي إليها نتصفحها نٍجابَه بجاهزية الفكرة، وباستنتاجات يغلب عليها الأدلجة.. المؤلم أن بعض هذه الدراسات الأكاديمية ترتهن إلى ما هو يساري أو يميني على سبيل المثال وتنطلق من هذا المعنى وتؤسس حتى فرضياتها إنْ وُجدت من هذا المنطلق.. وإذاً نحن خارج النطاق المنهجي العلمي القائم على الفرضيات، وعلى دراسة الظاهرة كما هي موجودة بمعزل عن مؤثرات خارجية تسلب العقل قدرته على البحث والتقصي، وأهمية توصيف الظاهرة، ومن ثم السعي لوضع احتمالات متعددة ليغلب أي منها وفق رؤية منهجية ما يسعى الدارس إلى معرفته.. وإذاً لاتقدم الكثير من الدراسات المعرفة ولا تصل إلى مستوى يحقق إنجازاً علمياً.. لذلك تتراكم أبحاث ودراسات على الرف الجامعي مثلاً ولا تفيد المجتمع أو تصل إلى خَلْق حراك معرفي فكري نشط يضيف تراكم خبرات ومهارات ومعرفة أيضاً تصل الجيل السابق باللاحق..
الواقع أننا أمام قطيعة معرفية في مجموعة الأنساق الثقافية والعلمية.. من أجل ذلك يندر التأثير الإيجابي، وتعتلي الأستاذية من خلال ممارستها قمع المغاير أو الناقد، وتتحول الدراسات أو الأبحاث إلى جمود قاسٍ ورتيب.. وإذاً كيف نؤسس لمنطلقات معرفية فيها التفتح القابل للإضافة والمغايرة والنقد، والجديد المتصل مع اللاحق لتبقى الظاهرة العلمية هي الأبرز، وهي المحرك لتطور المجتمع والدولة؟!
المسألة تحتاج إلى أكثر من وقفة على هذه الإشكالية الجوهرية.
تمت طباعة الخبر في: الأربعاء, 08-مايو-2024 الساعة: 02:15 م
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.almethaq.net/news/news-65746.htm