الميثاق نت -

الثلاثاء, 02-أبريل-2024
إبراهيم الهجري -
سألني أحدهم أنه عاجز عن تصوُّر أن الأرض كروية وأنها تدور؟ وكيف أن مياه البحار لا تتناثر ما دامت كروية؟

وللإجابة عن هذا السؤال نحتاج إلى إما شخص يسافر عبر الأرض شمالها وجنوبها ويفسر الظواهر المختلفة، ولا يقعد قابعاً في قرية نائية ولا يرى العالم إلا من خرم إبرة، أو شخص يقرأ للعلماء ويفهم ما يقرأ بل ويجيد أبجديات العِلم ومفاتحه الأساسية..



السفر عبر الأرض كان أول أسباب مشاهدة ظواهر مختلفة وبالتالي الحاجة للتفسير..



أنا شخصياً عندما جئت إلى ألمانيا تفاجأت بظاهرة الشمس شروقاً وغروباً وتوقيتاً، ففي بلادي اليمن مواضع شروقها وغروبها متغيرة بنسبة بسيطة وكذلك ساعات النهار صيفاً وشتاءً متغيرة بنسبة بسيطة أيضاً، ومع ذلك يجب أن تثير التساؤل لمن لديه حس السؤال وقدرة على الاستيعاب..

هنا في ألمانيا وجدت الآتي:

الشمس تشرق صيفاً حوالي الخامسة والنصف صباحاً، وتغرب حوالي العاشرة ليلاً ، بينما بالشتاء تشرق حوالي الثامنة صباحاً، وتغرب حوالي الرابعة والنصف عصراً، وكلما ذهبنا شمالاً مثلاً في أقصى جزيرة من النرويج يصبح الليل ستة أشهر كاملة ولا تظهر فيها الشمس طوال الشتاء، ثم تظهر لمدة ستة أشهر في فصل الصيف، ما تفسير ذلك إذا لم تكن الأرض كروية، أيضاً ألاحظ هنا أن الشمس بالقسم الجنوبي من السماء وخاصة شتاء وهذا لا يلاحَظ بهذا الوضوح في اليمن مثلاً..



ثم لو سافرت في فصل الصيف إلى استراليا وجنوب الكرة الأرضية ستجد أن عندهم برداً وشتاء ودرجات تحت الصفر، وإذا ذهبت إليهم في فصل الشتاء ستجد عندهم حَراً وفصل الصيف، ما تفسير ذلك إلا إذا كانت الأرض تتأرجح حول طول محورها بزاوية 23 ونصف الدرجة يمينا وشمالا إن جاز هذا الوصف..

هناك ظواهر عِدة لا تفسر إلا بتسلسلية أن الأرض تدور حول الشمس كل سنة مرة وأنها تدور حول نفسها كل 24 ساعة (الليل والنهار) وتتأرجح حول محورها بزاوية ميلان يمينا وشمالا قدرها 23.5 درجة(الفصول).. ومن ينكر ذلك يعطينا تفسيرا مقبولا وصحيحا وسوف يأخذ أعلى الشهادات والأوسمة والجوائز..



أما التصاق البحار وعدم هروب المياة ومثله الهواء والمنازل والبشر تفسيرها الوحيد الذي توصل إليها نوابغ البشر منذ العالم اليمني الهمداني قبل ألف ومائة سنة الذي قال إن الأرض تشبه حجر المغناطيس تجذب كل شيء إليها فلا يسقط منها شيء ، إلى أن ترسخت نظرية الجاذبية الأرضية على يد العبقري البريطاني نيوتن وتوسعت على يد الألماني إنشتاين..



فسبحان مقسّم العقول والفهوم وسعات الاستيعاب والفهم على البشر، فهناك عقول لديها القدرة على الاستنباط والخيال والفهم والإدراك حتى لما هو خارج الأرض وفي الكون المترامي الأطراف وبين من يعجز عن تصور الأشياء البسيطة ولا يفهم سوى ما يراه، ولو كانوا يعيشون في جزيرة نائية ولم يخرجوا منها وأخبرناهم عن السيارات والطائرات ما عقلوها وما صدقونا ولرمونا بالكذب والجهل، بينما العيب في صغر عقولهم وإدراكهم المحدود .
تمت طباعة الخبر في: السبت, 27-يوليو-2024 الساعة: 07:56 ص
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.almethaq.net/news/news-65817.htm