الميثاق نت -

الخميس, 04-أبريل-2024
استطلاع / صفوان القرشي -
أيام شهر رمضان الكريم وفرت فرص عمل جديدة لكسب العيش الحلال والكريم للكثير من الشباب والشابات حيث يوفر هذا الشهر الكريم فرص عمل وإن كانت مؤقتة إلا أنها تساهم إلى حد كبير في توفير بعض الاحتياجات لهم ولأسرهم، وغالباً ما تكون هذه الأعمال متركزة في البيع نظراً لإقبال الناس على الشراء في هذا الشهر، وهي فرصة للشباب العاطلين على العمل..
ومن هذه الأعمال بيع الحلويات الخاصة مثل الرواني والكيك والبسبوسة وغيرها إضافة إلى العصائر المختلفة والتمر والسمبوسة والطعمية التي يتم عملها في البيوت، إضافة إلى الخضروات واللحوح والبهارات والفواكه وحتى لعب الأطفال والملابس والبخور والعطور.. ولا يقتصر الأمر على الباعة في الأسواق والشوارع والمتجولين في الحارات ولكن يمتد الأمر إلى المحال التجارية الكبيرة والتي تحتاج إلى أيدٍ عاملة في هذا الشهر الكريم..
وإن كانت هذه الفرص مؤقتة وموسمية تنتهي بانتهاء الشهر الفضيل إلا أنها ساهمت إلى حد ما في التخفيف على بعض الأسر وساعدتهم في مواجهة أعباء الحياة والأوضاع المعيشية الصعبة التي خلفها العدوان الغاشم على بلادنا ..

وانتشر عدد كبير من الشباب والأطفال في باب اليمن وسوق الزهراوي وشميلة في بسطات لبيع الملابس والأحذية والمأكولات السفري وألعاب الأطفال والعطور ليحققوا بذلك مصدر دخل لهم ولأسرهم لتغطية متطلبات شهر رمضان الكريم وعيد الفطر المبارك..

"الميثاق" رصدت بعض هؤلاء الشباب وهم يعملون بكل جد واستمعت إلى حكاياتهم.. إلى الحصيلة :

*محمد سليمان ..شاب يمني عاطل عن العمل، يقول إن رمضان بالنسبة له هو "شهر رمضان المبارك موسم للرزق يستمر 30 يوماً"، ولهذا فقد بدأ يستعد له قبل أيام من قدومه بتجهيز مكان بيع الخضار والفواكه في أحد شوارع العاصمة صنعاء..
ويشير محمد إلى أن "الجميع في رمضان يقبل على شراء الخضروات بجميع أنواعها، والفاكهة، عكس بقية شهور السنة التي يتراجع فيها حجم الإقبال، وهو ما يزيد سعادتي بإتاحة فرصة عمل لي ولو مؤقتة".
واكد إلى أن أصدقاء كثيرون له يتوزعون على مهن مختلفة، فمنهم من يبيع العصائر الطازجة كالليمون، الذي يحضر بقوة في مائدة الإفطار في رمضان، إلى جانب المانجو والشمام، ومنهم من يعمل في صناعة السمبوسة والطعمية، وهي من الاطعمة مقليات تأكل عند الفطور.
من جانبه قال هشام الريمي (28 عاماً)، المردود المالي جعلنا ابحث عن أفضل مكان في قلب صنعاء والذي يشهد حركة، ليختار ميدان التحرير لبيع بضاعته من السمبوسة، التي تحتوي على بعض الخضروات وكذلك اللحم والعدس المفروم.
ويقول هشام إن "السمبوسة هي الاكلة الحاضرة دائما على مائدة الإفطار في اليمن"،
ولا يقتصر عمله على بيع السمبوسة في الشارع .. مشيرا إلى أنه يستقبل يوميا طلبات من بعض المنازل بـ"طهي سمبوسة بلحم الدجاج المفروم والتونة أو بالجبن البلدي"..
وحول الكميات التي يبيعها يومياً، يؤكد أنها "كثيرة جداً " لأنه يعدها طازجة الحال وكلما نفدت الكمية صنع أخرى، منوهاً بأهمية توافر النظافة والجودة حتى يقنع الزبون بالشراء منه يومياً، ويقدر سعيد إجمالي دخله يومياً في رمضان بـ"ما لا يقل عن 8000 ريال يمني ..
.
*الى ذلك قال الطفل علي محمد (14 عاماً) ، الذي يبيع السواك أمام أحد مساجد العاصمة ، انه أكثر فرحاً بحلول شهر رمضان، الذي تتضاعف فيه مبيعاته ويصبح كل المصلين في المسجد زبائن عنده يومياً يطلبون مساواك.
وحتى الفت الزبائن اقوم بتذكيرهم بأحاديث النبي محمد صلوات الله عليه وعلى آله التي تتحدث عن فضل السواك وترغبهم في استخدامه..
ويضيف محمد والذي رفض الحديث قبل أن اشتري منه مسوك , المسوك بمئة ريال بس وانا ابيع المساويك منذ سنتين والحمد أساعد أسرتي واصرف على نفسي وعلى دراستي نحن نازحين من الحديدة ابي معه موتور (دراجة نارية ) وانا واخي نساعده قدر ما نستطيع , بعض الناس يتعاطفون معي ويشتري مني المسوك بخمسمائة ريال , البيع المساوك احسن واشرف من الشحاته والتسول .

*أما الشاب أنيس نعمان.. اختار بيع زينة رمضان وبعض لعب الأطفال والتي تعتبر من السلع المطلوبة في رمضان بشكل كبير يقول أنيس.. وهو يفترش الأرض فيما يحيط به عدد من الزبائن إن موسم بيع زينة رمضان يبدأ مع انتهاء شهر شعبان ودخول رمضان، ويميز هذه التجارة الإقبال الكبير عليها من قبل الزبائن. وأنا أبيع الفوانيس والأهلة وحبال الإنارة التي تزين البيوت وواجهات المحلات التجارية والسيارات إضافة إلى ألعاب الأطفال المختلف .
ويضيف أنيس أنا خريج جامعة علم نفس وجلست فترة أبحث عن وظيفة بدون فائدة تنقلت من محافظة إلى محافظة وفي الاخير اقتنعت أن الشهادة لا تأكل عيش وفكرة بهذه الشغلة الوقوف بين الشمس والريح والمطر أفضل من البقاء عاطل بدون عمل والحمد لله الرزاق لعباده .

*إلى ذلك قال الشاب منصور محمد .. الذي يعمل في بيع العصائر الطازجة والمشروبات الباردة، والذي يقف على الرصيف المقابل أمام أحد المطاعم ..شهر رمضان شهر خير وبركة لمن يطلب الرزق الحلال ..والحمد لله السوق منتعش والطلبات كثيرة خلال رمضان مضيفاً إن "الشهر الكريم بفضل الله يعد من المواسم التي تساعد في توفير فرصة للعمل وإعالة الأسرة المؤلفة من 5 أشخاص .
طبعاً كما ترا ابيع ايضاً الرواني والبسبوسة التي تعدها زوجتي في البيت , كما تعرف الظروف صعبة والواحد جهده يوفر لقمة العيش لأسرته , الناس تتعاطف معنا وتفضل الشراء من الباعة في الرصيف , المهم أن تكون لديك قناعة ونظيف حتى يشتري منك الناس .
لا تستغرب لو قلت لك أننا مدرس واضطريت أعمل في هذه المهنة حتى اعول اسرتي واسدد الايجار , الوضع صعب والظروف تجبر الواحد على البحث عن فرصة والتمسك بها حتى ولو كانت بسيطة المهم يكون مستور الحال ولا يحتاج لغيرة .

*مرام بائعة عطور وبخور .. قالت من جانبها أنا تعلمت صناعة البخور والعطور وكنت اطمح أن يكون معي محل بدل الوقفة بالشارع ..لكن الظروف ما ساعدت وما احصل عليه من البيع للعطور والبخور يساعد أسرتي في إيجار البيت والمصاريف .
وتضيف مرام أول ما بدأت العمل كنت اتعرض للمضايقات والكلام الجارح ..كيف شابة تقف بالشارع ومعها ميز المنيوم تبيع عطر وكل واحد يجدل بكلمة اللي يقول هذي بدون اهل واللي يقول هذى بدون ادب وغيره , وكنت اروح زعلان واقول خلاص بجلس بالبيت , وبعدين افكر بظروفنا ..لكن اليوم الناس تقبلوا عمل البنت وقدروا أن البنت المحترم تخرج من العمل وما خرجت إلا للظروف الصعبة .
وتشير مرام ..كثير من الناس يحبو الخير ويساعدوا الآخرين وهناك من شجعني وقف معي بدون ما يعرفني ولا حتى يسأل عن اسمي الله يفتح عليهم ويرزقهم أينما كانوا .
رمضان شهر خير وبركة والحمد لله تضاعف البيع عندي واستطيع اشتري لأخي واختي ملابس العيد , طبعاً انت لازم تشتري مني والا بس خليتني اهدر معك .
وتشير دراسات غير رسمية إلى أن العمالة في القطاع غير المنظم في اليمن تصل إلى قرابة 9.9 مليون عامل، إثر فقدان الكثير من العاملين في القطاع المنظم لوظائفهم، ما دفع الكثيرين لممارسة أعمال حرة.
تمت طباعة الخبر في: السبت, 27-يوليو-2024 الساعة: 12:35 م
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.almethaq.net/news/news-65838.htm