الميثاق نت -

الإثنين, 06-مايو-2024
حاوره / رئيس التحرير -
أكد الدكتور أبو بكر القربي أن اليمن في ظل الوضع الحالي ونتيجة لتعدد ولاءات اليمنيين مع قوى خارجية لم يعد الحل اليوم بيد اليمنيين رغم تأكيد العديد من قرارات مجلس ألأمن عليه، إلا أن هذ لا يعني أن القوى الخارجية التي تمسك بقرار الحل قادرة على فرضه..

وأشار إلى أن الأزمة اليمنية في مأزق نتيجة الخلافات القائمة بين القوى السياسية اليمنية..
وقال: "لابد من توحد القوى السياسية خلف مشروع وطني للحل يعمل الجميع على تحقيقه لأنه الوسيلة لإنقاذ اليمن"..

وأكد القربي أن من المهم أن يحدد المؤتمر الشعبي العام رؤيته للحل السياسي الشامل لإنهاء الصراع في اليمن، والبدء في حوار مع كافة القوى السياسية بهدف صياغة مشروع الحل بداية مع حلفاء المؤتمر لإعداد وثيقة للحل تُطرح للحوار مع بقية المكونات دون استثناء، لتتبناه كمشروع للحل يقدم لمفاوضات الحل السياسي الشامل.

إلى تفاصيل الحوار:


- في نظركم إلى أي مدى ستؤثر التجاذبات الإقليمية والدولية على الأزمة باليمن؟

* في ظل الأزمات الإقليمية والدولية الحالية ونتيجة لموقع اليمن الجيوستراتيجي وبعد أن شهد العالم ما يمكن لليمن أن يسببه من تأثير على الاقتصاد العالمي كما حدث عندما تدخل أنصار الله في مساندتهم غزة ضد حرب الإبادة الاسرائيلية على غزه وأظهر تأثير اليمن وما قد يسببه عدم الاستقرار فيه من مخاطر على أمن المنطقة وعلى الأمن والسلم الدوليين وبالتالي يصبح وضع اليمن واستقراره امراً مهماً للعالم ولذلك قد يؤدي إلى تدخل دول الإقليم وربما العالم من أجل ضمان استقراره وأمنه وتنميته أو تنفيذ مخطط الهيمنة عليه وعلى قراره السياسي ولكن نجاح هذه الخطط سيعتمد على موقف اليمنيين منها ومدى قدرتهم على حماية اليمن من تلك المخططات وعلى الأسلوب الذي سيتعاملون به مع الدول، منطلقين في ذلك من مبادئ حماية مصالح الدول مع التمسك بسيادة اليمن وحرية قراره السياسي .

- بالنظر إلى هذه المعطيات هل يمكن القول إن حل الأزمة باليمن لم يعد يمنياً.. وما مخاطر ذلك؟

* في الوضع الحالي الذي تعيشه اليمن ونتيجة لتعدد ولاءات اليمنيين مع قوى خارجية لم يعد الحل اليوم بيد اليمنيين رغم تأكيد العديد من قرارات مجلس ألأمن عليه إلا أن هذ لا يعني أن القوى الخارجية التي تمسك بقرار الحل قادرة على فرضه لأن اليمنيين سيواجهونه بالرفض إذا مس سيادة اليمن ووحدة أراضيه كما أن أي حل لم يشاركوا اليمنيين في صياغته سيفقده الشرعية الدستورية والقبول الشعبي .

- هل يعني هذا أن الأزمة اليمنية أمام مأزق حقيقي يتطلب إنقاذاً من مختلف القوى اليمنية؟

* فعلاً.. حل الأزمة اليمنية في مأزق نتيجة الخلافات القائمة بين القوى السياسية اليمنية ونتيجة الجماعات المسلحة المتعددة الولاءات ومن تأثير دول اقليمية ودولية على الحل حماية لمصالحها، والأخطر من ذلك وضع القيادات السياسية اليمنية مصالحها الحزبية والخاصة قبل مصلحة اليمن..
لذلك لابد من توحد القوى السياسية خلف مشروع وطني للحل يعمل الجميع على تحقيقه لأنه الوسيلة لإنقاذ اليمن .

- لكن السؤال يظل قائماً وملحاً ومفاده هل ما زال بإمكان القوى اليمنية التخلص من الأجندة الخارجية؟

* نعم يمكن للقوى اليمنية التحرر من الأجندة الخارجية إذا ما أخذت بزمام الأمور ووضعت مصلحة اليمن أولاً وتبنت مصالحة وطنية بين كافة القوى السياسية تهيئة لمفاوضات الحل السياسي الشامل للسلام بما يحقق شراكة الجميع في السلطة ويضمن نصيبهم من الثروة ويحمي حقوق وحرية الجميع ويؤسس لدولة ديمقراطية مدنية.

- أم أن الأمر بحاجة إلى حدوث معجزة؟

* المعجزة بكل نأكيد إذا حدثت ستسهل الأمور لأنها ستصلح النوايا وتنير الطريق أمام القيادات السياسية وتحررها من الشكوك والأحقاد .

- وفق المعطيات الراهنة يتردد عبر العديد من المنابر السياسية أن الأمريكان لا يرغبون في تحقيق تسوية للأزمة باليمن.. تُرى ما الأسباب الحقيقية التي تدفع الأمريكان إلى موقف كهذا وهل يخططون من ورائه لسيناريو ما ؟

* تُتخذ قرارات الولايات المتحدة الاميركية بهدف حماية مصالحها أولاً ولكي تثبت تأثيرها في أحداث العالم، أما بالنسبة لليمن فقد كانت أمريكا دائما تدعو إلى وقف الحرب في اليمن وتبني الحل السياسي للأزمة اليمنية من وجهة التأثير والمصلحة، ولكنها كانت أيضاً تصر على أن يكون الحل عبر مجلس الأمن حتى يكون لها رأي في الحل حماية لمصالحها..
هذا الموقف تغير بعد طوفان الأقصى ومشاركة أنصار الله في الحرب إلى جانب حماس وما أدى إليه من تهديد للملاحة الدولية في البحر الأحمر، فتم نتيجةً لذلك تعليق عمل المبعوث على وضع خارطة الطريق لتفاهمات الحل التي توافقت عليها السعودية وأنصار الله وهو قرار خاطئ لأنه ربط حل الأزمة باليمن بالموقف من حرب الإبادة التي تمارسها إسرائيل مما عقَّد حل الأزمة اليمنية ووضع الولايات المتحدة في وضع صعب نتيجة انحيازها الكامل لإسرائيل وحشد تحالف لمواجهة أنصار الله .

- بالمناسبة هناك من يرى أن هناك تطابقاً في الرؤية الأمريكية والبريطانية إزاء التطورات باليمن.. هل هذا التناغم يعكس سيناريو واحداً يعده الطرفان لليمن بعيداً عن دول أوروبية أخرى؟

* العلاقات الأمريكية البريطانية علاقات وثيقة وتتطابق مواقفهم دائماً فيما يتعلق بمنطقتنا لأن خِبرة بريطانيا وعلاقتها القديمة بدول المنطقة العربية جعلت منها مرجعية للولايات الأمريكية المتحدة ولذلك دائماً ما نرى توحد موقفهما من أزمات المنطقة وخاصة إذا كانت إسرائيل طرفاً فيها ومهددة للخطر .

- أيضاً كيف تفسرون الضغط الأمريكي على الرياض وتثبيط خطواتها باتجاه إنجاز التسوية باليمن .. ومن وجهة نظركم ما الذي يتطلب من الرياض اتخاذه بعيداً عن التأثير الأمريكي؟

* العلاقات السعودية الأمريكية الآن في حالة إعادة تشكُّل بعد تولّي خادم الحرمين الملك سلمان السلطة وتحمُّل ولي عهده الأمير محمد بن سلمان إدارة ملفات العلاقات الخارجية لبلده وقناعته بأن على السعودية التعامل بندية مع أمريكا وصياغة استراتيجية جديدة بينهما ولذلك يحاول كل منهما ليّ ذراع الآخر، وسيستمرون على ذلك إلى أن يتفقا على رسم علاقة جديدة بينهما..
وإلى أن يتم ذلك ستتخذ المملكة قراراتها وفقاً لمصالحها في حل أزماتها وأزمات المنطقة ونرى أثر ذلك في خلافهم حول حل الأزمة في اليمن ومن حرب غزة ومن أزمات المنطقة الأخرى.

- بالمقابل وبالنظر إلى المخاطر الكبيرة التي تواجهها منطقة الخليج والجزيرة.. هل ترون أنها أنتجت وعياً بالأمن القومي لدول المنطقة يتطلب منها رؤية جديدة للتعامل مع قضايا منطقتها؟

* لاشك أن الأحداث التي تمر بها المنطقة تمثل تهديداً وجودياً لدولها منفردة وكمجموعة؛ لذلك يحاول بعضهم تجنبها باتفاقيات استراتيجية ثنائية مع أمريكا وغيرها رغم مخاطر هذا الحل؛ بينما من الأوْلى بهم أن يقوموا بصياغة استراتيجية أمن قومي لدول الخليج العربية تتكامل مع استراتجية أمن قومي عربي لأن أمنهما لا يتجزأ، وأن يكون الهدف حماية الأمن القومي للأمة بدلاً من اعتماد دولنا على الغير لحماية أمنها القومي .

- من هذه التحديات ما يعتمل من تطورات بالبحرين الأحمر والعربي خاصة في ظل تزايد الدعوات للأمريكان إلى أن يقوموا بمعالجة الوضع في غزة وعدم ربط ما يعتمل هناك بالتطورات بالبحر الاحمر.. لماذا هذا الربط وهل يعكس أجندة أمريكية وبريطانية تستهدف هذه المنطقة التي تقع على درجة عالية من الأهمية الاستراتيجية؟

* التدخل الأمريكي البريطاني في البحر الأحمر لم يكن في نظر الكثيرين من أجل حماية الملاحة الدولية كما يروَّج، وأنه في حقيقته حماية لإسرائيل التي ترى أمريكا وبريطانيا في أمنها حماية لأمنهما القومي ولمصالحهما ولهيمنتهما على المنطقة باعتبار إسرائيل قاعدة متقدمة لهما في المنطقة، لذلك علينا أن نتمعن في اهداف التحالفات ولا ننجر خلفها دون أن ندرك ما سنجنيه منها والثمن الذي سندفعه من أجلها لأن تجاربنا مع التحالفات التي تمت في صراعات منطقتنا كانت السبب في الدمار الذي لحق بها .

- بالعودة إلى جهود إنجاز التسوية باليمن.. ما الذي تأخذونه على هذه الجهود وما أبرز نقاط الضعف التي تشوبها؟

* التجربة تقول إن تجارب الأمم المتحدة في حل الأزمات عبر المبعوثين في العالم لم تحقق إلا نجاحات محدودة جداً لأن هذه الجهود تخضع في مجلس الامن لمصالح الدول الخمس دائمة العضوية والمساومة فيما بينهم حول حلول لأزمات أخرى فمفاوضات الحل السياسي للأزمة اليمنية مهددة بخلافات الدول دائمة العضوية في مجلس الأمن إضافة إلى الخلافات القائمة بين دول التحالف وما تمليه دوله على وكلائها من أطراف الصراع اليمنية الأمر الذي يظهر أن نجاح مفاوضات الحل السياسي يتطلب ضبط تدخل الدول الداعمة لأطراف الصراع اليمنية ورفع أيديهم عن المفاوضات، وفي نفس الوقت على مجلس الأمن تمكين المبعوث الأممي من القيام بدوره بعيداً عن ضغوط مجلس الأمن.. وأخيراً في تحرير القرار اليمني أثناء مفاوضات الحل السياسي الشامل من تدخلات الأطراف المشاركة بحروب الوكالة في اليمن .

- يدعو المؤتمر الشعبي العام إلى حل يمني- يمني وأن أي تسوية يجب أن يشارك في إعدادها الجميع.. في نظركم لماذا لا تجد هذه الدعوة صداها لدى القوى اليمنية أم أن حالة المزايدة والمناكفة ستظل قائمة بالرغم من خطورة الوضع؟

* من المهم أن يحدد المؤتمر الشعبي العام رؤيته للحل السياسي الشامل لإنهاء الصراع في اليمن وفقاً لمبادئ الدستور القائم وثوابت الميثاق الوطني ومخرجات الحوار الوطني الشامل المتوافَق عليها، والبدء في حوار مع كافة القوى السياسية بهدف صياغة مشروع الحل بدايةً مع حلفاء المؤتمر لإعداد وثيقة للحل تُطرح للحوار مع بقية المكونات دون استثناء لتتبناه كمشروع للحل يقدم لمفاوضات الحل السياسي الشامل..
إضافة إلى ذلك عليهم التمسك بحقهم بالمشاركة في المفاوضات كمكونات مستقلة ضماناً لتحقيق الشراكة وضمان الالتزام بتنفيذ توافقات الحل الشامل في مراحل التنفيذ المختلفة .

- كلمة أخيرة..

* التطورات التي تعيشها المنطقة والعالم والتغيرات المتوقعة بعد الانتخابات التى ستتم في أمريكا وعدد من دول أوروبا قد تحدث الكثير من التغير في المواقف وظهور حكومات شعبوية، مما يتطلب منا كيمنيين قراءة الواقع والإعداد له وحل الأزمة في اليمن تجنُّباً لمآلات كارثية.
تمت طباعة الخبر في: الثلاثاء, 15-أكتوبر-2024 الساعة: 09:44 م
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.almethaq.net/news/news-65967.htm