الميثاق نت -

الإثنين, 26-أغسطس-2024
قاسم العفيفي* -
تأتي ذكرى تأسيس المؤتمر الشعبي العام الـ42 لتذكٌرنا بذلك اليوم الخالد في وجدان تنظيمنا وشعبنا وهو يوم الـ 24 من أغسطس 1982م حينما انعقد أول مؤتمر تأسيسي في العاصمة صنعاء ليعلن إشهار وتأسيس المؤتمر الشعبي العام كتنظيم وطني وسياسي وجماهيري جامع انضوت في طياته كل القوى السياسية والاجتماعية التي كانت قائمة آنذاك من أحزاب يسارية وليبرالية وإسلامية وبعثية وناصرية بعد حوار وطني طويل وشاق استمر لسنوات تمخض عنه صياغة الميثاق الوطني الذي يعتبر خلاصة لكل النظريات والبرامج السياسية لكل تلك الأحزاب التي كانت قائمة في الوطن اليمني؛ وهو الدليل النظري للمؤتمر الشعبي العام الذي تم إقراره في ذلك المؤتمر التأسيسي إضافة إلى النظام الداخلي، ومنذ ذلك التاريخ دخلت اليمن الشمالي آنذاك في مرحلة من الاستقرار الذي تُوّج باستخراج النفط في مأرب وتصديره لأول مرة وإعادة بناء سد مأرب التاريخي العظيم وانطلاق اليمن نحو آفاق أرحب، فعملت على تعزيز وتنشيط مختلف قنوات التواصل مع قيادة الشطر الجنوبي وحافظت على الحيادية التامة في أحداث 1986م واحتضنت الآلاف من الذين تشردوا من الجنوب على إثر تلك الاحداث وعملت على استيعابهم وتسكينهم في مناطق شمال الشمال ولم تسمح ببقائهم في مناطق التماس (الحدود الشطرية) حرصاً من المؤتمر وقيادته على توثيق عُرى الأخوة بين الشطرين والحوار الجاد نحو إعادة تحقيق الوحدة اليمنية في الـ 22 من مايو من العام 1990م كإنجاز وطني وتاريخي يُحسب للمؤتمر الشعبي العام ولقيادته الحكيمة وقيادة الحزب الاشتراكي اليمني التي سرعان ما تراجعت عقب إجراء أول انتخابات برلمانية بعد الوحدة وافتعلت تلك الأزمة التي انتهت بحرب صيف 1994م التي دفعت إليها الاشتراكي ومولتها دول مجاورة معروفة بعدائها التاريخي للشعب اليمني.. ويُِحسب لقيادة المؤتمر الشعبي العام الدفاع عن الوحده والانتصار لها وإصدار قرار العفو العام وتضميد جراح ما خلفته تلك الحرب..

وكثيرة هي الإنجازات التي حققها المؤتمر على صعيد اليمن بشكل عام ولا يسعنا الوقت والحديث لذكرها..

إننا إذ نحتفي بالذكرى الـ 42 لتأسيس المؤتمر فإنه يسرني أن أرفع أسمى آيات التهاني والتبريكات للأخ رئيس المؤتمر الشعبي العام ونوابه الأعزاء وللأمانة العامة وكل قيادات وقواعد تنظيمنا ومناصريه ولشعبنا اليمني بشكل عام بهذه المناسبة الخالدة التي نحتفي بها هذا العام في ظل تعاظم وتواصل انتصارات تنظيمنا وشعبنا اللذين يواجهان أخطر التحديات منذ العام 2011م وحتى اليوم ويخوضان أروع ملاحم البطولة والفداء دفاعاً عن استقلال وسيادة الوطن ومكتسباته ومعهم كل القوى الوطنية الشريفة وفي مقدمتهم أنصار الله حيث شكلوا بتلاحمهم جبهة عريضة وقوية أحبطت كل المؤامرات وأفشلت كل المراهنات في الحرب والسلام وهي اليوم تجتاز كل تلك التحديات بقوة وثبات بقيادة السيد عبدالملك الحوثي قائد حركة أنصار الله وقائد المسيرة الثورية المناهضة للعدوان..

وبتلاحم تنظيمنا الرائد مع تلك الحركة شكلنا الضمانة الأكيدة والسياج المنيع لحماية الوطن ومكتسباته والدفاع عن سيادته الوطنية.. ولا يفوتني أن أحيّي بإجلال وعرفان الدور الوطني والتنظيمي الكبير والحكيم الذي اضطلع به رئيس تنظيمنا الرائد الشيخ صادق بن أمين أبو راس في رص صفوف المؤتمر وقيادة توجهاته بكل اقتدار وحنكة وحكمة متجاوزاً كل تلك الأعاصير والتحديات غير المسبوقة التي حاولت النيل من جبهته الداخلية ومحاولة تفكيكه وإخراجه من المعادلة السياسية في اليمن والتي واجهها تنظيمنا وأفشلها بقوة وصلابة جبهته الداخلية الممثلة بالسواد الأعظم من قيادات وأعضاء تنظيمنا الشرفاء الأحرار، الذين لم تُغرِهم المغريات ولم تُثنِهم التحديات والتهديدات وأعمال الاغتيالات الفردية والجماعية بصورة مباشرة أو غير مباشرة من خلال الملاحقات والقمع والإقصاء من مناصبهم ووظائفهم وخاصة في محافظاتنا الجنوبية والشرقية وما رافقها من قمع وقطع المرتبات والامتيازات والإحالة القسرية للتقاعد بدون أبسط الحقوق أو على الأقل تسوية المرتبات، ولا يزال أحرار المؤتمر يخوضون أروع صور الصمود والتصدي لقوى العدوان وميليشياتها ومافياتها في الساحة الجنوبية برغم ما ألحقه هادي وزبانيته من ضرر على بنية المؤتمر الشعبي العام بمختلف تكويناته القيادية والقاعدية، التي تعرضت لهيكلة غير مسؤولة منذ نهاية العام 2014م حيث جرى استبعاد الشخصيات القيادية التي لا توالي هادي وعصابته من مختلف مواقعهم التنظيمية والتنفيذية وعملوا على إيجاد تشكيلات قيادية بالمحافظات والمديريات وأغدقوا عليها بالمخصصات والإغراءات لتسير وفق توجهاتهم العنصرية التي تتواءم مع الوضع الدخيل على جنوبنا الحبيب، والذي تحول إلى سجن كبير وإلى ساحة للتصفيات واللادولة بفعل ذلك العدوان المستمر على بلادنا منذ أكثر من 9 أعوام وأعاد جنوبنا الحبيب إلى أسوأ مما كان عليه الوضع قبل إعادة تحقيق الوحدة، فما أشبه الليلة بالبارحة..

تأتي الذكرى الـ42 لتأسيس تنظيمنا لتحتم على تنظيمنا وكل القوى الوطنية الشريفة وكل أحرار شعبنا استنهاض كل الهمم والطاقات لتحرير كل المناطق التي تسيطر عليها قوى العدوان ومرتزقتها الذين جعلوا منها مستنقعاً للإرهاب والفساد والبلطجة فلم يبقوا على أي مرفق إلا ونهبوه وخربوه بما في ذلك حرم المدارس والجامعات والمؤسسات والمصالح العامة وكل أراضي الدولة المخططة منها وغير المخططة ليضاعفوا حجم المشكلات والقضايا التي سوف تواجهنا بعد مرحلة التحرير، ناهيكم عما ألحقوه بالنسيج الاجتماعي من شروخ وثأرات ونزعات ولغموا مختلف المناطق بالعصابات الإرهابية ومافيا المخدرات والسرقة وعصابات السلب والنهب التي أوجدت حالة احتقان وفرز مناطقي وجهوي..

كل تلك القضايا أوجدت مواجهة بدأت تقوى عودها ضد تلك العصابات المتسلطة، أكانت من ميليشيات الانتقالي أو ميليشيات الاخوان ومن لف لفهم من المرتزقة، والتي أوصلها فسادها وتهورها وإرهابها إلى مستوى المواجهة الشاملة مع الشعب الذي سوف يقتلعهم تِباعاً بإذن الله وبمساندة كل أحرار الوطن..

ختاماً.. نكرر تهانينا لكم ولأنفسنا وكل قيادات وقواعد تنظيمنا بهذه المناسبة الخالدة؛ مع تمنياتنا لكم اخواني أحرار المؤتمر بدوام الصحة، والتوفيق في مهامكم ولتنظيمنا وشعبنا الثبات ومضاعفة الجهود حتى تحقيق النصر المؤزر على قوى البغي والعدوان وأجندتها الإرهابية العميلة وتخليص الوطن من شرورهم ورجسهم واستعادة الدور الرائد للمؤتمر الشعبي العام في عموم الوطن اليمني لينعم الجميع بالأمن والاستقرار والسلام والتنمية..
وفق الله الجميع لما يحبه ويرضاه.. وكل عام وأنتم بخير..

* عضو اللجنة الدائمة الرئيسية
تمت طباعة الخبر في: الأحد, 01-سبتمبر-2024 الساعة: 02:20 ص
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.almethaq.net/news/news-66511.htm