الميثاق نت -

الإثنين, 26-أغسطس-2024
مطهر تقي -
خضعت أكثرية أرض العالم العربي ومنذ القرن الخامس عشر الميلادي للحكم العثماني أولاً ثم الحكم الاستعماري الفرنسي والبريطاني والإيطالي ابتداء من القرن الثامن عشر وقد تلاشى بعضه بعد الحرب العالمية الأولى 1918م، وتلاشت بقيته بعد الحرب العالمية الثانية 1945م؛ وقد تمكن ذلك الاستعمار أن يحكم عدداً من بلدان العالم العربي من خلال ملوك وسلاطين وأمراء عرب يستمدون قوتهم من تلك الدول الأوروبية التي قسمت فيما بينها المناطق العربية التي كانت الدولة العثمانية تحكمها بعد هزيمتها في الحرب العالمية الأولى حسب معاهدة سايسبيكو (ما عدا شمال اليمن، أما الجنوب فقد كان تحت الاحتلال البريطاني من عام 1839م)..
ونستطيع القول بأن الصحوة السياسية العربية ضد الاستعمار بكل دولة بدأت تتبلور ما بين الحربين العالميتين الأولى والثانية فقد بدأ المد الشيوعي في الدول العربية ابتداء من مصر من خلال مؤسسها حسني عرابي عام 1924م ثم ظهرت حركة الاخوان المسلمين على يد حسن البناء عام 1928م لتقوم بدلاً من الخلاف الإسلامية العثمانية التي انتهى امرها على يد الزعيم التركي أتاتورك عام ١٩٢٤ كما ظهرت حركة البعث العربي عام ١٩٤١ على يد المفكر العربي ميشيل عفلق وصلاح البيطار وبعد ذلك ظهرت حركة القوميين العرب بداية الخمسينيات من خلال المؤسسين جورج حبش ووديع حداد وساطع الحصري كما تبلور فكر التجربة الناصرية بعد منتصف الخمسينات من القرن الماضي فظهرت أحزاب ناصرية في أكثر من بلد عربي....
وهكذا ظهرت في القرن العشرين عدة نظريات سياسية وفكرية تدعو للتحرر من الإستعمار الغربي الذي بسط نفوذه السياسي والاقتصادي على غالبية الدول العربية وسرعان ما ظهرت تلك النظريات والافكار على الساحة العربية تفرض نفسها كوسيلة للتحرر ثم للحكم فتشتت العالم العربي بين تلك النظريات التي تحولت إلى احزاب لها أنظمتها السياسية التي تحدد أهدافها ورؤيتها للمستقبل ولوائحها الداخلية التي تنظم الانتساب والانخراط فيها لمواطنيها المحليين في بلدان النشأة والعرب عموما في العالم العربي وكانت غالبية تلك النظريات والافكار أما امميه كالإشتراكية او في نطاق العالم الإسلامي كحركة الإخوان المسلمين او قومية عربية كحزب البعث او الناصرية او حركة القوميين العرب.
و حين نعود بالذاكرة إلى خمسينيات القرن الماضي وماتلاها نتذكر الصراع الحزبي الذي عم الوطن العربي بعد انسحاب المستعمر الغربي والانقلابات العسكرية والحزبية التي شهدتها عدد من الدول العربية ابتداء بثورة ٢٣ يوليو من عام ١٩٥٢ في مصر ضد الحكم الملكي والاستعمار البريطاني (الذي كان يحتل قناة السويس) التي كانت اول جمهورية في الوطن العربي وتبنت بعد سنوات قليلة من قيامها النهج الإشتراكي من منظور عربي.... ثم انقلاب عام ١٩٥٨ في العراق بقيادة عبدالكريم قاسم ضد الحكم الملكي وإعلان جمهورية العراق ثم انقلاب حزب البعث الذي أسسه ميشيل عفلق وصلاح البيطار(كما ذكر اعلاه) وفي فبراير من عام ١٩٦١ تم انقلاب عبدالسلام عارف ضد عبدالكريم قاسم وعقبه عام ١٩٦٣ انقلاب حزب البعث من جديد على عبدالكريم عارف عام ١٩٦٨ وقد استمر حزب البعث في العراق حتى أطاح به الغزو الأمريكي عام ٢٠٠٣.
اما سوريا التي نالت استقلالها من الاستعمار الفرنسي نهاية الحرب العالمية الثانية فقد شهدت ارضها تفاعلات سياسية لمختلف المذاهب السياسية المهتمة بشأن الوحدة العربية والمد القومي العروبي وشهدت انقلابات سياسية عديدة حتى سميت ببلد الانقلابات وقد تمكن حزب البعث العربي الاشتراكي من إزاحة الانقلابيين العسكريين البعثيين الذين اعلنو الإنفصال عن الوحدة بين مصر وسوريا واليمن عام ١٩٦١ ولازال حزب البعث يحكم سوريا حتى التاريخ.... وقد كان التنافس على أشده للسيطرة على الساحة العربية بين بعث بغداد وبعث دمشق بعد عام ١٩٦٨ واستمر الخلاف بينهما حتى الغزو الأمريكي على العراق عام ٢٠٠٣ إلا أن أحزاب البعث التابعة لبغداد والتابعة لدمشق لازالت متواجدة في عدد من الدول العربية.
وحين نتذكر نحن اليمنيون كيف نشأت الأحزاب في اليمن شمالا و جنوبا وكيف بدأ الصراع السياسي بين تلك الأحزاب سنجد أن مد الإخوان المسلمين كان اول التنظيمات التي فكرت في الوصول إلى اليمن وذلك نهاية الأربعينيات وبالتحديد عام ١٩٤٧ حين وصل الداعية الإخواني (الجزائري)الفضيل الورتلاني الذي وصل الى اليمن مبعوثا من حسن البناء(مؤسس حركة الإخوان في مصر) تحت غطاء تجاري وشارك بفاعلية في قيام ثورة فبراير ١٩٤٨ ضد الإمام يحيى.
تمت طباعة الخبر في: الأحد, 01-سبتمبر-2024 الساعة: 02:18 ص
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.almethaq.net/news/news-66523.htm