الميثاق نت -

الإثنين, 30-سبتمبر-2024
أ/خالد علي ناصر المفلحي* -
تمر علينا هذه الايام مناسبة وطنية عظيمة طالما تغنى بها الشعراء وانشد لها المطربون احتفاء بها واحياء لذكراها العطرة التي بها ومن خلالها تخلص الشعب من حقبة زمنية عاش فيها كل الوان الظلم والطغيان والجهالة والتخلف حتى جاء الـ 26 من سبتمبر العظيم ليشرق بثورة شعبية قادها الاحرار معلنا بداية مسيرة وطنية جديدة منفتحة على عالم اليوم علما ومعرفة وبناء وتنمية في مختلف المجالات وان كانت البدايات بامكانات متواضعة لكنها انطلقت واستمرت تشعل نور العلم والمعرفة في كل بقاع الوطن الحبيب سعيا لتحقيق اهدافها السبتمبرية الستة التي تعاهد عليها ورسمها الثوار الاحرار واستلهمتها القيادات المتلاحقة محققة الجزء الاكبر من تلك الاهداف والمنجزات التاريخية العملاقة في شمال الوطن ولتكتمل الثورة المباركة بالرابع عشر من اكتوبر المجيد في جنوب الوطن حينذاك ليتفجر بركان ثورة اخرى تقتلع جذور المستعمر البريطاني البغيض بفضل الله ثم مقاومة ابناء الشعب جنوبا يساندهم اخوانهم في الشمال حين ذاك وظلت مسيرة النضال الوطني شمالا وجنوبا حتى تعانق الوطن في الثاني والعشرين من مايو معلنا تحقيق الهدف الاكبر والاسمى من اهداف الثورتين المجيدتين ليكتمل البناء الوطني منفتحا على الديمقراطية والانتخابات الحرة والمباشرة والتنافس بين مختلف القوى السياسية والوطنية بزعامة رائد البناء والتنميه الرئس الشهيد علي عبدالله صالح والانطلاق نحو تنمية وطنية شاملة ومنجزات عملاقة قد يشوبها بعض القصور في الاداء المؤسسي وهو ما كان ديدن الجميع في تلافي السلبيات وردم كل عثرات الماضي ولملمة الوطن من جراحاته خلال مختلف المراحل والمنعطفات التي عصفت بالوطن واهله وكادت تودي به الى ان وصلنا الى ماوصلنا اليه اليوم والذي يتطلب منا الوقوف بصدق وامانة وفاء للاهداف السبتمبرية التي اصبحت في خطر يحدق بها من كل جانب والسعي الحثيث لاجتثاثها بل والقضاء عليها وهو ما لا يمكن للشعب ان يتقبله او يتماهى معه إذ ان شعبنا ينبذ كل انواع الاستعباد والتقويض والتهميش لاسيما وان الوطن لا يطير بجناح واحد وان القوى السياسية والوطنية الفاعلة لابد ان تتعايش وتتعاون في سبيل رفعة الوطن واحترام ثوابته الدينية اولا ثم الوطنية من منطلق الحرص على تعافي الوطن ورعاية مصالحه وسلامة اراضيه حيث نعاني من الانقسام والتشرذم والحروب الداخلية والاثارات المناطقية والنعرات الطائفية بل ويتربص بنا العدو في كل وقت وحين وتصادر جزرنا ومنافذنا وتستهدف الثقافة والهوية وتتوقف عجلة البناء والتنمية وتتراجع العملية التربوية والتعليمية مما يعني انقسام مجتمعي خطير يتهدد الارض والانسان والجميع اليوم مطالب بالعودة الى جادة الصواب وجعل مصالح الشعب واهداف ثورتي سبتمبر واكتوبر نصب الاعين وعدم الاذعان للخارج الذي يسعى لمصالحه على حساب شعبنا وامتنا
فنحن اليوم على مفترق طريق مهم يرسم ملامح اليمن ويحدد مصيره المحتوم وسيكتب التاريخ هذه الحقبة المهمة سلبا وايجابا وعليه نهيب بالمؤتمر الشعبي العام وكافة القوى الحية والفاعلة شمالا وجنوبا شرقا وغربا وكل من لديه سلطة ويملك زمام الامر بمختلف المسميات ان يترفعوا عن كل رواسب الماضي وان يحقن الدم اليمني وتلملم الجراحات ونتناسى كل ألم عشناه وحزن خيم وجثم على صدورنا وما يزال ولننطلق نحو تصالح وطني يضع النقاط على الحروف دون استحواذ لاحد ليكون عنوان المرحلة شراكة وطنية حقيقية وتوبة وطنية من جميع الاخطاء التي جعلتنا فريسة سهلة لكل مطامع الخارج وشهوات الداخل فالمواطن يدفع ثمن ذلك كله والوطن يسع الجميع بخيراته وخبراته وسيكتب التاريخ باحرف من نور طي هذه الصفحة الدموية المؤلمة والتي فقد فيها الوطن من ابنائه وشبابه الكثير والكثير والاستمرار يعني الكارثة فالعملية تحتاج الى شجاعة في اتخاذ القرار وتضحية جسيمة لاعادة المياه الى مسارها وعلى المؤتمريين تقع مسئولية تقريب وجهات النظر بين جميع الاطراف وتجاوز ايضا اخفاقاته وانقسامه اللامبرر لتوحيد الرؤية والتواصل مع كل القوى الوطنية الجادة التي تريد للوطن رفعته وشموخه واستعادة امجاده والتحرر من التبعية بل وتحرير مياهه واجوائه وكل اراضيه من أي تدخلات اضرت بمصالحنا الوطنية وتهدد وحدته وتفتت كيانه..
عاشت ثورتي سبتمبر واكتوبر المجيدتين وعاش الشعب حرا ابيا فالأمة الحية تمرض لكنها لا تموت.


* عضو مجلس النواب السابق
عضو اللجنة الدائمة الرئيسية للمؤتمر - أمين العلاقات الداخلية والخارجية لاتحاد البرلمانيين السابقين
تمت طباعة الخبر في: الإثنين, 30-سبتمبر-2024 الساعة: 07:23 م
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.almethaq.net/news/news-66627.htm