الميثاق نت -

السبت, 19-أكتوبر-2024
مدرم حرسي أبو سراج * -
في الذكرى الـ 61 لانطلاق ثورة الرابع عشر من أكتوبر المجيدة نحن بحاجة ماسة لاسترجاع روحها وحماسها ولُحمتها الشعبية، نحن بحاجة لاجترار صبرها ووعيها وتزاحم شعبيتها وفكرها التنويري ومشاعرها الوطنية النبيلة..

للثورة ذكرى عزيزة على قلوبنا، طرد ثوارها الاستعمار البريطاني البغيض من عدن الحبيبة والمحافظات الجنوبية بعد أن استعمرها 129 عاماً.. لم يخرج الاستعمار البريطاني بمحض إرادته، بل خرج بنضال وتضحيات جسيمة قدم شعبنا خلالها قوافل من الشهداء والجرحى والمعتقَلين، وأذاق الاحتلال البريطاني الويلات.. قدم شعبنا التضحيات من أجل استعادة سيادة وكرامة بلدنا الحبيب..

ماذا لو يعلم جيل الثورة وقيادات النضال أن الذكرى الـ 61 للثورة تأتي والجنوب يعيش تحت احتلال جديد ووصاية أخرى، الاحتلال السعودي الإماراتي الذي أجهض أهداف الثورة وأفسد الكثير من نتائجها، الاحتلال الجديد استطاع عبر أذنابه وأدواته تسخير الأرض وثرواتها خدمةً لأجندة خارجية تنهب وتعبث بخيرات وثروات شعبنا..

عادت السجون والمعتقلات لتكميم الأفواه، زاد الفقر وانتشرت الأمراض والأوبئة، عادت السلطنات بنسخة جديدة، تدهور الاقتصاد وعمَّ الفساد ربوع الوطن..

زمرة من الأبناء ورثوا صفات آبائهم، يحاولون بكل جهد تعكير الجو السياسي العام، مصالحهم الخاصة تسبق أي شيء وكل شيء، يتحدثون باسم الوطنية لتضليل الشارع وتلميع أنفسهم، شعارات وهمية لا علاقة لها بواقع الحال.. تلميع مقزز للاحتلال الجديد، خضوع مفرط وتنفيذ غير محدود لكل أوامره..

كانت ثورة الرابع عشر من أكتوبر ملهمة لكل الثوار والأحرار في الجنوب لدعم ونصرة القضية الفلسطينية والأقصى المبارك، وتُعد إحدى القِيَم الثورية التي آمن بها شعبنا.. قدم العديد من التضحيات والدماء نصرةً للقضية الفلسطينية.. رجال ثورة الرابع عشر من أكتوبر رفضوا الاعتراف بالكيان الصهيوني..

فأما ما نراه اليوم مِمن يتحدثون باسم الوطنية في بلادنا وعدن خاصةً لم يضحوا ويفرّطوا بالسيادة والكرامة الوطنية فحسب، بل تمادوا في انحلالهم، أيَّدوا وناصروا وباركوا أفعال الكيان الصهيوني، متجاوزين كل القِيَم والأخلاق الدينية والإنسانية والأخلاقية والثورية، وديننا الحنيف أمرنا بمحاربة المغتصب، قاتل الأطفال والنساء والشيوخ والرجال، ديننا أمرنا بمساندة إخواننا المسلمين، أمرنا بالدفاع عن الأقصى المبارك أولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين..

إن التفريط بالثوابت الإسلامية والوطنية تفريط صريح بديننا والأوامر الربانية الإلهية..

يجب علينا استرجاع روح ثورة الرابع عشر من أكتوبر، نستلهم قِيَمها وتضحيات رجالها لاستكمال التحرير ونيل الاستقلال والحرية واسترجاع الكرامة والسيادة..


*رئيس المكتب السياسي لمجلس الحراك الثوري الجنوبي
تمت طباعة الخبر في: الإثنين, 28-أكتوبر-2024 الساعة: 06:26 ص
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.almethaq.net/news/news-66718.htm