عبدالسلام الدباء * - تعود العلاقات اليمنية - الصينية إلى عام 1956م، حيث رسخت عقود من التعاون والصداقة بين البلدين، مما جعل هذه الشراكة إحدى أقدم وأهم العلاقات الدبلوماسية في المنطقة.. منذ بداياتها، اتسمت العلاقات اليمنية - الصينية بالثقة المتبادَلة، وأسهمت في تنفيذ العديد من المشاريع التنموية التي خدمت الشعب اليمني وعززت التواصل بين البلدين على مختلف الأصعدة..
يتميز اليمن بموقعه الاستراتيجي الذي يطل على أهم الممرات المائية العالمية، مما يجعله حلقة وصل رئيسية بين آسيا، أفريقيا، وأوروبا.. ويُعتبر هذا الموقع نقطة محورية لمبادرة "الحزام والطريق" الصينية، حيث تسعى الصين لتعزيز التجارة العالمية وتطوير البنى التحتية في البلدان المحورية.. ويوفر اليمن، بموانئه المطلة على البحر الأحمر وباب المندب، إمكانات كبيرة للتجارة والنقل، ما يفتح آفاقاً واسعة لتعزيز التعاون الاقتصادي والتجاري مع الصين، ويمنحها فرصة للاستثمار في البنية التحتية والمرافق اللوجيستية اليمنية..
وأما اليوم فإن هذه الشراكة تشكل فرصة فريدة للبلدين، من أجل التطلع نحو المستقبل، حيث تتطلع اليمن إلى تعزيز التعاون مع الصين من أجل إعادة بناء بُنيتها التحتية ودعم اقتصادها المحلي، بينما يحقق هذا التعاون للصين مكاسب استراتيجية ترتبط بأمن الملاحة في البحر الأحمر وحماية مصالحها في المنطقة والعالم، ومع استمرار الأزمات في اليمن، تبرز أهمية أن تلعب الصين دوراً رئيسياً في دعم الاستقرار والسلام، بما يضمن وحدة وسلامة الأراضي اليمنية، ويعزز الأمن في مضيق باب المندب..
إن الشراكة بين اليمن والصين ينبغي أن تتطور في المستقبل القريب وأن تصبح جزءاً من رؤية مشترَكة لتحقيق السلام والاستقرار في المنطقة، حيث يساهم التعاون الصيني - اليمني في تعزيز الأمن الدولي وفي بناء نموذج جديد للعلاقات قائم على المنافع المتبادَلة والتنمية المستديمة، بما يعود بالفائدة على اليمن والصين، وعلى الأمن في البحر الأحمر ومضيق باب المندب، وعلى الأمن والسلام العالمي بشكل عام.
*مستشار وزارة الشباب والرياضة
|