الميثاق نت -

الإثنين, 17-مارس-2025
د. عبدالوهاب الروحاني -
صاحب "البنية القبلية في اليمن.. بين الاستمرار والتغيير" الدكتور فضل أبو غانم.. الأكاديمي والسياسي والشخصية الاجتماعية البارزة، رحل ولم يكن يدري أنه سيرحل (رحمه الله) وحلمه بتطوير القبيلة وتنمية مدارك زعاماتها لم يتغير ..
كان الدكتور فضل أبو غانم، يسعى لتصبح القبيلة جزءاً من حركة التنمية والدولة في اليمن، لا عائقاً في طريقها..
ذلك ما كان يحلم به، وذلك ما قاله ذات يوم في مداخلة له عن "دور القبيلة في بناء الدولة" ضمن إحدى جلسات "منتدى الأربعاء"، الذي كنا ننظمه في مركز الوحدة للدراسات الاستراتيجية بصنعاء، وكان أحد أبرز مرتاديه..
ها هو رحمه الله يغادرنا والقبيلة تخذله، كما خذلت كل اليمنيين، لم تتطور وإنما ظلت من تراجع إلى تراجع ومن كبوة إلى أخرى..
كتابه "القبيلة والدولة" كان استشرافاً لدور أكثر نضوجاً للقبيلة، وكان مضمونه حلماً يحفز عليه أكثر منه حقيقة يؤكد عليها، وكأنه يقول لزعاماتها التاريخية
"عند الله وعندكم لا تخذلوا اليمن"، لكنهم خذلوها، وكانوا عوناً لقوى الشر وأداة هدم لمشروع الدولة.. بل كلما تقدَّم الزمن بالقبيلة تراجع دورها العُرفي والأخلاقي في المجتمع، فتحولت من مجمع لأهل الحل والعَقْد إلى نافخ كير، وأضاعت أبرز قِيَمها التي تَعارَف الناس عليها قديماً..
رحم الله الدكتور فضل.. فُجِعت برحيله المفاجئ وهو زميلي في العمل الأكاديمي والحكومي، ثم في مجلس الشورى حيث كان للشورى معنى ما..
كان همُّه حينما أُوكلت إليه حقيبة التربية والتعليم هو نوعية مخرجات التعليم لـ "التنمية البشرية"، كان مبهراً في المشاريع التي كان يقدّمها لمجلس الوزراء بشأن تطوير العملية التعليمية،
من خلال معرفتي له، وتزاملي معه.. كان مثالاً للإنسان الممتلئ عطاءً ووطنية..
رحمة الله تغشاه، وخالص العزاء والمواساة لأولاده وإخوانه وكل أهله وذويه..
"إنا لله وإنا إليه راجعون"..
تمت طباعة الخبر في: الثلاثاء, 18-مارس-2025 الساعة: 03:43 م
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.almethaq.net/news/news-67287.htm