الميثاق نت -

الإثنين, 17-مارس-2025
أحمد الزبيري -
ارتدادات ما حصل ويحصل في سوريا، خطورتها أكبر من كل التوقعات التي كانت بعد اجتياح الفصائل التكفيرية لدمشق خاصةً السرعة التي فيها أُسقطت المحافظات وبدون أي مواجهة حقيقية مع الجيش السوري للنظام السابق..
كيان العدو الصهيوني اجتاح المحافظات السورية في الجنوب ويفرض حماية المكوّن الدروزي ويعلن أنه لن ينسحب من المناطق التي دخل إليها ويسمح للعمالة من هذا المكوّن داخل فلسطين المحتلة، ويفوّت مجاميع من رجال الدين الدروز تحت ذريعة زيادة مقدسات لهم في الأراضي الفلسطينية المحتلة عام 1948م والالتقاء بأبناء طائفتهم هناك الذين هم الوحيدون يتجندون في جيش الكيان الصهيوني.. وعلينا أن نتذكر الجنرال الكبير الذي قُتل في المواجهات بغزة قبل ما يُسمى بوقف إطلاق النار وتبادُل الأسرى مع حماس بفترة ليست طويلة..
يتزامن هذا مع المجازر التي ارتكبتها قوات أبو محمد الجولاني (الشرع) في الساحل السوري تحت ذريعة مطاردة الفلول الذين استهدفوا قوات أمنية لم يظهر أحد من أولئك الفلول سوى المدنيين الأبرياء أطفالاً ونساءً وشيوخاً، وفي خِضم كل هذا جاء اتفاق قيادة قوات حماية الكرد (قسد) وكان ذلك دفعاً أمريكياً، والهدف التخفيف من توجُّه الأنظار إلى المذابح المعلَنة والتي كان يتفاخر بها التكفيريون في الساحل السوري، ولمزيدٍ من التغطية جاء الإعلان الدستوري الذي يركّز السلطة في يد زعيم جبهة تحرير الشام (القاعدة) الجولاني..
هذا الإعلان يتناقض مع كل التصريحات والخطابات التي كان يتحدث بها الجولاني عند دخول دمشق، ويتناقض مع الاتفاق الموقَّع مع قائد قوات قسد الكردية مظلوم عبدي.. والسؤال لماذا أمريكا رعت الاتفاق بين نظام الأمر الواقع في دمشق والأكراد وفي توقيت الإبادة في الساحل للعلويين؟.. الإجابة بسيطة وهي أن ما يقوم به الجولاني هو لخدمة المخططات الأمريكية والصهيونية التي لن تتوقف فقط عند سوريا بل ستمتد إلى البلدان العربية المحيطة والتركيز على العراق، أما الأردن ومصر المطبّعتان فينظر إليهما الأمريكي والإسرائيلي أنهما تحصيل حاصل أو كما يُقال في "الجيب".. وزيارة ما يُسمى بوزير الخارجية السوري إلى بغداد وتصريحاته لا تنفي ما قلناه بل تؤكده..
حتى لا نبقى في الأوهام ينبغي التأكيد على أن هناك الكثير من الأنظمة العربية تشارك في تنفيذ ما تريده أمريكا وإسرائيل سواءً في فلسطين أو سوريا والعراق أو في أي بلد عربي يقف لمواجهة كل هذا الاستهداف لأوطاننا وشعوبنا وأمتنا، وحتى نكون واضحين أكثر فإن النظام السعودي والإماراتي والقطري لعبوا أدواراً أساسية ليس فقط في إيصال سوريا إلى ما وصلت إليه، لكن قبلها العراق واليمن وليبيا ولبنان ودول عربية أخرى..
عموماً.. لا نريد أن ندخل في التفاصيل لأن الواقع اليوم في سوريا يتحدث عن نفسه، والإرهابيون يعملون لمصلحة إسرائيل وأمريكا؛ والسعي للتقسيم لم يبدأ من الساحل السوري بل يعود إلى السنوات الأولى من الحرب الكونية التي تعرَّضت لها سوريا.. وإشارتنا لما يحصل اليوم لنبيّن لمَنْ لم يتبيَّن من العرب والمسلمين إلى أين نحن ذاهبون إذا بقينا متفرّجين.. وإدراك اليمن ما يُراد لنا كعرب ومسلمين جعلها استثناءً في مواقفها سواءً تجاه غزة وفلسطين أو ما يجري في سوريا، والمفترَض أن يكون هذا هو الموقف لكل العرب والمسلمين دولاً وأنظمةً وشعوباً، وهذا لن يكون، والأسباب يطول شرحها.
تمت طباعة الخبر في: الثلاثاء, 18-مارس-2025 الساعة: 03:34 م
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.almethaq.net/news/news-67288.htm