الميثاق نت -

الثلاثاء, 22-أبريل-2025
يحيى نوري -
بناء وطنٍ يتسع للجميع، بات يمثل تحدّياً ومطلباً استراتيجياً لمختلف الفعاليات الوطنية والشعبية، بل وأصبح يمثل اتجاهاً إجبارياً لمختلف القوى ومهمةً وطنيةً يجب أن تعلو على كل المهام والمسئوليات الملقاة على عاتقها..

وبما أن ذلك بات منطلَقاً وموقفاً شعبياً، فإن كل المبررات التي يسوّق لها البعض، والتي تشير بكل ما تحمله هذه الإشارة من يأس وإحباط إلى أن تحقيق هذا الهدف لم يعد ممكناً في ظل حالة التجاذبات الإقليمية والدولية للمشهد اليمني، وهو قول لا ريب لم يعد مستساغاً شعبياً، وأن تواري أي قوى خلفه يُعد بمثابة خيانة وطنية عُظمى واستسلام لمخططات قوى خارجية على حساب الوطن وسيادته، وإسهام في المزيد من تشتيته وتمزيقه ومفاقمة معاناة الشعب التي أصبحت اليوم لا تُطاق..

وبما أن الساحة اليمنية عموماً أصبحت ميداناً مفتوحاً لصراعات القوى الكبرى التي تسعى إلى تأمين مصالحها الاستراتيجية لمائة عام قادمة، فإنه قد حان الوقت أمام مختلف القوى اليمنية للوقوف المسئول من أجل نصرة شعبها ووطنها والعمل الدؤوب والمخلص للوصول إلى معالجات ناجعة للقضية الوطنية وفرض إرادتها على مختلف القوى الدولية والإقليمية المتصارعة، في خطوة تاريخية تؤكد من خلالها انتماءها الوطني، ما لم فإن على هذه القوى التي تدَّعي امتدادها الشعبي، أن تدرك تماماً أن الشعب لن يقبل بالمزيد من الارتهان، وأنه قادر على إيجاد قوى جديدة تحترم إرادته الحرة في الاستقلال والسيادة وبناء دولته الحديثة التي تنطلق من خلالها مشاركته الواسعة والفاعلة في عملية البناء الوطني الشامل وبلوغ المستقبل الأفضل..

ولسنا هنا بحاجة إلى تأكيد قدرة الشعوب على إحداث التغيير، لكوننا ندرك أن الجميع يستوعب تماماً هذه الحقيقة..

ولعل أبرز دافع حقيقي وواقعي نحو تحقيق هذا الهدف الوطني العظيم هو ما نشاهده بأم أعيننا اليوم ما يواجهه وطننا من حقد دفين جرَّاء ما يتعرض له من عدوان سافِر منذ العام 2015م، وما تقوم به الغطرسة الأمريكية من تدمير للبُنى التحتية، واستهداف للمواطنين، وهي جرائم لا ينبغي السكوت عليها، ولن يغفر التاريخ والأجيال القادمة لكل الصامتين أبداً.
تمت طباعة الخبر في: الثلاثاء, 22-أبريل-2025 الساعة: 06:26 ص
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.almethaq.net/news/news-67322.htm