الميثاق نت -

الثلاثاء, 22-أبريل-2025
مطهر الاشموري -
تقارب روسي أمريكي، ومفاوضات تستمر حول أوكرانيا، وفي هذه المسألة من الواضح أن أمريكا لديها مرونات تصل إلى واقعية تنازلات أو مغادرة التشدد والتطرف بأي قدر..
مفاوضات بين أمريكا وإيران والبداية فيها تعطي مؤشر تفاؤل ولكن قضايا التفاوض ذات تشابك وتعقيد؛ والمؤكد بداهةً أن أمريكا ستكون الطرف الأكثر تطرفاً وتشدداً حتى وأن كانت أمريكا تريد فعلاً حلحلة وحلولاً توافقية مع إيران..
ترامب يردد ويؤكد أنه لن يسمح لإيران بامتلاك سلاح نووي وإيران تؤكد أنها لا تريد ولا تفكر في تصنيع سلاح نووي وهذه المسألة تحتاج إلى صيغة اتفاق دقيق وحازم في التزامات الطرفين بتنفيذه وربطاً به، وإيران تشترط إلغاء كل العقوبات الأمريكية للوصول إلى ذلك..
إذا أمريكا قبلت حصر أجندة المفاوضات في ذلك فقد يصبح ممكناً الوصول إلى اتفاق وبسقف زمني معقول، ولكن إذا أمريكا أرادت فقط جرجرة أقدام إيران للتفاوض لتفرض في أجندة المفاوضات قضايا

وتشعبات بل و«تشعيبات» أخرى فلا مجال للتفاؤل بأي قدر ولا لتحديد سقف زمني للتفاوض، وعلى سبيل المثال يُستبعد قبول إيران مشاركة إسرائيل في المفاوضات وذلك ما يكرر ترامب التلميح به وإن لم يصل إلى التصريح..
تحت سقف النووي والعقوبات فإيران قد تقدم تنازلاً في الأمور الفنية والتقنيات، وحتى ترامب يتحدث عن تنازلات ممكنة من طرف أمريكا، ولكن إن أصرت أمريكا على فتح وتوسيع أجندة التفاوض فذلك قد ينهي التفاوض أو يدفع لتفاوض طويل المدى لا يتجاوز سقف الشهرين «الترامبي» بل يمتد لعام أو أعوام، وبالتالي فأمريكا يعنيها ربط سقف التفاوض الزمني بأجندة التفاوض فإلى أي حد يمكن أن تقبل أمريكا بذلك؟..
الحرب التجارية التي فتحها «ترامب» مع الصين يؤكد خبراء ومحللون أنها لن تُحل بغير التفاوض بل إن «ترامب» بات يدرس تشكيل لجنة للتفاوض مع الصين وهذا التفاوض قد يخفف التوتر للوصول إلى سقف تعايش والحيلولة دون حرب أبعد وأشمل ربطاً بـ«تايوان»، كما أن التفاوض ذاته قد يرفع التوتر إلى سقف لا يستطاع فيه وبه منع الحرب الأوسع أو لجمها

على الأقل ولو وصل لمثل هذه الحالة فالسؤال سيطرح: من فجَّر هذه الحرب؟..
إذا ترامب يقول إن خيار وقرار حرب أوكرانيا لا أحد مسئول عنه غير سلفه «بايدن» فقد نصل إلى وضع وزمن يقال فيه إن «ترامب» هو من أشعل وفجّر الحروب أكان مع الصين أو مع إيران..
ما زِلتُ شخصياً أستبعد حرباً على إيران، وأستبعد حرباً مع الصين، ولكن رفع وتشديد الضغوطات والتمادي في الظلم قد يفجّر حروباً لا يعرف مدها و لا مداها، وأمريكا هي المعنية بأن تدقق في الأساس والقياس لتوصل أو لا توصل إلى هذا الخيار وأمريكا لا يمكن أن توصل إلى خيار حرب وهي لا تريد هذه الحرب «افتراضاً»، ومثل ذلك لو حدث فأمريكا هي من يتحمل المسؤولية الأولى والأكبر..
العالم كله بالمناسبة بات يُجمِع بأنه لا أمريكا ولا إيران ولا دول المنطقة والعالم يريدون حرباً مع أو على إيران، وفقط إسرائيل «نتنياهو» الطرف الوحيد في العالم الذي يريد هذه الحرب والضغط على إشراكها في التفاوض يدفع للحرب إن كانت أمريكا تعي أو زعمت أنها لا تعي..
عندما نكون أمام أي احتمالية لحرب عالمية كارثية على

العالم فالقضية تصبح فوق الصراعات الأصغر والأضيق، وإذا أمريكا بترامبها تريد مفاوضات وصفقات فذلك بالإمكان بسقوف للمصالح يتوافق عليها، وإذا ذلك هو خيار وقرار أمريكا فلن تحدث حرب لا مع إيران ولا مع الصين حتى في تلقائية رفع أو ارتفاع التوتر لأنه إذا أمريكا هي فعلاً لا تريد حرباً فهي قادرة على التصرف والحيلولة دون حدوث حرب مهما توترت الأجواء أو إرتفع التوتر إلى أعلى سقف..
لم يعد حتى تموضع أمريكا لينجح في فرض إملاءات حتى على إيران وليس الصين ونتائج حرب أوكرانيا تفي ويكفي ليفهم الأمريكي، وبعيداً عن أي شخصنة تكتيكية وخداعية في الربط بـ«بايدن»أو «ترامب» أو حتى «نتنياهو»، فمثل هذا بات يقدم ضعف أمريكا وليس قوتها، أما إن أرادت أمريكا تجريباً أو تجربة جديدة فلها ذلك، والعالم لا يستطيع منعها، لكنه يعرف ويعي كيف يدافع عن حاضره ومستقبله كونه حينئذٍ لم يترك له خيار ذلك.
تمت طباعة الخبر في: الثلاثاء, 22-أبريل-2025 الساعة: 05:36 ص
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.almethaq.net/news/news-67329.htm